اختتمت بالأمس الدورة الحادية والأربعون مجلس وزراء الخارجية لمجلس دول مجلس التعاون الإسلامى بمدينة جدة، وذلك بدعوة من حكومة المملكة العربية السعودية، استمع الاجتماع لكلمة ألقاها الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، أعرب فيها عن امتنانه لانتخاب بلده لرئاسة الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية، وأكّد عزم المملكة تسخير رئاستها للنهوض بمنظمة التعاون الإسلامى بما يحقق أهداف وغايات الأمة الإسلامية، ويعزز التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء فى المنظمة. كما أكد ضرورة توحيد الصف وتكثيف الجهد من أجل الخروج بنتائج تسهم فى معالجة الأزمات التى تعصف بالمنطقة على النحو الذى يعيد لها الاستقرار ويساعد على دفع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية فيها.
واستعرض الأمير سعود الفيصل التطورات والمستجدات فى العالم الإسلامى مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ما زالت تصطدم بذات العقبات والتحديات المتمثلة باستمرار التعنت الإسرائيلى وإمعان حكومة إسرائيل فى سياسة الاستيطان وإجراءات التهويد، إضافة إلى الأخذ بمبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل حكومة الوفاق يعتبر خطوة مهمة نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وحول الأزمة السورية أشار إلى أن الوضع مرشح للتدهور أكثر فأكثر مع كل الانعكاسات الإقليمية الخطيرة ما لم يتخذ المجتمع الدولى موقفا حازما يضع حدا للمجازر الإنسانية البشعة ويوفر للشعب السورى ما يمكنه من الدفاع عن نفسه والعمل على حماية المدن والمؤسسات السورية من الدمار.
وجدد الخطاب موقف المملكة من نبذ العنف والتطرف والإرهاب، وأشار إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فى قمة الإسلامية الاستثنائية لعام 1426هـ ومبادرته للحوار بين المذاهب الإسلامية فى قمة مكة الإسلامية لعام 1433هـ.
وألقى الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، كلمة استعرض فيها تطورات عملية السلام والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية فى القدس، مشيرا إلى استمرار سياسة الاستيطان والتهويد، وطالب الدول الأعضاء استمرار دعمها للقدس والمقدسيين فى صمودهم، كما دعا إلى وقفة جادة لحماية القدس التى تتعرض للتهويد والعدوان الإسرائيلى.
وأكد أن منظمة التعاون الإسلامى مطالبة اليوم وأكثر من أى وقت مضى بوقفة صارمة وجادة إزاء ممارسات إسرائيل فى القدس الشريف، كما أكد أن الدعوة الدائمة لزيارة القدس الشريف تأتى بهدف التأكيد على حق العرب والمسلمين والمسيحيين فى زيارتها والصلاة فيها، وإظهار الدعم لأهلها الصامدين، مؤكدا أن زيارة السجين لا تعتبر تواصلاً مع السجان ولا تطبيعا معه.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية هى التى أوقفت المفاوضات وحدها، وأكد بأنهم مستعدين للذهاب إلى مفاوضات جديدة مدتها تسعة أشهر، ولكن بالمقابل على الحكومة الإسرائيلية أن تفى بالتزاماتها، وأن تطلق سراح 30 أسيرا، ثم تذهب إلى مفاوضات مكثفة حول نقطة واحدة وهى ترسيم الحدود، وإعطاء مهلة ثلاثة أشهر، توقف خلالها إسرائيل الأنشطة الاستيطانية.
وطالب إياد أمين مدنى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، الدول الأعضاء، بمواجهة الخلاف المذهبى والاقتتال المذهبى والتصدى لحملات الإساءة إلى الإسلام، والدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة.
وقد ناقش المجلسُ عدداً كبيراً من القضايا التى تحظى باهتمام الدول الأعضاء، فاتخذ قرارات بشأن مختلف القضايا، ومنها تنفيذ برنامج العمل العشرى، وقضية فلسطين والشرق الأوسط، والشئون السياسية، والقضايا التنظيمية والتأسيسية والعامة، والشئون القانونية، وأوضاع الجماعات والمجتمعات المسلمة فى الدول غير الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلاميّ؛ والشئون الإعلاميّة؛ والشئون الإداريّة والماليّة؛ والشؤون الإنسانيّة؛ والشئون الاقتصاديّة؛ والعلوم والتكنولوجيا؛ والشئون الثقافية والاجتماعية؛ وشؤون الأسرة.
ووجه الأمين العام لمنظمـة التعاون الإسلام إياد أمين مــدنى، برقية شكر- باسم جميع المشاركين- لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، لرعايته للدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية.
موضوعات متعلقة:
"التعاون الإسلامى": القضية الفلسطينية تقف على أعتاب مرحلة سياسية خطيرة
منظمة التعاون الإسلامى: ترحيب بتشكيل فريق وزارى بشأن القدس
منظمة التعاون الإسلامى تدعو إلى محاربة السياسات الطائفية
"التعاون الإسلامى" يؤكد ضرورة توحيد الصف لمعالجة الأزمات التى تعصف بالمنطقة.. أبو مازن يطالب بوقفة صارمة إزاء ممارسات إسرائيل.. والأمين العام للمنظمة يدعو للتصدى لحملات الإساءة إلى الإسلام
الجمعة، 20 يونيو 2014 12:16 م