سعيد سالم يكتب: حتى لا ننسى شروط السيسى لنهضة مصر

الإثنين، 02 يونيو 2014 04:03 م
سعيد سالم يكتب: حتى لا ننسى شروط السيسى لنهضة مصر المشير عبد الفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأن آفة الإنسان النسيان، ولأنى لا أريد أن أنسى أبدًا، ولا أن ننسى جميعًا شروط الرجل الذى استدعاه المصريين لخدمتهم كنتيجة طبيعية لصدقه، وقوته، وأمانته

أُحذر نفسى وأياكم ونحن فى خضم النشوة والفرحة باكتساحه الساحق فى انتخابات الرئاسة، أن تأخذنا هذه الفرحة، وهذه النشوة، وهذا الاكتساح بعيدًا عن أحلامه وأحلامنا لمصرنا الغالية، أو أن نغفل عن آماله وآمالنا، أو أن نهمل تفعيل شروطه الواقعية، والقابلة للتنفيذ لنهضة مصر.

فقبل خلع زيه العسكرى الشريف ذو الوطنية الحقة، وفى بيان مختصر بشأن ترشحه للرئاسة جاء باللغة العامية المحببة والمفهومة أكثر لشعب مصر، حدد عبد الفتاح السيسى معايير واشتراطات النهضة المصرية المأمولة فى نقاط محددة لا يغفلها أى متابع للبيان تمحورت حول:
1- آليات السياسة وأطرافها
2- منظومة الإعلام وأطرافها
3- مشاركة المواطنين أصحاب الحق الأول فى بلدهم بكفاءة وفعالية فى صناعة النهضة
4- العلاقات الثنائية لمصر بدول الخارج عربية أو اقليمية أو دولية منوهاً إلى معادلة فى غاية البساطة وهى أنه طالما أن مصر لا ولم، ولن تتدخل فى شئون الغير، فليس على هذا الغير إلا أن يلتزم بعدم التدخل فى شئونها

فأما السياسية، فقد نبه بضرورة التفاف أهل السياسة من المؤيدين (93%)، والمعارضين (3%) وكذلك الأصوات الباطلة (4%)، فى بوتقة واحدة ضد أعداء الوطن فى الداخل والخارج حول منهج واحد يساعد على دوران عجلة الإنتاج، مشيرًا بدون إشارة إلى أن الإنتاج هو (لغة القوة) وهو وليس السيسى أو غيره، الذى يلبى طموحات الشعب من العيش والكرامة ويأتى بالخير لمصر وللمصريين جميعًا.

وأما الإعلام، ولإدراكه بأهميته البالغة لتأثيره بالغ الأثر فى تشكيل عقول المصريين. فقد جعله "مُضافاً إليه" بعد مجال السياسة مباشرة كأول شروط للنهضة راجياً وجود منظومة إعلامية تبحث عن مصلحة مصر العليا أولاً بعيداً عن تحقيق مصالحها هى الخاصة من شهرة ومال.

اشترط السيسى وتمنى فى بيانه الأخير قبل خلع البدلة العسكرية، ونحن معه توافر منظومة إعلامية محترمة تبنى رأيًا عامًا مستنيرًا ومجتمعًا مدنيًا مثقفًا وإيجابيًا، فلن تقو حكومة بقيادة أى رئيس ولو كان رسولاً، وحكومة ولو تشكلت من أنبياء وقديسيين أن تنهض بأمة أغلبية رأيها العام مغيب، وغير مستنير وغير واع (بفعل فاعل) بحدود المشاكل العامة التى تعانيها بلده ومدى ارتباطها بمشاكل العالم الخارجى.

أشار السيسى فى ذات البيان، دون إشارة، إلى أنه لم ولن تنهض أمة إلا من خلال منظومة إعلامية تضمن وجود رأى عام مثقف، إيجابى، متفائل، يطالب بحقوقه المشروعة بمشروعية سيادة القوانين والدستور القائمة، على الأقل "حتى تغييرها" من خلال الأُطر الشرعية التى رسمها الدستور ورسمتها القوانين احترامًا للشرعية ورفضاً للفوضوية.
أشار السيسى فى البيان المشار إليه لضرورة وجود رأى عام لا يحكم على الاستثناء وكأنه قاعدة، فإن فسد رجل أعمال أو حتى عشرة منهم فمن الواجب أن نعلم أن جميعهم ليسوا من الفاسدين، وإن فسد وزير فليس جميعهم كذلك، وإذا شاهدنا – مثلاً- برنامج إعلامى يُظهر مواطن (فقيرًا) أو (مُحتاجاً) أو (يائساً) أو (مظلوماً) أو (مُكتئباً) فليس جميع المواطنين كذلك !!
رأى عام لا يُجزم بصحة رأيه ورؤيته ضد صحة رأى ورؤية كاتب -أى كاتب- أو مُعارض- أى مُعارض- أو سياسى – أى سياسى !!

رأى عام (صابر) تُشكله منظومة إعلامية تضع مصلحة مصر فوق كل المصالح، وتجعل من الصبر مفتاحًا للفرج القريب بإذن الله، فمشاكل مصر ليست هينة كما يتصورون، وتحقيق الرخاء ليس بالأمر السهل كما يأملون، وأن الانتصار فى أى معركة يستلزم الجهد والعمل والصبر حتى تحقيق النصر كما صبر شعب مصر ستة سنوات عجاف بين نكسة يونيو وانتصار أكتوبر.

مبارك عليك المنصب سيدى المشير، وإن كنت لا أُفضل المباركة به كمنصب، لأن حمل مشاكل 90 مليون مصرى هو هَم كبير، وهو تكليف لا يمت للتشريف بأى صلة وإن كنت بعون الله قادر عليه.
أعانك الله سيدى الرئيس فى مهمتك الجديدة، وسدد بالحق خطاك





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة