انطلق وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف، إلى السعودية فى زيارة تستغرق يومين، وقال المتحدث الرسمى للخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش الخميس "إن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية فى الفترة 20 ـ 21 من يونيو الجارى تلبية لدعوة من نظيره السعودى سعود الفيصل".
وأضاف لوكاشيفيتش، أن لافروف سيستعرض مع المسئولين السعوديين خلال زيارته إلى جدة تطورات الوضع فى سوريا والعراق.
وقالت صحيفة " جازيتا" الروسية اليوم، السبت، إن الخبراء يرون أن أهم القضايا التى سيناقشها الجانب السعودى والروسى فى العراق وسوريا ستؤدى إلى وجود لغة مشتركة وتفاهم بين الجانبين.
وأوضحت الصحيفة الروسية، أن المفاوضات من الناحية السورية قد تكون صعبة بعض الشىء، لأن المسألة السورية هى الأكثر تعقيدا فى العلاقات بين موسكو والرياض، حيث إن السعودية دعت مرارا للاستقالة الفورية لبشار الأسد.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه فى يوليو من العام الماضى، جاء إلى موسكو رئيس مجلس الأمن القومى للمملكة العربية السعودية بندر بن سلطان وطرحت مواقف مختلفة حول القضية السورية التى تمت مناقشتها فى الكرملين وأعلن أنه فى مقابل تخلى روسيا عن دعم الأسد وعد بن سلطان بوتين بالتعاون ليس فقط فى سوق الطاقة العالمية، ولكن أيضا بالحفاظ على القاعدة البحرية الروسية فى طرطوس السورى.
وأوضحت الصحيفة الروسية، أن بن سلطان أيضا وعد بشراء دفعة كبيرة من الأسلحة الروسية بقيمة 15 مليار دولار، وكما ذكرت الصحافة الغربية، نقلا عن مصادرها، ولم يتم الوصول إلى اتفاق.
ووفقا لمحلل شؤون الشرق الأوسط تيودور كاراسيك، أن زيارة لافروف إلى المملكة العربية السعودية تأتى فى اللحظة الحاسمة من الأعمال العدائية الفعلية التى تقوم بها المنظمات الإرهابية فى العراق ومن مصلحة روسيا للحصول على مساعدة المملكة العربية السعودية وبذل جهود مشتركة.
ويؤكد الخبير الروسى، أنه من المهم أن يستمع لافروف إلى ما يفكر فيه القيادة فى المملكة العربية السعودية حول الوضع فى العراق فى اتصال مع استقالة ممكنة لرئيس الوزراء العراقى نورى المالكى.
كما، ذكرت الصحيفة الروسية، أن هجوم الجماعات الإرهابية المسلحة فى العراق أدى إلى ارتفاع أسعار النفط ويهدد النزاع المتصاعد الاستثمار فى البلاد والشركات الأجنبية، وبعض من هذه الشركات "لوك أويل" و"غازبروم نفت" الروسية، ويمكن هذا أن يؤثر تأثيرا خطيرا على "الذهب الأسود".
وأوضحت الصحيفة الروسية أن الجماعات الإرهابية التى تشن هجوما خطيرا فى العراق وبلاد الشام، قد يكون لها تأثير كبير على الوضع فى الاقتصاد العالمى، وهذا أدى بالفعل إلى الارتباك فى سوق النفط، حيث ارتفعت هذا الأسبوع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها على خلفية تكثيف القتال والعمليات الإرهابية فى العراق.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن النفط الخام فى بحر الشمال ارتفع بنسبة 4٪، ولاحظ محللو الأسهم أن الوضع المتوتر فى العراق له تأثير على انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع.
وأضافت الصحيفة الروسية، أنه على الرغم من أن الموصل هى المنطقة النفطية التى سيطرت عليها الجماعات الإرهابية، ولكنها لم تتضرر من القتال مع المسلحين ولكن المحللين يشعرون بقلق بالغ إزاء ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة.
ونوهت الصحيفة الروسية إلى أن العراق تحتل ثانى أكبر منتج للنفط بين دول أوبك وفقا لبلومبرغ، وأنتج العراق فى شهر مايو 3.3 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى أنه إذا توقف الإنتاج النفطى فى جنوب العراق، فإن السوق سيخسر 2.5 مليون برميل يوميا وهذا سيؤدى إلى ارتفاع حاد فى أسعار النفط.
وأكدت الصحيفة الروسية أن النزاع المسلح أيضا سيؤدى بالضرر إلى الكثير من الشركات العالمية التى تستثمر فى العراق مثل شركة، إكسون موبيل، وشركة بريتيش بتروليوم، وشل وتوتال والمصالح الروسية فى العراق "لوك أويل" الروسية.
و أعلن الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أكد يوم أمس الجمعة لرئيس الوزراء العراقى نورى المالكى "الدعم التام" للحكومة العراقية فى معركتها ضد الجهاديين السنة.
وقالت الرئاسة الروسية فى بيان، إنه خلال مكالمة هاتفية مع المالكى "أعرب فلاديمير بوتين عن دعم روسيا التام لجهود الحكومة العراقية الهادفة إلى تحرير أراضى الجمهورية سريعا من الإرهابيين".
وفى وقت سابق، قال نيكولاى باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن الروسى، إن دولة العراق مقسمة إلى ثلاثة أجزاء "سنة وشيعة وأكراد"، وبعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أصبحت الدولة منقسمة.
وأوضح باتروشيف، فى تصريحات خاصة لوكالة "ريا نوفستى" الروسية للأنباء، أن مقاتلى ميليشيات الجماعة الإرهابية، التى تعمل فى أراضى العراق وسوريا، تحقق الآن نجاحا كبيرا، وتقترب من بغداد، بعد أن استولوا على الموصل ثانى أكبر مدينة فى العراق وواحدة من أكبر مراكز النقل والنفط، وخلف هذا العديد من الضحايا ومئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من منازلهم، وتوجهوا إلى المناطق الكردية ووسط البلاد، ووقع فى أيدى المتطرفين عدد كبير من الأسلحة والمعدات العسكرية.
وأشار باتروشيف إلى أن هؤلاء الإرهابيين فتحوا السجون، لتعيين مئات من السجناء، بما فى ذلك أولئك الذين أدينوا من قبل فى الأنشطة الإرهابية، لتوسيع سيطرتهم على الأراضى العراقية.
الحرب فى العراق تسبب الرعب للمصالح الروسية.. سيرجى لافروف يزور السعودية لبحث الموقف.. خبير: من مصلحة موسكو الحصول على مساعدة الرياض لمواجهة الإرهاب.. وسيطرة "داعش" على العراق سيؤدى لارتفاع أسعار النفط
السبت، 21 يونيو 2014 03:02 م
وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة