نشرت السفارة الإسبانية بالقاهرة نص رسالة الملك الإسبانى، دون خوان كارلوس إلى شعبه والتى يوضح فيها أسباب تنازله عن العرش لابنه الأمير فيلبى وفقا لأحكام المادة 57 من الدستور، بعد أن أعلن ماريانو راخوى، رئيس الحكومة الإسبانية فى بيان رسمى إن هذه الخطوة لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الحادة التى تمر بها منذ سنوات، فإلى نص الرسالة:
"أتواصل معكم هذا الصباح من خلال هذه الرسالة، لكى أنقل إليكم، بفيض من المشاعر، قرارا هاما والأسباب التى دفعتنى لاتخاذه.
قطعت على نفسى عهدا منذ إعلانى ملكا لقرابة أربعة عقود بأن أخدم مصالح إسبانيا العامة، يحدونى العزم أن يصبح الإسبان هم أصحاب القرار فى تحديد مصيرهم ومصير أمتنا، لتصبح ديمقراطية حديثة، متكاملة بصورة تامة مع أوروبا.
أقدمت آنذاك على تولى المسئولية الوطنية بصورة تسمح للمواطنين باختيار ممثليهم الشرعيين، وإنجاز هذا التحول الإيجابى العظيم فى إسبانيا والذى كنا نحتاجه بشدة.
اليوم، حين أرنو بناظرى إلى الماضى، لا يسعنى إلا أن أشعر نحوكم بالفخر والامتنان. الفخر، من أجل الكثير والجيد الذى حققناه سويا طوال هذه السنوات.
والامتنان، من أجل الدعم الذى أوليتمونى إياه، لكى أجعل من عهدى، الذى بدأته فى ريعان الشباب، ووسط أوقات من الشكوك الكبيرة والمصاعب الجمة، عهدا ممتدا من السلام والحرية والاستقرار والتقدم.
مخلصا لطموح والدى السياسى، كونت برشلونة، والذى تلقيت عنه الإرث العريق للملكية الإسبانية، أردت أن أكون ملكا لكل الإسبان. شعرت بالتوحد التام والالتزام المطلق نحو تطلعاتكم، اسمتعت بنجاحاتكم وعانيت لألمكم أو الإحباطات التى تعرضتم لها.
تركت الأزمة الاقتصادية الممتدة والعميقة التى عانينا منها، آثار جراح خطيرة فى النسيج الاجتماعى، ولكنها أرشدتنا إلى طريق المستقبل المفعم بالأمل.
أتاحت لنا هذه السنوات الصعبة، إجراء تقييم بنقد ذاتى لأخطائنا وتقصيرنا كمجتمع.
ومن ناحية أخرى، بثت الروح فى وعى نفتخر به لما كنا نعرفه ونعرف أن نفعله وما كنا وما نحن عليه: أمة عظيمة.
كل هذا أيقظ فينا نبض التغيير، العبور، تصحيح الأخطاء وشق الطريق نحو مستقبل أفضل بعزم أكيد.
أثناء تشكل هذا المستقبل، يطالب جيل جديد فى إطار قضية عادلة، بدور البطولة، وهو نفس الدور، الذى اضطلع به فى مرحلة حاسم من تاريخنا، الجيل الذى انتمى إليه.
اليوم يستحق أن يتقدم إلى الصفوف الأولى جيل أكثر شبابا.. لديه طاقات جديدة.. ولديه العزم على إطلاق التحولات والإصلاحات التى يتطلبها الوضع الحالى.. أيضا لديه العزم على مواجهة تحديات الغد برغبات متجددة وتركيز.
إن طموحى الوحيد كان ولايزال دائما أن أساهم من أجل تحقيق الرخاء والتقدم بحرية لكل الأسبان.
أريد الأفضل بالنسبة لأسبانيا، التى كرست حياتى كلها من أجلها.. ومن أجل خدمتها بذلت كل ما لدى من قدرات وحماسة وعمل.
ابنى فيليب، ولى العهد إنه يجسد الاستقرار، والذى هو السمة المميزة للنظام الملكى، عندما أكملت فى يناير الماضى السادسة والسبعين من العمر اعتبرت أنه قد حان الوقت من أجل الاستعداد فى غضون بضعة أشهر لإفساح المجال لمن هو الأقدر على ضمان الاستقرارا.
أمير أستورياس لديه النضج، ولديه الاستعداد ولديه الإحساس بالمسئولية الضرورين لتحمل مسئولية قيادة الدولة بضمانة كافية وبدء عهد جديد من الأمل حيث تمتزج فيه الخبرة المكتسبة وحماس الجيل الجديد وأنا متأكد أنه من أجل هذه المسئولية سوف يلقى دائما الدعم من الأميرة ليتيسيا.
من أجل ذلك كله، مسترشدا بقناعتى فى تقديم أفضل خدمة للأسبان ومرة أخرى بعد أن تعافيت جسديا وأصبحت قادرا على ممارسة أنشطتى المؤسساتية، قررت أن أنهى خدمتى كملك وأتنازل عن عرش أسبانيا – بالطريقة التى تراها الحكومة والبرلمان طبقا للدستور. ولذلك فإننى قمت هذا الصباح بإعلام رئيس الحكومة رسميا بقرارى هذاز.
وأود أن أعرب عن امتنانى للشعب الأسبانى، ولجميع الأشخاص الذين تحملوا المسئولية والسلطة ومؤسسات الدولة خلال عهدى، والذين كثيرا ما دعمونى بسخاء وإخلاص من أجل إنجاز مهامى.
امتنانى للملكة، والتى لم يتوقف لحظة واحدة تعاونها الكريم ودعمها السخى لى.
أسبانيا كانت وستظل دائما فى أعماق قلبى."
ننشر رسالة تنازل ملك أسبانيا عن العرش لأبنه.. دون كارلوس: الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على النسيج الاجتماعى.. وأريد إفساح المجال لمن هو الأقدر على ضمان الاستقرار.. ويؤكد: فيلبى قادر على إدارة الدولة
الإثنين، 02 يونيو 2014 05:05 م
الملك الأسبانى دون خوان كارلوس