إنه فى يوم ما، بل فى لحظة من تلك اللحظات التى نعيشها، أصبحنا على ظاهرة تناولتها معظم وسائل الإعلام دون أن نخوض فى فهم وتوضيح أسباب تلك الظاهرة التى انتشرت فى مجتمعا مؤخرا.
نبحر معا بعقل يفكر ويوضح، أن الهدف المُعلن من هذه الظاهر له معنى عظيم فى قلوبنا جميعا، ولكن قبل أن أسطر تلك السطور كان هناك صراع بين قلمى وعقلى، فقلمى يخشى أن يفهمه العام بما لا يقصده، وعقلى يصر على توضيح ما لا نفهمه، فكان هناك الكثير من الأسئلة التى أبحث عن إجابة لها، وأن المقصد لكتابة تلك السطور هو نتيجة لانتشار تلك الورقة المدون فيها "هل صليت على محمد اليوم" تجدها فى السيارات.. الأماكن العامة والأماكن الخاصة.
سؤال استفهامى بـ"هل" الإجابة عليه محددة بـ"نعم ولا" إذن فأين الصلاة على الحبيب؟ أخطاء نقع فيها باسم الدين، أن الصلاة على الحبيب هى صلاة مقرونة بالاستمرارية هكذا أمرنا الله عز وجل فى قوله "إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" 56، وأن المولى عز وجل أمرنا بذلك وهو يعلم أننا جميعا نصلى على سيدنا محمد فى اليوم خمس مرات تأكيدا، بجانب صلاة النوافل وغيرها من التطوع والسنة، إذن الصلاة على الحبيب موجودة كل يوم بل كل لحظة لتعاقب التوقيتات الخاصة بالصلاة بين الدول وفى معظم العبادات، فالسؤال هنا ليس له معنى من التنفيذ لأننا بالفعل نصلى عليه!.
وقال بعض العلماء، إنه لا تقبل صلاة العبد بدون الصلاة على المصطفى سيد ولد آدم، ومما سبق كان لزاما علينا أن نوضح لماذا هذا السؤال؟ ولماذا الآن؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة واضحة وفاصلة باليقين، لأننا جميعا نعلم قيمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قيمته عند ربه وأيضا قيمته عند عباد ربه، ومن حب الناس فى المصطفى صلى الله عليه وسلم أصبحوا ينشرون هذه الورقة، ولكن هناك عقول تفكر بصدق للتوجيه إلى صحيح الدين وأفعال الصالحين فى الكيفية التى يجب أن يتم الصلاة فيها.
يا سادة.. إنه الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا أمرنا المولى عز وجل فلابد من أن نطيع رب الأرباب ليتقبل عملنا، الأدب مع رسول الله سيدنا محمد (ص) يجب أن يتم فى قلوبنا قبل أن تنطق به ألسنتنا.
عندما يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول، أنا سيد ولد آدم ولا فخر هنا لابد أن ننفذ رغبته صلى الله عليه وسلم ونعطيه حقه وقدره الذى نطق به وهو السيادة حتى ولو قال فى موضع آخر عكس ذلك فهذا تواضعا منه فإن الله عز وجل كرمه ولم يناد باسمه قط ناداه بـ"النبى.. الرسول.. المذمل والمدثر" فأين نحن من ذلك؟.. هل يُعقل أن الله عز وجل كرمه حتى فى اسمه ونأتى اليوم ولم نعطه قدره الذى طلبه منا؟ تساؤلات أطرقها لعقول نضجت لكى تعطى إجابة بكل صدق.. فهو سيد ولد آدم ولا فخر رغم كره الكارهين وبغض الباغضين وحقد الحاقدين.
ونأتى بالتحليل العقلى لمحور آخر وهو.. لماذا تقوم وزارة الداخلية بمنع هذه الملصقات؟ سؤال أجاب عليه بعض الناس بالفهم الخاطئ بأن الداخلية تمنع الصلاة على النبى.
انتقل مع بعقلك الذى كرمه الله عز وجل على سائر المخلوقات، أن الوطن هو وطن للجميع نتعايش فيه كلا مع الآخر لا فرق بين الناس ولو حتى بالديانة، هنا تحكمنا القوانين والدساتير التى هى عقد بين الشعوب وبين الحكام أو السلطة، يخضع لها الجميع لحماية الوطن من أى تقسيمات أو اختلافات أو أى تهديد قد يحدث.
ننظر إلى القانون الموضوع منذ السنين فهو يمنع أى ملصقات توضع على السيارات إلا لوحة رقم السيارة، وعندما تأتى بمثل هذا الفعل، ستتحول الرغبة من المسلمين إلى غيرهم، حيث إن الدين الإسلامى يقدر ويؤمن بجميع الأديان السماوية وجميع الرسل.
فهل ستمنع غيرك أن يضع شعائر دينه مثل ما تفعل؟ سؤال إجابته معروفة مسبقا، إذن هنا القانون ينظم الحياة المدنية لنا جميعا أما الدين فهو علاقة مقدسة بينك وبين ربك، إننا نريد أن نعظم شعائر ديننا وأن تكون صلاتنا على الحبيب صلى الله عليه وسلم صلاة تستحق قدره، بأن نقوم باستحضار محبته فى قلوبنا ولا نربطها بورقة معلقة سيأتى اليوم الذى تسقط فيها على الأرض، هل رسول الله ينتظر منا ذلك؟.. لا والله.
فلابد أن نُعلم الأجيال القادمة معنى الأدب مع رسول الله ولا نربط عقولهم بكلمة مكتوبة عندما يجدوها يتذكرونه وعندما لا يرونها ينسوه.. بل نعمل على غرس محبته فى قلوبهم.
إنها نهضة الفكر والعقل والدين معا.. وما سبق كان نتيجة لعقل يفكر وقلب ينبض بحب سيد ولد آدم ولا فخر ( صلى الله عليه وسلم ).
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة