أكد البرلمانى السابق والمرشح الرئاسى السابق أبو العز الحريرى، أن الوطن لن ينهزم وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى ليس أمامه إلا الانتصار.
وقال الحريرى فى حواره مع "اليوم السابع"، إن من يتراخى عن أداء هذه المهمة لن يفلت من المحاكمة والمحاسبة، كما أكد أن الرئيس والبرلمان ليس أمامهما سوى العمل على تحقيق مطالب الشعب.. وإلى نص الحوار..
◄لماذا أعطيت صوتك فى الانتخابات الرئاسية لـ"السيسى"؟
◄صوتى كان للجيش المصرى، والاعتزاز بالإنجاز، والجيش هو السلطة الدائمة فى حياة الشعوب، فحينما تعوج الأمور فى أى دولة يتدخل الجيش وفى مصر سيظل للجيش دوره الحتمى لإعادة بناء الدولة المصرية إلى فترة ليست قليلة، لأن كل مقومات الدولة المصرية منهارة، والجيش لن يخذل الشعب مرة أخرى.
وفى المقابل، الشعب هو من أنقذ الجيش المصرى واستعاد الجيش بالضغط على قياداته التى تحالفت مع الإخوان، والسؤال الذى يطرح نفسه ماذا لم يوقع الشعب استمارة تمرد وخرج بالملايين فى 30 يونيو هل كان سيصمت الجيش أم كان لابد وأن يكون مبادرًا أيا كانت التحفظات ويقوم بما هو واجب عليه، ونحن نتعامل مع وطن ومؤسسات لا يعنينا أشخاص بعينهم، واذا انهار المجتمع ينهار الجيش لانه لن يكون له سند، وليس أمام السيسى الا الانتصار.
وأنا مقتنع أن الوطن لن ينهزم ومقتنع أيضًا أن من يتراخى فى أداء هذه المهمة لن يفلت من المحاكمة والمحاسبة، فالشعب الذى تعلم الثورة وخلع رئيسين فى فترة متقاربة ستزداد يقظتة أكثر وأكثر.
◄ماذا تتوقع من الرئيس "السيسى"؟ وبماذا تطالبه فى الفترة القادمة؟
◄نحن فى عصر لا يستطيع شخص فيه أن يعمل بمفردة، هناك طبقة وسطى تعمل وأنا أسميها المتنفذين، فى الأمر وأصحاب الرأى، والمحليات والبرلمان والحكومة بمن فيها بمختلف مستوياتها جزء من السلطة، والرئيس جزء فاعل من السلطة.
وعلينا أن نبدأ بكل شىء بالتوازى، فقد واجهنا الإرهاب فى السابق، ولكن الخطأ أننا أثناء مواجهته أهملنا التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية، فزدادت الامور انتكاسة، إذًا الارهاب لا يغنى عن التنمية، فنحن أمام سيمفونية الخلل فى أداء أى عزف فيها يؤدى إلى خلل السيفونية كلها، ولا نسطيع أن نطلب شيئًا من شخص والا كنا نصنع إلهًا لا قدر اللة، قادر على كل شىء.
ولذلك من الخطيئة فى الإعلام، أن يتحدث عن "السيسى" فقط، فهذا يعبر عن تخلف فى نظرتنا للحياة ويجب أن نتحدث عن أنفسنا كشعب، فالثورة نفسها ليست عملا فرديًا وما ننعم به الآن ليس عملا فرديًا، والشهداء أرواحهم فعلت ما نحن فية، وأناشد العاملين بالعمل العام، ألا نخدع شعبنا ونضلله ولا نطالب شخص ما بأن يفعل، خاصة وأن مصر ليس بها مشروع وطنى عام متفق عليه.
◄ما رأيك فى قانون الانتخابات البرلمانية؟
◄قانون الانتخابات الحالى هو قانون الأيام التى تستكمل فيها الفترة الانتقالية، وقانون الانتخابات فى الظروف التى تمر بها مصر لن يكون مرض لأحد، السلطة القائمة تحاول ترتيب الوضع بالبرلمان بما يؤدى إلى قدر من المعالجة السياسية فى التعامل مع القوى على الساحة من وجهه نظرها أو وجهة نظر مكتومة تعبر عن ارادة شعبية.
فمثلا القوائم المغلقة تجعل المرور من خلالها صعب على نوعين من المرشحين (المستقلين والشباب) تحديدًا، والجماعات الطائفية ومنهم السلفين، لأن المساحات الجغرافية الواسعة تشمل عدة محافظات، فإذا أى جماعة طائفية تتصور أن لها ثقل فى محافظة معينة قد تحصد قدرًا أقل مما حصلت علية فى السابق، لان الطائفية فى مصر ضربت بهزيمة الإخوان، وفضحية وانتهازية السلفيين وصحوة الشعب المصرى لفكرة الطائفية والاتجار بالدين.
وأضاف "هذه القوائم تشل حركتهم وتمنع بقدر أو بأخر تواجدهم ولو بحد أدنى ولكن فى المقابل تحرم القوى المدنية خاصة الجديد منها من حصد مقاعد البرلمان، وهو قوى عير ممولة وليست ممتدة فى فلوليتها من القاع إلى القمة، وبالتالى فهى ليست محترفة انتخابات، والقوائم ستمكن السلطة التى تدير العملية.
◄هل تتوقع حجم كبير من المشاركة الحزبية فى ظل قانون الانتخابات البرلمانية الحالى؟
◄البعض سيشارك فى الانتخابات البرلمانية دون رضاه عنها، ويعرف أنه قد يكسب عدد قليل من المقاعد ولكنة يريد أن يساهم فى إزاحة الطائفيين عن المشهد السياسى بقدر الإمكان.
وفى نفس الوقت، المقاعد الفردية ثبت أنها فى النظام المصرى على مدى عشرات السنين، كانت دائمًا محفوفة بالتزوير، ويمكن للتزوير أن يتوقف مثل ما حدث فى الاستفتاء على دستور 2014 وفى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ولكن يبقى أن 90% من المرشحين لا يعرفون حقيقة المهمة التى سيترشحون من أجلها، كما أن الناخب لا يعلم شيئًا عن مهمة هؤلاء النواب الذين من المفترض أنهم يديرون أمور الوطن، ولذلك الاختيار فى كل الحالات معيب، خاصة وأن 40% من الشعب المصرى لدية أمية أبجدية، بالرغم من محو الأمية السياسية والمعرفية.
وفى كل الحالات الانتخابات القادمة ستكون مثلها مثل المرحلة الانتقالية، التى مرت بها البلاد، فلن يكون هناك مجلس يسمى مجلس الثورة الا فى البرلمان بعد القادم أو ربما ما بعده، حيث سيكون تحقق مناخ الثورة، والإعلام سيساهم فى طرح وتنمية الثقافة البرلمانية، بالإضافة إلى ظهور كوادر بارزة للأحزاب الجديدة، وسوف يشهد المجتمع تفاعلا كبيرًا من المصريين وبعضهم (مسيحيين ومسلمين)، والذى بدأ تفاعلاته من قبل الثورة.
◄ما هى توقعاتك لشكل البرلمان القادم؟
◄الوضع الحالى لمصر سينتج برلمانًا طابعه الأساسى، نظام قديم فى أشخاص متغيرة ولكنها تنتمى إلى القديم باعتبار أن الفساد الذى بدأ به السادات واستكمله مبارك والإخوان كون هرمًا اجتماعيًا من الأشخاص المتنفذين والممولين والمدربين، والذين لهم "عزوة" تمكنهم من خوض تلك الانتخابات.
الثورة كانت روح أكثر منها تنظيمًا وشبابًا أكثر منها كوادر متدربة ومتمرسة، ولكن ما سيخفف من هذا الطابغ الغوغائى للمجلس القادم، أن قبة البرلمان لم تعد هى القبة القديمة بمعناها التقليدى، ولكنها أصبحت هى ساحة الوطن المصرى فى الداخل والخارج، بمعنى أن الرأى العام بدأ أن يصبح مؤثرًا وضاغطًا على السلطة قبل 25 يناير، مما أدى إلى اندلاع الثورة.
التداعيات التى حدثت بعدها باستيلاء الإخوان والسلفيين مدعومين من العدو الصهيونى الأمريكى على السلطة، أيقظت الشعب المصرى ودفعت العازفين إلى المشاركة السياسية (حزب الكنبة) وذلك بحكم الضرورة لتفجر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
وبالتالى سيكون البرلمان بين خيارين، إما أن ينسجم مع المطالب العامة للشعب المصرى، وإما ألا يكمل مدتة ويثور الناس عليه، وتأتى الموجة الثالثة من الثورة، قد تكون قريبة إذا لم يحسن القائمون على الامر فى البرلمان والسلطة التنفيذية والرئاسة التصرف، وقد تتأخر، وأتمنى أن تتغير الأمور فلا نكون فى حاجة إلى موجه ثالثة ورابعة من الثورة.
وأضاف "ما لم تستقم الأمور، فليس هناك سلطة على الشعب المصرى، لا رئيس ولا حكومة ولا برلمان ولا جيش، كل ذلك أصبح بالتعبير الدارج تحت كعب المواطن ولا يستطيع أحد أن يقهر إرادة شعب.
◄ما أهم القوانين ذات الأولوية على أجندة البرلمان القادم لمناقشتها وإقرارها؟
◄أمام البرلمان القادم عشرات القوانين، وأكثر من 70 قانون ترجمة للدستور، واذا لم تكن هناك مراقبة ومتابعة دقيقة من الشعب المصرى لأداء البرلمان قد يتحول الدستور من إرادة شعبية إلى إرادة فلول، وأصبح الدستور عاجزًا، فالأمر يحتاج إلى تكاتف المثقفين ومراكز البحوث والمصريين فى الداخل والخارج ألا يجعلوا تلك التشريعات المترجمة للدستور الا بغربلة مطلقة، وأن تتم وفقًا لروح الدستور ومواثيق الأمم المتحدة، مما يساعد تعاملات مصر على المستوى الدولى، بالإضافة إلى أن هناك قوانين لابد من إعادة النظر فيها مثل قوانين الاحتكار التى وضعت 2005، فهى جرمت تلك القوانين فى أمريكا منذ عام 1882.
و ما يوجد فى مصر الآن عدد من حائزى الثروة الغير مشروعة وليس مالكى الثورة، والتى جمعوها من الفساد والسمسرة والعمولات ومن الغذاء الفاسد والمواد المسرطنة، وعليهم أن يتقبلوا اما تهمة الخيانة للوطن أو أن يعيدوا ما نهبوه وهربوه إلى الخارج ويعودوا إلى حضن الوطن.
وأتوقع أن الفترة القادمة ستشهد لمثل هؤلاء ما هو أقسى من المحاكمات الجنائية من العزل والفضح الشعبى وهو أسوأ.
◄ما موقفك من الترشح فى البرلمان القادم؟ وماهى أهم القضايا التى ستطرحها عليه وتطالب بها تحت القبة الموقرة؟
◄لم أتخذ إلى الآن قرار نهائى بالترشح، ولكن اذا تم ترشحى وفوزى فى الانتخابات، سوف أسعى إلى المساهمة فى كافة التشريعات التى تحقق الإرادة الشعبية فى الدستور، ووقف الجرائم المتعددة مثل المصرف العربى الدولى الذى يعد أكبر مكان لغسيل الأموال، وتعديل الموقف من البورصة والنهب الذى يتم من خلالها.
ويجب السعى الجاد لإنهاء اتفاقية "كامب ديفيد" لأنها وثيقة استسلام وعار وخيانة وقعت باسم الشعب المصرى وهو منها براء، وهى قيد على الشعب المصرى، فنحن لدينا سيادة منقوصة على سيناء، ولأول مرة فى التاريخ تكون لدولة حدود سياسية أبعد من حدودها العسكرية.
وبالرغم من حل المجلس فى عام 1979، بسبب معارضتى ومعى 13 آخرون لتلك الاتفاقية، الا أننا أدركنا حساسية الموقف فى هذا التوقيت، كما سأسعى إلى إنقاذ أرض الوادى من التلوث، خاصة وأننا فى عام 2045 عدد السكان سيتضاعف إلى 180 مليون نسمة، وخلال 32 عامًا آخرين سنصل إلى 370 مليون نسمة، وعمل النائب يشمل النظر إلى المستقبل وحارس على الماضى وأثارة، ومجلس الواب على مدى تاريخة الممتد منذ أكثر من 150 عامًا لم يشهد إلى عدد قليل من النواب، الذين أدركوا حقيقة المهمة الوطنية، فالنائب الحق لا يجلس ليتقلى فقط ما تمليه الحكومة.
هذا بالإضافة إلى طرح أهمية الطاقة الشمسية فى الفترة القادمة، حيث هناك 4 تريلونات جنيه قيمة الطاقة الشمسية التى تتولد على أرض مصر يوميًا، لماذا نهدرها ونحن بحاجة إلى الطاقة، وما لم نسرع بإنشاء مصانع الطاقة الشمسية، فنحن ذاهبون إلى الضياع، بالإضافة إلى زراعة نخيل الزيت وتنمية السياحة العلاجية.
◄ما رأيك فى السلطات الجديدة للبرلمان؟
◄ليست لدينا حالة تصارع، فى ظل مجئ الرئيس أولا وعدم التغيير الحقيقى فى القوى المتصارعة، وفى تقديرى أن السيسى سيحاول النجاح بغض النظر عن أن الطريق الذى سيسلكة مرضٍ للجميع أو لا، فالكل أصبح تحت السكين، سكين الشعب الذى يريد أن يحيا، والبرلمان القادم سيكون مجبرًا على أن يستقيم وإلا لن يكمل مدتة، وعلى الرئيس أن ينحاز للشعب، فنحن أمام طوفان من الحرمان والجوع الشامل والموت من التلوث والأمراض القاتلة، نحن ليس أمامنا إلا الانتصار وكل من يعطل هذا الانتصار سيجد مصيرًا مؤلمًا.
◄فى رأيك. . ما الفرق بين البرلمان فى عهد مبارك والإخوان والبرلمان القادم؟
◄لم يكن هناك برلمان فى عهد الإخوان بعد أن حركت دعوى قضائية قضت بحل مجلسى الشعب والشورى، ولكن فى وقت مبارك كان البرلمان يكون بيد السلطة وأمن الدولة، ولذلك كان البرلمان فى حالة خيانة مطلقة للشعب والوطن.
وفى السنوات الأخيرة من عهد مبارك كان البرلمان تعبيرًا عن الاحتكاريين والمستفيدين بالسلطة، أما البرلمان القادم مهما كانت مأخذنا علية نتيجة عدم وجود تغيير حقيقى منذ بداية الثورة حتى الآن، وراؤه سكين المتابعة الشعبية، لن يهنأ البرلمان بيوم واحد إذا انحرف عن مطالب الشعب ولن يمنع الناس من الثورة أحد إذا ما توافرت أسبابها ولازلت مقتنعًا أن مصر قادمة.
◄أخيرا. . هل يمكن للإخوان أن يحاولوا التسرب إلى البرلمان القادم؟
◄نعم الإخوان سيحاولون التسرب إلى البرلمان القادم ولكنهم أصبحوا مدركين أن طريقهم انتهى، وإنهم لن يعودوا إلى التكوين المحظور مرة أخرى ولا بعد 80 عامًا، وأن المجتمع لم يعد بحاجة إليهم.
الأزهريون والمواطن العادى أدرك أن خارج حدود الازهر ليس هناك رؤية دينية صحيحة، والمسيحيون المصريون دخلوا فى لحمة الوطن ونسيجة ولن ينفصلوا مرة أخرى، وسوف يعود المسيحيون إلى الوطن جماعات وسوف يسهمون فى بناء وطنهم والكثير منهم يتشوق إلى هذه اللحظة، فمصر تغيرت، وزارة الأوقاف وبيوت اللة استعادت وضعها للفهم الدينى الصحيح، وكما قال الشيخ الشعراوى مصر بلد العلم الدينى الذى صدرتة إلى الدنيا كلها وصدرتة إلى البلد الذى نشأ فيه، فمصر دخلت حياة جديدة.
أخبار متعلقة..
أبو العز الحريرى: 90% من مقاعد البرلمان المقبل للسلفيين والفلول
أبو العز الحريرى لـ"اليوم السابع": الرئيس ليس أمامه سوى تحقيق مطالب الشعب..ومن يتراخى عن أداء المهمة لن يفلت من المحاكمة..الجيش سيظل له دوره بإعادة بناء الدولة..وبيوت الله استعادت الفهم الصحيح للدين
الأحد، 22 يونيو 2014 06:55 م
جانب من الحوار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
4
4