بين الهواتف الذكية، والكمبيوتر المحمول، والحواسب اللوحية والتطبيقات.. أصبحت التكنولوجيا تقريبا تؤثر فى كل مناحى حياتنا، ووضعتنا فى عالم حيث ننسى أنه يجب أن نتوقف للحظات عن متابعة كل تلك الأشياء ونغلقها لنحاول الاستمتاع بحياتنا الحقيقية، وحتى حينما نترك المنزل نظل نتابع تحديثات البريد الإلكترونى، ووسائل اتصالنا الاجتماعية دون أن نلاحظ أننا نعيش يومنا تقريبا محبوسين بداخل شاشات تنقلنا إلى عوالم افتراضية مغلقة بعيدا عن حدود حياتنا ويومنا الحقيقى.
الواقع الذى لا يقع من أمام أعيننا أن هناك العديد من الأسباب التى يجب من أجلها، أن تغلق هذه التكنولوجيا أو "تشد الفيشة" على الأقل لفترة خلال هذا الصيف الذى يمكن استخدامه كوسيلة للحياة فى عالم حقيقى.
1- ستقدم لعقلك استراحة هو فى أشد الحاجة إليها:
إغلاق التكنولوجيا يعنى إعطاء عقلك راحة، فاستقبال الرسائل الإلكترونية، والمكالمات الهاتفية طوال اليوم ليس فقط يعنى مزيدا من الإزعاج، ولكنة يعنى أنك تنهمك فى عمل طوال اليوم دون انقطاع وأن وقت العمل لا نهاية له، وهذا ما نشره بحث لمركز بيو للأبحاث، وأكد فى قطاع منه أن 67% من أصحاب الهواتف المحمولة يظلون يتابعون هواتفهم حتى لو لم تكن ترن، ولذلك حينما تكسر هذه العادة وتغلق هاتفك عقب انتهاء العمل فى المساء، ستجد عقلك يقدم لك الشكر والعرفان بطريقة لن تتوقعها.
2- ستكون موظفا أفضل:
سوق العمل التنافسى هذه الأيام، يجعل الموظفين يعملون عقب انتهاء ساعات العمل لتأمين حياتهم ورواتبهم، وأجهزة الاتصال تجعل هذه المهمة أسهل عبر البريد الإلكترونى وغيره من الوسائل، مما يجعلنا نعمل طوال اليوم تقريبا.
ووفقا لمركز القيادات الإبداعية "Center for Creative Leadership"، 60% من الموظفين الذين يحملون هواتف ذكية يتفاعلون مع أعمالهم لمدة 13.5 ساعة فى اليوم، ويقضون الأربع ساعات ونصف الأخرى فى العمل على البريد الإلكترونى، وهو ما يعنى فى نهاية الأسبوع 72 ساعة من العمل، والحقيقة العلمية المطلقة أنه بينما قد يقدر رئيسك ذلك، فعقلك لن يقدره.
أن تنأى بنفسك عن العمل عقب انتهاء ساعاته هو من أهم خطوات استعادة صحتك النفسية والوظيفية على حد سواء، وفقا لما نشرته مجلة علم نفس الصحة المهنية "Occupational Health Psychology".
فالحصول على حياة خارج العمل، هو خطوة مهمة حتى تعود إلى مكتبك فى اليوم التالى وتتمكن من أداء عملك بالشكل المناسب.
3- ستصبح أقل شعورا بالشد العصبى:
هل تشعر بالشد العصبى؟ هاتفك الذكى فى الغالب هو السبب، فهذا ما كشفه مؤخرا باحثون بريطانيون وجدوا أن الهاتف الذكى يعزز ويرفع مستوى التوتر والشد العصبى، وقالت الدراسة إن الهواتف الذكية تجعلنا مهتمين دائما بمتابعة رسائلنا، والرد عليها، والنظر فى الإشعارات وغيرها من وسائل تدفع الشد العصبى إلى مستويات أعلى، والابتعاد عنها بعض الشىء سيزيل هذا الشعور، وستشعر أن هناك من يهتم بك فى الأربع وعشرين ساعة فى اليوم.
4- ستجد وقت لبناء علاقة عاطفية وجها لوجه:
الهواتف الذكية من الممكن الآن أن تصبح شخصا ثالثا فى كل لقاء بين اثنين حتى لو كان عاطفيا أو بين زوجين على طاولة عشاء، وهذا ما أثبته بحث لمركز "Good Technology" والذى أكد أن 38% من عينة البحث اعترفت أنها تفحص بيرد عملها الإلكترونى، وتتبادل الرسائل حتى أثناء التواجد على طاولة العشاء.
الشىء الوحيد الذى يتبقى الآن من لقاءاتنا هو صورة إلكترونية، وتحديث مكان على الشبكات الاجتماعية، بينما تتوه التفاصيل الحية الملموسة بين هذه التكنولوجيا الطاغية، ولهذا يعد إطفاء أجهزتك خلال رحلة أو لقاء حقيقى فى هذا الصيف هو نصيحة واجبة الاتباع.
5- ستستفيد من وقت الصيف:
حينما تصبح خاليا من الأجهزة، مثلما يقول موقع ماشابل، المتخصص فى متابعة التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية، ستتمكن من الحصول على الفائدة الكاملة من فصل الصيف، وطرح ببساطة سؤال "لماذا تعلق نفسك بالإلكترونيات بينما تفوت أطنان من الفرص للخروج والاتصال بالطبيعة؟".
جهز جدول أنشطة لك ولأصدقائك، يمكن الخروج وركوب الدراجات، والاسترخاء على الشاطئ، أو زيارة منتزه، وبينما تمتص أشعة الشمس مثلما يؤكد خبراء الموقع، من الأفضل أن تجلس أجهزتك لتنتظرك فى المنزل، فلا تفوت الصيف وأنت تنظر فى شاشة.
6- ستنام أفضل:
الصيف هو أفضل وقت لتعيد شحن نفسك، لا لتعيد شحن أجهزتك، وخصوصا فى حالات النوم، حيث أظهرت الدراسات أن 44% من ملاك الهواتف ينامون ويضعون أجهزتهم إلى جوار رأسهم مباشرة بسبب خوفهم من تفوتهم هواتف أو رسائل، أو أى تحديثات أخرى خلال الليل، ولكن الحقيقة أن النظر فى الشاشة المضاءة خلال الليل يمنع عنهم الاستغراق فى النوم وبالتالى النوم الجيد.
فحينما يدخل ضوء الشاشة إلى شبكية العين، يقوم بتعطيل أدمغتنا، ويؤثر على إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذى يحفز النوم، وبالتالى تصبح محروما من النوم وتضيع على نفسك الفرصة الحقيقية الوحيدة تقريبا لإعادة شحن طاقاتك.
7- ستخرج من المشاعر السلبية:
حينما تمر على تحديثات وصور نجاحات وعطلات أصدقائك فى فيسبوك، ربما يتحول الأمر فى لحظات إلى منطقة ميلاد للغيرة والمنافسة غير المفيدة.
وهذا تحديدا ما نشرته دراسة أجراها باحثان من ألمانيا، والتى أوضحت أن الفيسبوك أصبح مكانا لظهور حالات البؤس والشعور بالوحدة، حيث أكد شخص من بين كل ثلاثة أشخاص كانوا فى الدراسة أنهم يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم عقب المرور فى شريط أحداث فيسبوك.
الدرس المستفاد من الدراسة أنه مع تقليل وقت جلوسك على الفيسبوك أو حتى تعطيل حسابك بشكل مؤقت خلال الصيف، سيكون خطوة كبيرة لتحصل على مستوى أفضل من الحياة، وتأخذ وقت مستقطع تركز خلاله على سلبياتك.
7 فوائد "موثقة" تدفعك لـ"شد الفيشة" وترك التكنولوجيا فى الصيف.. عقلك يحصل على إجازة.. وتصبح موظفا ناجحا.. وينتهى الشد العصبى.. وتستمتع بنوم هادئ.. وتبنى علاقات حقيقية
الجمعة، 20 يونيو 2014 10:59 م
صورة أرشيفية