يبدو أن تدخل الجيش المصرى فى كثير من اللحظات الفارقة من تاريخ الشعب المصرى لإنقاذه من طغيان حكامه، أنسى الكثيرين دور القوات المسلحة فى حفظ حدود مصر، خاصة أن معظمها يمثل بؤرا ملتهبة بالصراعات.
ويسلط الحادث الذى راح ضحيته ملازم أول وخمسة جنود مصريين، الضوء على الدور البطولى الذى يؤديه هؤلاء الجنود فى حفظ الحدود. وتواجه قوات حرس الحدود عصابات تهريب منظمة تعمل فى تهريب السلاح والمخدرات، ويقع عليها مهمة مواجهة هذه العصابات.
وفى صحراء مصر مترامية الأطراف تنتشر الدروب والمدقات القديمة، التى كانت تستخدم على فى طرق التجارة القديمة، والآن أصبحت ممرات لتهريب الأسلحة والبشر والمخدرات من الجنوب والغرب إلى داخل الأراضى المصرية، باعتبارها مناطق نائية وحدودية، خاصة منطقة بحر الرمال العظيم وجبل شرق العوينات وهضبة الجلف الكبير، التى يرتادها البدو الرُحّل من قبائل بدائية تسكن ليبيا والسودان وتشاد.
وكان البدو يدخلون الحدود المصرية من أجل الرعى وهم من البربر والكبابيش والبدو والسنوسية والواحاتية ومزارعى التيبو، حيث يتنقلون ما بين الحدود الجنوبية والغربية لمصر، ويتوغلون فى أراضيها وتوطن عدد كبير منهم بالمنطقة بما اكتسبوه من خبرات بتلك المناطق التى يعرفونها بالنجوم والظلال، واقتفاء الأثر بمنتهى الدقة والبراعة، وقاموا بتطوير أدواتهم باستخدام سيارات الدفع الرباعى بدلا من الإبل.
واتجه بعضهم لأنشطة أخرى محظورة كتهريب الأسلحة والمخدرات عبر تلك الدروب، أو المساعدة على تهريبها عبر تلك الدروب والممرات السرية، التى تحتاج لعدد كبير من القوات لحمايتها بالكامل من حيث الحراسة المستديمة.
وتنتشر تلك الدروب والممرات فى بحر الرمال العظيم، والذى يمتد من الشمال بطول ٦٥٠ كيلومترًا متجها لهضبة الجلف الكبير، التى تمتد بطول ١٧٥ كم وعرض ١٢٥ كم وارتفاع ٣٠٠ متر كهضبة مسطحة، ويمتد منها جبل العوينات على الحدود المصرية الليبية السودانية، ويرتفع إلى ١٨٩٨مترًا من سطح الصحراء (٦٠٠ متر فوق سطح البحر)، مما يجعله أعلى نقطة فى مصر بارتفاع ٢٤٩٨ مترًا، وهو يمتد ٢٩ كيلومترًا طولاً و٢٤ كيلومترًا عرضًا من كتل متعددة وطرفه الغربى فى ليبيا والجنوبى فى السودان والشمالى فى مصر.
ويتخلل تلك المناطق دروبا وممرات يستغلها المهربون فى التخفى عن أنظار قوات حرس الحدود من أجل تهريب أسلحة بكل أنواعها والمخدرات، والهجرة غير الشرعية للأفارقة المتجهين لإسرائيل.
وعلى الرغم من انتشار تلك الدروب والمدقات والممرات السرية إلا أن قوات حرس الحدود تقوم بعمليات تمشيط على مدار الساعة لكل المناطق التى تقع فى حدود مصر مع جيرانها، وتستكشف تلك الدروب وتحبط كل مخططات المهربين بضبط كميات لا حصر لها من الأسلحة القادمة من ليبيا والسودان عبر الحدود الغربية والجنوبية.
وردا على نجاح قوات حرس الحدود فى ضبط 68 فردا مهربا، فضلاً عن كميات هائلة من الأسلحة والذخائر والعربات والمواد المخدرة، وإحباط تسلل عدد 936 فردا هجرة غير شرعية خلال الشهر الحالى حاول المهربون القيام بردود فعل انتقامية باستهداف عناصر من قوات حرس الحدود السبت، مما أدى لاستشهاد ضابط و5 جنود من الكتيبة رقم 14 بمنطقة الدهوس بالواحات الداخلة.
وبدأت القصة باستدراج الدورية من خلال سيارة دفع رباعى ليتم محاصرتها فى منطقة جبلية بواسطة أكثر من 20 مسلحا قاموا بإطلاق النار على الدورية التى لم يتراجع أفرادها وقاتلوا ببسالة حتى نالوا الشهادة، فما كان من هؤلاء المجرمين أن انتقموا من بسالتهم بالتمثيل بجثثهم ودهسها بسياراتهم.
وعلى مدار العامين الماضيين تؤدى قوات حرس الحدود أدوارا بطولية بضبط كميات هائلة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها لمصر، وعلى سبيل المثال ما تم ضبطه عبر الحدود الجنوبية مع السودان من خلال الدروب والمدقات الصحراوية.
وتم ضبط سودانيين بعد مطاردة عنيفة وتبادل لإطلاق النار فى أحد المناطق الصحراوية الوعرة جنوب مصر، وتمكنت قوات حرس الحدود من السيطرة على الموقف وتعطيل السيارة والقبض على المهربين وهم سودانيو الجنسية وبحوزتهم 62 بندقية آلية، و2بندقية قناصة و2 رشاش كلاشينكوف و1600 طلقة.
وفى نوفمبر الماضى أيضا تمكنت قوات حرس الحدود من القبض على مهربين قادمين من الأراضى الليبية، وبحوزتهم كميات كبيرة جدا من الأسلحة فى سيارة دفع رباعى، بينما تراجعت الأخرى هربا داخل الأراضى الليبية.
وبعد تبادل لإطلاق النار تمكنت القوات المسلحة من ضبط قاذف صاروخى و4 رشاش متعدد و3 بندقية قناصة ورشاش نصف بوصة وبندقيتين آليتين و 15 ألف طلقة بندقية آلية، و54560 طلقة متعدد و15500 طلقة قناصة و65 طلقة 23 سم، وعدد 55 خزنة بندقية آلية، و72 خزنة رشاش و55 خزنة بندقية قناصة، وكذلك واقعة ضبط 47 أريترى فى شاحنة على الحدود الجنوبية فى نطاق دائرة محافظة أسوان قبل اجتيازهم لنقطة أمنية بهدف التسلل لإسرائيل، كأبرز مظاهر الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المصرية.
"قوات حرس الحدود".. أسود منسية فى دروب الصحراء الغربية.. مواجهات مستمرة مع عصابات منظمة من مهربى الأسلحة والمخدرات القادمة من ليبيا.. وإصرار على تحدى الصعوبات
الإثنين، 02 يونيو 2014 12:03 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف جمال الدين ألبرانى
مطلوب مكاكمة قائد المنطقه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابو العنين
شهداء الاهمال والتقاعس.