تكتسب القاهرة أهميتها باعتبارها العاصمة السياسية والتاريخية لمصر، تتركز بها الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية والهيئات السياسية العربية والأجنبية، فضلاً عن النشاط التجارى والصناعى، ما أهلها أن تصبح من ضمن المدن التاريخية العالمية، لتميز مناخها باعتدال فى درجة حرارتها فى فصلى الشتاء والصيف، فضلا عن تواجد الأماكن التاريخية والأثرية والسياحية.
وتواجه القاهرة مشاكل وصعوبات وأزمات ومعوقات متواجدة داخل أحياء العاصمة، وحال القضاء عليها تصبح مدينة عالمية سياحية إقتصادية إستثمارية لتوافر جميع العناصر التى تؤهلها لذلك من مناخ وطبيعة وأماكن إستراتيجية، والرئيس القادم ومعه الحكومة سيكون لديهم ملفات شائكة لا يمكن أن نقول إن أحدها أهم من الآخر، ولكنها على نفس القدر من الأهمية، وغير قابلة للتأجيل خلال المرحلة المقبلة بأحياء محافظة القاهرة، خاصة بمواطنى العاصمة الذين لم يشهدوا أى تقدم فى الأذهار بها خلال الأعوام الماضية.
وأهم مشاكل العاصمة، العشوائيات والمرور والنظافة والباعة الجائلين ومخالفات المبانى والمواقف العشوائية والهجرة الخارجية من المحافظات إليها، وغيرها من المشاكل العديدة.
العشوائيات
هناك 112 منطقة عشوائية بالقاهرة، منها 24 منطقة بها خطورة داهمة يقطن بهم 300 ألف مواطن، ويحاول الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة العمل على إيجاد حلول لإنقاذ حياتهم من موت محقق من خلال بناء مساكن فى أماكن أخرى، حال تعذر بناء مساكن بنفس المنطقة لخطورتها، وبدأت المحافظة بوضع حجر الأساس لإقامة 4110 وحدة سكنية بمنطقة الأسمرات بحى المقطم، مخصصة لسكان المناطق العشوائية الخطرة تبلغ مساحتها 45 فدانا، بتكلفة تقدر بنحو 530 مليون جنيه شاملة إقامة المبانى وتوصيل المرافق والصرف الصحى.
الباعة الجائلون
أرقت مشكلة الباعة الجائلين محافظة القاهرة عقب ثورة 25 يناير، وافتعل أصحابها مشاكل جمة فى مختلف شوارع وميادين العاصمة، وزاد من ذلك الانفلات الأمنى الذى أعقب الثورة، مع غياب شرطة المرافق، والتى كانت تطاردهم، وتمنعهم من عرقلة الحركة بالشوارع، وتحاول المحافظة جاهدة القضاء عليها بإنشاء سوق مجمعة تعمل على نقل الباعة بها بمنطقة الجلاء بوسط القاهرة، والتى بحلها يساعد على الحد من الأزمة المرورية بالعاصمة، وإعادة المظهر الجمالى للعاصمة والتخلص من المنظر القبيح التى نظهر بها أمام دول العالم، وتحولت مشكلة الباعة الجائلين لأزمة مزمنة، تعجز القاهرة عن إيجاد حل حقيقى يرضى أصحابها من ناحية، ويحمى شوارع العاصمة من الفوضى والعشوائية والزحام من ناحية أخرى.
المرور
وتظل مشكلة المرور، وما يترتب عليها من تداعيات، واحدة من أعقد المشكلات التى تواجه العاصمة حالياً، والمشكلة ليست فى حجم الوقت الذى يضيع من حياة سكان العاصمة، والذى يقدر بملايين الساعات سنوياً، وهى ساعات كفيلة بإنجاز عديد من المشروعات الكبرى، واشترت المحافظة خلال الفترة الماضية 200 أتوبيس تابعة لهيئة النقل لعام للعمل على حل إمداد أسطول هيئة النقل، وحل أزمة التكدس المرورى بالعاصمة، وليصبح آدميا مع إقامة خطوط مترو أنفاق إضافية، فضلا عن أن المحافظة بصدد إنشاء 1000 محطة أتوبيس جديدة تستلزمها الخطوط الطويلة التى تشغلها تلك الدفعات الجديدة من الأتوبيسات، والتى يخدم معظمها المدن الجديدة وربطها بقلب القاهرة.
النظافة
قضية محيرة للجميع فى أنحاء البلاد ولكنها حلها بسيط جدا، وهو أن نعدل من سلوكياتنا اليومية فى التعامل مع القمامة، التى تخرج من تحت أيدينا، فالحكومات السابقة تعاقدت مع عدة شركات أجنبية، لكن المشكلة مازالت قائمة، والشركات غير قادرة على تحقيق مستوى معقول من النظافة ولا الحكومة قادرة على حل المشكلة، وهناك تحسن إيجابى فى منظومة النظافة، ولكنها لم تصل إلى المستوى المطلوب لسكان العاصمة.
المواقف العشوائية
أصبحت الآن فى الشوارع الرئيسية بالعاصمة، وقنبلة موقوتة تنفجر كل يوم فى ظل غياب إدارة المواقف واختفاء الدور الرقابى عليها، وانتشرت المواقف المخالفة بشكل كبير أصبح يؤرق المواطنين ويعوق حركة المرور، فالميكروباصات تقف فى الطرق لتحميل الركاب ضاربة بقواعد المرور عرض الحائط، وتمثل الظاهرة معاناة كبيرة للجميع، خاصة الأماكن الحيوية وقد تؤدى إلى حدوث مشكلات ربما تتطور وتصل الحد العنف وإراقة الدماء، بين البلطجية والسائقين أو بين السائقين والمواطنين.
مخالفات المبانى
مشكلة قديمة تعود إلى عدة سنوات ماضية، ولكنها كانت محدودة إلا أنها تفشت كالمرض الخبيث غير قابل للعلاج، عقب ثورة 25 يناير و30 يونيو إلى حد فاق حدود الخيال، وباتت تمثل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين لتجاوز عدد الطوابق وغير مؤمنة بأسلحتها التموينية من الطوب والرمل والزلط والأسمنت وأصبحت تشكل خطورة دائمة وليست مؤقتة فى الانهيار، نتيجة لحالة الانفلات الأمنى ولا أحد يستطيع إيقافه من الجهات المختصة لضعف المنظومة الإدارية للمحليات، حتى أصبح الوضع حاليا إلقاء كل جهة اللوم على الجهة الأخرى، فى أنها لا تقوم بدورها وتعرقل مسيرة عمل باقى الجهات من ناحية الأجهزة التنفيذية بالأحياء وشرطة المرافق.
ومن أهم الملفات المهمة والتى يرى العديد من مصادر قوية بمحافظة القاهرة تعمل على حل التكدس المرورى والبشرى بمنطقة وسط القاهرة، كان على رأسها مشروع تطوير منطقة مربع الوزارات بوسط القاهرة، من خلال طرح فكرة إخلاء الوزارات تدريجيا وعلى مراحل زمنية، والهدف بالطبع حل مشكلة الاختناقات المرورية، ولا يمنع هذا من استغلال إذا أمكن القيم التاريخية والأثرية والثقافية والعقارية والسياحية لمبانى الوزارات والهيئات الحكومية، وفق مصادر قوية بديوان عام محافظة القاهرة طالبت الرئيس القادم بذلك فى تصريحات لـــ"اليوم السابع".
وتعتبر الزيادة السكانية أحد التحديات التى تواجه محافظة القاهرة وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذى يلقى بظلاله حول مدى فاعلية البرامج فى رفع مستوى معيشة الأفراد، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، فضلا عن أن هناك صراعا على طوابير العيش وصراعا فى الحصول على رغيف الخبز، وعجزا فى فرص التعليم المتاحة وأعداد التلاميذ فى كل فصل، وعجزا فى الخدمات الصحية، والمستشفيات المكتظة بالمرضى، وعجزا فى فرص العمل ونسبة البطالة والعاطلين، وعجزا فى الخدمات العامة فى وسائل المواصلات بكل أنواعها.
هنا القاهرة.. العشوائيات والنظافة والمرور والباعة الجائلون وطوفان مخالفات المبانى والصرف أهم أزمات العاصمة.. ومطالبات بإخلاء مجمع التحرير من الإدارات الحكومية.. ونقل الوزارات إلى المدن الجديدة
الإثنين، 02 يونيو 2014 05:19 ص