رمضان زكى معتوق يكتب: الصيام سر جميل

السبت، 21 يونيو 2014 10:12 م
رمضان زكى معتوق يكتب: الصيام سر جميل هلال شهر رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن قولك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، دليل ظاهر ومسموع لإيمانك.
والذهاب للمسجد والإياب دليل أيضا لصلاتك. وأن تعطى المحروم والفقير من مالك حتى لو فى الخفاء، فعلم الفقير بما تعطيه دليل آخر لزكاتك.
وإعلان الزياره لبيت الله وأداء مناسك الحج لهو دليل لقضائك.
أما الصيام فلا دليل له على صيامك. فالصيام من أجمل وأسهل العبادات الصعبة، فحقًا إنه سر جميل بين العبد وربه، وصدق الله العظيم، حيث قال "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وانا أجزى به". فحديثى عن الصيام ليس كالمعتاد، فالصوم هو صيام المادة وصيام اللامادة، فعندما نقوم بحرمان الجسد من معطياته الدنيويه من مأكل ومشرب وجماع فهنا نجعله يرتقى لاسمى وأرقى الدرجات كى يصل إلى السمو الحقيقى، وهو التحول من صيام المادة للجسد إلى صيام اللامادة وهى الروح، فمنع النظر للمحرمات والبعد عن الشهوة والغرائز والكثير من المعنويات المطلوبة لهو حقًا رقى للخلق القويم وسمو بالروح الخلوقة، من خلال الجسد المرهق المحروم من ماديات الحياة.

ومن روائع الصوم أيضًا ليس فقط الامتناع عن ما حرم الله بل هو الامتناع عن الحلال والحرام، فى نفس الوقت والصيام وسيله لتجديد النشاط وإعادة إنعاش الجسد وتصفيته من الأمراض البدنية كأمراض البطن والصدر وخلافه وأيضًا الصيام طريقة لتحديث الروح وتعلقها بالله وشفائها من الأمراض المعنوية كالحقد والضغينة. فإذا صح صيامك طاب ربحك وانحرفت عنك المعاصى وهابك الشيطان، لأن الصيام وقاية من المعاصى فالصيام جنة. وإن للصائم فرحتين الأولى هى فرحة المادة أى فرحة الجسد عندما يفطر الصائم، والفرحة هنا ليست لكسر حاجز الجوع والعطش بل هى فرحة الانتصار فلقد انتصر الصائم بجسده عن حوائجه، وانتصر على الشيطان بصومه، فكانت فرحة لتلبيه أوامر الله بالامتناع عن ما أحله الله له وما حرمه عليه، والفرحة الثانية هى فرحة اللامادة أى فرحة الروح عندما تلاقى ربها ستفرح بصومها نعم إنها فرحة الانتصار الأخرى، والتى ستنال المكافأة الإلهية.

فقد ربحت هذه الروح الطاهرة التى صانت نفسها من الكذب والنفاق وقول الزور والعمل به وخلافه.

فيجب أن تكافأ بجنة الخلد وهى الفرحة الكبرى، ومن الملعوم لنا أن إفشاء الأسرار أمر غير مرغوب فيه، ولكن هذا السر الجميل لا تتعجب عندما يطلب منك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إفشاءه علانية لا كتمانة. فإذا سبك أحد أو قاتلك فعليك أن تعلنها صراحة وترفع رأسك بكل فخر لتنتصر بصيامك، فتقول إنى امرؤ صائم إنى امرؤ صائم، وحينها سيكون خلوف فمك أطيب عند الله من ريح المسك.

اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الطاعة وحسن العبادة، وتقبل صلاتنا وصيامنا وجنبنا الشيطان والنفس والهوى يا رب العالمين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة