تسعى القوى والأحزاب السياسية بكل جهدها إلى محاولة بناء تحالفات انتخابية قوية لخوض انتخابات مجلس النواب القادمة، للحصول على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، لمواجهة ضعفها فى المنافسة على المقاعد الفردية التى تبلغ نسبتها 80% مقابل 20% للقوائم، إلا أن هذه التحالفات لم تتبلور حتى الآن، وبعضها يفشل قبل بدايته.
وعدد الخبراء السياسيون الأسباب التى تدفع إلى فشل التحالفات الانتخابية، وأبرزها ضعف الأحزاب السياسية والمصادرة على الهدف المرجو من التحالف من خلال سعى من يقود التحالف إلى اقتسام السلطة وتوزيع المناصب، وعدم قيامها على شراكة كاملة وتوافقية.
وبدت المخاوف واضحة من فشل هذه التحالفات لعدم وضوح الرؤية ونتيجة إحساس الأحزاب السياسية بالخطر لضعف موقفها وفرصها بعد صدور قانون مجلس النواب الذى يرى الكثير من المحللين أنه سيؤدى إلى تهميش دور الأحزاب وعدم وجود قوة سياسية بارزة داخل البرلمان، لتكون الغلبة لأصحاب المال والنفوذ والعائلات والقبائل الأكثر قدرة على السيطرة على المقاعد الفردية.
وقال سامح عاشور، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، إن أبرز أسباب فشل معظم التحالفات السياسية التى بدأ الحديث عنها على الساحة السياسية خلال الفترة الماضية بهدف التحالف لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، هى المصادرة على المطلوب والهدف الأساسى من التحالف.
وأضاف "عاشور" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن كل القوى السياسية التى قادت التحالفات التى فشلت أفصحت عن نواياها فى اقتسام السلطة واغتنام مواقعها الرئيسية، وهذا يصيب الآخرين بحساسية شديدة لأنه لا يوجد أحد يقبل على نفسه أن يدخل أو يشارك فى ديكور أو تحالف لا يقوم على شراكة حقيقية.
وشدد نقيب المحامين، على أن التحالفات القوية والناجحة تقوم على شراكة كاملة وتوافقية وإبداء الرغبة فى التنازل المتبادل من جميع الأطراف، لا أن يسعى كل طرف إلى أن يسير هو فقط فى المقدمة.
بدوره، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن التحالفات التى تسعى القوى والأحزاب السياسية لتشكيلها خلال الفترة الراهنة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، مصيرها الفشل، لأنها تحالفات انتخابية وليست سياسية، وهدف كل حزب أن يحصل على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان.
وأضاف "نافعة" أن الانتخابات البرلمانية القادمة فى جوهرها انتخابات فردية، باعتبار أن 80 من المقاعد سيتم شغلها من خلال الدوائر الفردية التى تعتمد على شخص وليس على حزب، وبالتالى نطاق الحركة أمام الأحزاب ضيق، ولا توجد رؤية واضحة حول إدارة المعركة الانتخابية، والأفضل أن تدير القوى السياسية معركة حول قانون انتخابات مجلس النواب، الذى وصفه بـ"السيىء".
وأشار إلى أن الأحزاب السياسية القائمة ضعيفة، وأن قانون "النواب" سيأتى ببرلمان ليس به كتلة أو قوى سياسية واضحة وبارزة حتى يكون لها رأى فى تشكيل الحكومة، وهو الأمر الذى يضعف الحياة السياسية فى مصر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن التحالفات الانتخابية ستنتهى وتتفكك بانتهاء الانتخابات البرلمانية ولن يكون بمقدور أحد السيطرة على نواب البرلمان الذى سينجحون على المقاعد الفردية.
من جانبه، قال الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن هناك فهم خاطىء لما يدور على الساحة السياسية من محاولات لبناء تحالفات انتخابية، مؤكدا أنه حتى الآن لم تتكون أى تحالفات أو تتبلور فى شكل تحالف فعلى، وأن ما حدث مجرد مشاورات أعطتها وسائل الإعلام أكبر من حجمها.
وأضاف "عبد المجيد" أن المحاولات التى تجرى على الساحة السياسية حاليا لم ترتق إلى درجة "التحالف"، ولكنها تهدف إلى التشاور وليس الشروع فى بناء تحالفات، خاصة فى ظل الوضع المرتبك الذى يسود الأحزاب السياسية نتيجة شعورها بالخطر من قانون انتخابات مجلس النواب الجديد، الذى يهدد بتهميش هذه الأحزاب فى البرلمان القادم، مما يدفع إلى تحركات من جانب الأحزاب فى اتجاهات مختلفة للوصول إلى الصيغة الأفضل التى تضمن لكل منها الحصول على أكبر عدد من المقاعد.
وأشار إلى أن الأحزاب تسعى إلى أن يكون لها دور مؤثر فى البرلمان القادم، ومواجهة الآثار السلبية لقانون "النواب"، موضحا أن التحالفات لن تكتمل ويتم تشكيلها بشكل نهائى إلا بعد صدور قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، قائلا: "كلما قل التداخل بين مرشحى الأحزاب فى الدوائر زادت فرص التحالف، وكلما زاد التداخل بينهم قلت فرص التحالف".
موضوعات متعلقة:
سامح عاشور: التحالفات الانتخابية فشلت بسبب الرغبة فى اقتسام السلطة
غدًا.. الهيئة العليا لـ"الوفد" تحسم موقف الحزب من التحالفات الانتخابية
حسن نافعة: التحالفات الانتخابية فاشلة..والأحزاب بلا رؤية
التحالفات الانتخابية تواجه شبح الفشل والتفكك.. سياسيون: الأحزاب ضعيفة وليس لديها رؤية سامح عاشور: لا تقوم على شراكة حقيقية وهدفها اقتسام السلطة.. حسن نافعة: عليها خوض معركة تعديل قانون مجلس النواب
الجمعة، 20 يونيو 2014 05:20 م