هل سألت نفسك ذات مرة من أى أنواع الصخور بنيت أهرامات الجيزة، وكيف صنع ملوك القدماء المصريين تماثيلهم، ومن أين استخرجوا الذهب لصناعة التوابيت، ألم يقودك فضولك للتعرف على أدوات الزينة لملكات الفراعنة، تستطيع أن تستجمع كل هذه المعلومات وأكثر من ذلك منذ بداية الإنسان القديم بالذهاب إلى المتحف الجيولوجى المصرى ذلك المتحف الذى يمتلك من الكنوز التاريخية المهمة ليست فقط على مستوى العلمى البحت ولكن على المستوى الثقافى والفكرى.
وفى جولة لـ"اليوم السابع" داخل المتحف الجيولوجى اصطحبنا حجاج محمد لطف الله، مدير عام المتحف، لافتا إلى أن وفد من رجال الأعمال قاموا بزيارة المتحف مؤخرا وذلك للتعرف على كيفية الاستثمار فى مجال الثروة المعدنية فى مصر من خلال التعرف على أهم ما تمتلكه مصر من ثروات، من هذا المنطلق استطعنا التعرف على أهم مقتنيات المتحف من واقع الاكتشافات البحرية والحفريات والأحجار النادرة وأصل المواد التى تصنع منها أداوت كثيرة نستخدمها فى حياتنا اليومية ومنازلنا.
تتكون صالة العرض المتحفى من ثلاثة أقسام الأول يعرض حفريات لافقارية، وهى توضح بداية الحياة على الأرض مقسمة طبقا للعصور الجيولوجية، بمصر أما الجزء الثانى من المتحف يضم الحفريات الفقارية، وتتكون من 14 رتبة من أو أكثر أشهرهم حيوان الأرسنوثرين ويبلغ عمره 35 مليون سنة وتم اكتشافه بالفيوم، ويوجد أيضا حيوان الـ"بالتيد" وتم اكتشافه فى الواحات البحرية ويبلغ عمره 97 مليون عام ويبلغ وزنه 84 طن فيما يبلغ طوله 34 متر، أما الصالة الثالثة والأخيرة فتضم الصخور والمعادن الموجودة على القشرة الأرضية وأبرزهم أحجار المرمر والجرانيت والديوريت المنحوت منه تماثيل الملك خفرع المنحوت منها المسلات الفرعونية والحجر الأمبراطورى المنحوت منه أعمدة الكنائس بروما، وأبرز النيازك التى سقطت على الكرة الأرضية أبرزهم نيزك بمدينة إثنا بقنا ونيزك النخلايت بمدينة أبو حمص بالبحيرة، ونيزك جبل كامل بالواحات البحرية.
كما يضم المتحف المواد الخام التى يستخرج منها بودرة التلك التى يصنع منها بودرة الأطفال وبعض مساحيق التجميل الخاصة بالسيدات وحجر الجبس الشفاف الذى يستخرج منه مواد البناء.
كما يوجد عدد من المواد الرصاصية تعرف باسم الـ"ناجيا" كان يستخرج منها كحل العين، وبعض المواد الملونة التى كانت تعد منها ملكات الفراعنة أداوت تجميل الوجه، فضلا عن وجود صخور الذهب الموجودة بمنجم السكرى، وأقدم خريطة لمنجم الذهب أعدها ورسمها القدماء المصريين، ولكن النسخة الأصلية منها موجودة بمتحف ترونتو بإيطاليا.
يواجه هذا المتحف صعوبات عديدة تبدأ من التجاهل الحكومى لأهمية ما به من مقتنيات، وعدم تخصيص مكان مناسب لها، حيث أكد حجاج لطف الله مدير المتحف أنه منذ عام 1982 ويعانى المتحف أزمة البحث عن مكان، مشيرا إلى أنه خاطب العديد من المسئولين بمحافظة القاهرة لتخصيص قطعة أرض له، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، فضلا عن تجاهل الحكومة له بعدم وضعة ضمن خريطة المتاحف السياحية المهمة بالقاهرة، لافتا إلى أن عدد زوار المتحف طوال العام لا يزيد عن 5000 زائر طول العام وعادة ما يكون من طلاب الجامعة والمدارس.
ويأمل لطف الله أن يكون للمتحف مقر كبير لعمل ورش عمل للأطفال لتعريفهم بكيفية استخراج الكنوز الأرضية وغيرها من الأنشطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة