نحتاج خطة عمل مع أفريقيا يا سيسى

الجمعة، 20 يونيو 2014 03:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان قرار مجلس السلم والأمن الأفريقى بإلغاء تجميد أنشطة مصر بالاتحاد الأفريقى متوقعا، بعد النشاط الدبلوماسى المصرى الذى لعب دورا فاعلا فى توضيح حقائق ثورة 30 يونيو للأشقاء الأفارقة، وتغيير دفة المواقف من الترصد إلى القبول والتفهم، وكان لافتا الحضور الأفريقى القوى فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما أعطى انطباعا داخليا وخارجيا بأن مصر عادت بالفعل للحضن الأفريقى حتى قبل أن يصدر القرار، وساعدنا على ذلك أيضا التفهم المبكر من جانب بعض الدول الأفريقية مثل أوغندا وغينيا الاستوائية وإريتريا ودول أخرى لما حدث فى مصر من ثورة ضد حكم الإخوان، ولعبت هذه الدول وغيرها دورا هاما فى دعم موقفنا الدولى.

الآن نحن أمام مرحلة جديدة، تحتاج منا إلى خطة عمل مدروسة للتعامل مع أفريقيا، نتجاوز من خلالها أخطاء الماضى مع القارة التى تحولت إلى سوق مفتوحة أمام الجميع إلا نحن.. سوق تلعب فيها أمريكا وفرنسا وإيران وإسرائيل وتركيا والصين، ونحن «محلك سر».

هذه الخطة ليست بدعة جديدة، لكنها موجودة منذ فترة وطرحها خبراء كثيرون لكنها حبيسة العقول المغلقة، والإدراج الموصودة، وتحتاج لمن يحركها، وكلى ثقة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه من القوة والجرأة لتفعيل كل خطط الربط والتعاون بين مصر وأفريقيا، وعدم الاكتفاء بالتصريحات والأحاديث المنمقة التى مل الأفارقة من تكرارها دون جدوى، ودون أن يلمسوا شيئا على أرض الواقع.. أفريقيا لا تحتاج للشو الإعلامى لكنها تبحث عن التنمية التى لن تأتى من الحكومة فقط، وإنما تحتاج إلى تعاون نشط وفعال بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى، مع الاستعانة بالشخصيات وثيقة الثقة بأفريقيا التى لديها من الخبرة ما يمكنها من وضع الاستراتيجيات طويلة الأمد المفيدة لنا وللأفارقة.

أقول القطاع الخاص والمجتمع المدنى، لأنه بدون الاستثمارات لن يكون لمصر تواجد فعلى وجاد فى القارة السمراء، خاصة وأن أى تحركات حكومية ينظر لها بعين الريبة والقلق، لكن الاستثمارات الخاصة تمنحك تواجدا قويا، ولنا فى ذلك أمثلة عدة منها القوة التى حققتها لنا شركة المقاولون العرب فى دولة مثل غينيا الاستوائية التى تترأس حاليا القمة الأفريقية، ولعبت دورا معنا لكى نعود للاتحاد.

الحقيقة المؤكدة الآن أنه بدون دخول الخاص ضمن الخطة والاستراتيجية المصرية للتعامل مع أفريقيا، فإننا لن نحقق ما نصبو إليه، وستتحول كل مساهماتنا إلى مجرد منح قليلة القيمة، وسيكون تأثيرها محدودا على بعض الفئات، دون أن يمتد أثرها للغالبية.

نعم إن وجود الدولة مهم فى هذه الخطة والاستراتيجية، لكنه سيكون تواجدا منقوصا إذا لم يدعمه القطاع الخاص، المطالب بامتلاك الجرأة لاختراق الأسواق الأفريقية، وكذلك المجتمع المدنى من نقابات ومنظمات.
ملحوظة:

إثيوبيا من الدول الأفريقية الهامة جدا بالنسبة لمصر، ومنذ انتخاب السيسى رئيسا لمصر بدأت المياه تعود إلى مجاريها مرة أخرى بين القاهرة وأديس أبابا، لكن هناك من يحاول الوقيعة بين البلدين من خلال اتخاذه مواقف غير مبررة، أو تصرفات لا يمكن وصفها إلا بأنها تسىء للدولتين، ومن هؤلاء سفير إثيوبيا لدى القاهرة محمود درير الذى سبق وحذرت من تصرفاته البعيدة تماما عن اللباقة الدبلوماسية، فهو يسير عكس الاتجاه دوما، خاصة أثناء إطلالته التليفزيونية، لذلك فإننى أنصح الأصدقاء الإثيوبيين إذا كانوا بالفعل لديهم رغبة فى فتح صفحة جديدة مع مصر ألا يعتمدوا على شخصيات دبلوماسية تسىء لهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة