أطلقت اليونسكو تقريرها بشأن تنمية وسائل الإعلام فى فلسطين، فى 18يونيو، خلال حدث نُظِّم فى رام الله مع الاتصال عن بعد بغزة فى الوقت ذاته.
ويأتى التقرير نتيجة دراسة أُنجِزت على مدى 18 شهرا فى كلّ من الضفة الغربية وغزة، بالشراكة مع مركز تطوير الإعلام فى جامعة بيرزيت، ويستند التقرير إلى مؤشرات اليونسكو لتنمية وسائل الإعلام المعترف بها دوليا، ويشكل التقييم الثالث الذى سيتم إجراؤه فى المنطقة العربية باستخدام هذه المؤشرات، بعد الدراستين اللتين أُنجِزَتا فى تونس ومصر.
ويقرّ التقرير بأنّ القانون الأساسى الفلسطينى، الذى هو بمثابة الدستور، ينطوى على ضمانة للحق فى حرية التعبير، مع كونه لا يخلو من قانون رقابة واضح. إلاّ أن التقرير يدعو إلى اعتماد تعريف أوضح وأكثر تحديد للقيود التى قد تُفرض على حرية التعبير، بما يتماشى مع المعايير الدولية.
كما تشجّع الدراسة السلطات الوطنية على اعتماد قانون الحق فى الحصول على المعلومات، وذلك بالاستناد إلى العمل الموسّع الذى سبق أن أُنجِز فى هذا المجال مع منظمات المجتمع المدنى. وتوصى أيضا بإنشاء هيئة تنظيمية مستقلة، وبتحويل الهيئة العامة الفلسطينية للإذاعة والتلفزيون إلى هيئة بث عامة مستقلة، وبتعزيز وسائل الإعلام المجتمعى.
ويقترح التقرير بأن تقوم صناعة الإعلام بوضع برنامج تنظيم ذاتى فعّال، ويدعو الجامعات إلى تحديث برامج الدراسات الإعلامية لديها وإلى النظر فى إنشاء برنامج ماجستير فى الإعلام فى الضفة الغربية. ويقرّ بالجهود التى تبذلها السلطات الوطنية لإشراك المجتمع المدنى فى وضع استراتيجية جديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال وفى إعداد خطة التحوّل الرقمى، ويشجعها على مواصلة اتّباع هذا النهج.
ضمّ حفل إطلاق التقرير ممثلين من المنظمات الإعلامية العامة والخاصة، والحكومة، والمجتمع المدنى، والجامعات، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين وشركاء دوليين.
وقد أقر مدير المركز الإعلامى الحكومى، إيهاب بسيسو، والمتحدّث باسم حكومة الوفاق الوطنى، الذى شارك فى الحفلة بالنيابة عن الحكومة الفلسطينية، بالحاجة غلى هذا التقرير قائلا: "إننا نحتاج هذه الدراسة ونحتاج للعديد من المساهمات فى وسائل الإعلام، وإلا لما استطعنا للمضى قدمًا".
وأضاف أيضًا أننا "نتعهد كحكومة بإعادة النظر فى جميع التوصيات وأن نعمل بشراكة تامة لتعزيز تنمية وسائل الإعلام للمساءلة والديمقراطية".
وأشار لودوفيكو فولين كالابى، القائم بأعمال مكتب اليونسكو فى رام الله، إلى أنّ الدراسة "تشكل مصدرًا موثوقًا لواضعى السياسات، ووسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدنى، والجامعات ومؤسسات التدريب، بهدف تعزيز بيئة تتيح تنمية وسائل إعلام حرّة ومستقلة وتعدّدية فى فلسطين تماشيًا مع المعايير الأساسية المعترف بها دوليًا". ويوفّر التقرير أيضا إرشادات مهمة للجهات المانحة والشركاء الدوليين فى ما يتصل بكيفية توجيه المساعدة توجيهًا فعالا بناءً على احتياجات الجهات المعنية الوطنية.
ويأتى نشر التقرير بعد شهرين على تقدُّم فلسطين بطلب الانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية لحقوق الإنسان، بما فى ذلك العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذى يضمن الحق فى حرية التعبير. ويتزامن نشر الدراسة أيضا مع المناقشات الجارية فى فلسطين بشأن وضع استراتيجية إعلامية وطنية وتنفيذها.
ونوقِشَت، خلال الحفل العام لإطلاق الدراسة، الاستنتاجات الأساسية للتقرير، فضلا عن متابعته لضمان الالتزام بتوصياته.
وشجع غى بيرجيه، مدير قسم حرية التعبير وتنمية وسائل الإعلام فى اليونسكو، الذى أدار حلقة النقاش بشأن إدراج نتائج التقييم ضمن الاستراتيجية الإعلامية الوطنية الفلسطينية، على ضرورة الحوار المستمر بين جميع الجهات المعنية بهدف تحديد مجالات الاهتمام المشترك وضمان تنفيذ توصيات الدراسة.
"فبإمكان هذه الدراسة أن تجمع الجهات المعنية كافة تحت رايتها بهدف اتخاذ القرارات وحشد الموارد الضرورية لتعزيز وسائل الإعلام فى فلسطين وتحسين الخدمات التى توفرها للمجتمع".
وغطَّت حلقات نقاش أخرى مسألة تعزيز سلامة العاملين فى مجال الإعلام، وتشجيع الشفافية من خلال الحقّ فى الانتفاع بالمعلومات، وتعزيز التنظيم الذاتى والمساواة بين الجنسين فى وسائل الإعلام الفلسطينية.
وعملية تقييم المشهد الإعلامى فى فلسطين باستخدام مؤشرات اليونسكو لتنمية وسائل الإعلام قد نُفِّذت على الصعيد الوطنى وشملت مشاورات واسعة النطاق مع جهات إعلامية معنية أساسية، بالإضافة إلى البحوث المكتبية. وتضمّنت المشاورات إجراء ما مجمله 58 مقابلة معمّقة واستفتاء رأى استهدف 555 صحفيا فى كل من الضفة الغربية وغزة.
واعطى اهتمام خاص لإدراج وجهات النظر التى تم الحصول عليها من جميع المجالات إدراجًا منهجيًا، فضلا عن ضمان اعتماد نهج يراعى اعتبارات المساواة بين الجنسين. وجرى عرض النتائج الأولية للتقييم ومناقشتها فى إطار مؤتمرين وطنيين نُظّما فى يوليو ديسمبر 2013، وحضر كل منهما حوالى 120 مشاركا. وأُخذت الملاحظات التى أُبديت، خلال هذين المؤتمرين، فى الاعتبار لاستكمال التقرير.
وتوّلى تمويل عملية تقييم المشهد الإعلامى فى فلسطين باستخدام مؤشرات اليونسكو لتنمية وسائل الإعلام كلّ من ﻗﻨﺎة ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺪولية، وحكومة فنلندا، والوكالة السويدية الدولية للتنمية، وبرنامج اليونسكو الدولى لتنمية الاتصالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة