خصصت الفنانة إسعاد يونس برنامجها "صاحب السعادة"، المذاع على فضائية "سى بى سى تو"، للحديث عن النوبة كجزء من مصر وكمجتمع له لغته الخاصة وعاداته وتقاليده وثقافته، مستضيفة المخرج أحمد عواض، والحاج أحمد إسحاق رئيس لجنة الملف النوبى، والأديب حجاج أدول، بالإضافة للمطرب كرم مراد وفريق بلاك تيما، للحديث معهم حول النوبة والفن.
من جانبه تحدث المطرب خالد نجل الفنان أحمد منيب عن والده قائلا إنه قام بموسيقى تدرس، وأنه على مدار 24 سنة يحتفل كل سنة بموسيقاه، لأن موسيقاه لا تدرس فى معهد الموسيقى بسبب كونه نوبيا، رغم أنه قال عن نفسه إنه مصرى مصرى جدا، وكان يغنى عن الهجرة والتهجير من النوبة، موضحا أن منيب كان يلقب بعميد الفن النوبى، وكان مميزا بموسيقاه، وكانت أعماله مختلفة، وأضاف للأغنية المصرية، وعمل حالة جديدة لها.
وتابع: "لدينا 80 لحنا لم يسمع عنهم أحد، وهناك أعمال لمنيب لم يعلم عنها أحد أيضا، وقام بعمل ألحان كثيرة لمحمد منير، وكنا نغنى أعماله على رصيف ميدان التحرير فى أيام ثورة 25 يناير، وتركنا الأعمال هى التى تتحدث".
بينما قال المفكر والأديب النوبى حجاج أدول فى البداية، إن أصوله من الإسكندرية وأن أسرته مزارعين، حيث هاجروا بعد غرق النوبة سابقا فى 1933، موضحا أن من حظه أنه كان فى فترة خدمته بالجيش بالإسماعيلية، الأمر الذى جعله عاشق لهذه المنطقة.
وقال: "أنا أديب ولكن لا يوجد لدى نظرية، ولكن لدى بعض الأفكار التى تلقى الضوء على بعض الأمور، وكنا موجوعين من 4 تهجيرات من النوبة صعبة ولا أحد أحس بها، ونحن كتابنا المقدس هو القرآن الكريم، ولكن كتابنا المقدس فى الدنيا هو وطننا بالنوبة، ونحن لا نرفض الأخر بل نحبه ونحترمه حتى يحترمنا، ونريد أن يعترف بنا الجميع بأن لنا جمال خاص بنا".
وتابع: "فى 1902 أغرق حينها الخزان 10 قرى بمنطقة الكنوز، وعندما تم تعلية السد أكثر أغرق قرى أكثر، فخرجنا للجبل، وكنا نعيش بالكاد، لأننا كنا فلاحين، وعند بناء السد العالى أخرجونا تماما، لأننا ضد التهجير، والتراث المصرى كاد أن يغرق، والغرب تكاتف لإنقاذ الآثار من المياه، مثل معبد أبو سمبل، ونحن طالبنا بنفس الشيء وهو أن يتم حمايتنا من المياه، وقرار التهجير كان سياسى من جمال عبد الناصر، لأن الحديث حينها كان بحجة الضرورة ولكنها لم تكن ضرورة، ولكن التفكير حينها كان اشتراكيا قريبا من الشيوعى، حيث لا يوجد بها خصوصية أو نوبة أو سيناء، وصهر الجميع فى بوتقة واحدة".
وأضاف: "أحسسنا أن الأمر مقصود حتى الآن، وبدأ الرأى العام، فى معرفة أن هناك مأساة نوبية، وأنا أقول لهم ما دمتم علمتم هذا فهيا بنا نضع يدنا فى يد بعضنا البعض ونحل هذه الأزمة، فيجب أن يتم عمل رؤية واضحة ومصرية للنوبة، ولدينا ثقافة نوبية إنسانية وأى ثقافة فكرت أن تتخندق على نفسها ستموت".
وأوضح: "القضية ليست عنصرية أو عرقية بل ثقافية، والثقافة لو لم تتطور ستكون مخنوقة، ونريد عودة مصر بأسلوب علمى، وأنا لن ألغى نوبيتى لأنها دعامة لمصر، فلماذا تريدون العصف بالجمال النوبى، ورغم الحزن الدفين الذى فينا ولكن نحن مصريين من النخاع، وهناك شباب يأسوا من الأمر ولكنهم نسبة قليلة، ومجرد كلام لا أساس له، ويحب أن أوضح أن فى دستور 2014 هناك مادة حول عودة أهالى النوبة، وهذه المادة أراحتنا بشكل كبير، ونحن بالفعل كسبنا الرأى العام المصرى، سواء للقضية النوبية أو المصرية عامة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة