د. شريف على يكتب: شياطين وملائكة الانتخابات

الإثنين، 02 يونيو 2014 04:16 ص
د. شريف على يكتب: شياطين وملائكة الانتخابات المشاركة فى الانتخابات الرئاسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت الانتخابات الرئاسية كالعاصفة التى انتزعت معها كثير من الأقنعة فكشفت عن وجوه شياطين وملائكة!

نجحت الانتخابات بنسب مشاركة ممتازة محلياً وعالمياً، وأهم ملاحظة أنها كانت انتخابات حقيقية ونظيفة تميزت بنقاء وحدة صف وطنى لا تشوبه أية أغراض سياسية. نجحت بلا زيت وسكر، أو أوتوبيسات لحشد الناخبين، وبلا أحزاب داعمة، ولا رجال أعمال، وبلا منابر تكفير احتلت المساجد لتلوح بالجنة والنار وتحشد الناخبين إلى غزوة الصناديق! بل نجحت رغم فتاوى المقاطعة الشيطانية التى استصدرها القرضاوى وشيوخ الإرهابية. نفس الدعاوى التى تبنتها 6 أبريل المحظورة وشاركتها فيه عدد من الحركات الهدامة التى تدَّعى الثورية وهى لا تعى من الكلمة إلا الهدم لصالح مخططات وأجندات إخوانية إرهابية وخارجية بلا أى رؤية أو قدرة على البناء. أقول هذا وقد كنت ولا أزال أحد المشاركين فى ثورتى هذا الشعب على الأرض، منذ اللحظات الأولى، وكنت عضواً فى 6 أبريل ثم تركتها لما لمسته بنفسى –من داخلها- من أجواء مريبة وعمل ضد مصلحة مصر! كان هدف الإخوان من المقاطعة هو الطعن على شرعية النظام القادم لصالح شرعية أميرهم المعزول، ذلك إذا قلت نسبة المشاركة عن مثيلتها فى إعادة 2012. والنتيجة: ممارسة ضغوط دولية لفرض المصالحة، وإضعاف النظام القادم داخليا وخارجيا، وخدمة أجندات خارجية بإحياء مخطط التقسيم الأمريكى فى المنطقة. هدف شيطانى بالطبع، ولكن هل أدرك من استجاب للمقاطعة خطورته؟ بالطبع لا! وإلا لما قاطعوا، لكنه الغباء السياسى والمراهقة الثورية التى تميزت بها شريحة "فاسدة" لا تمثل إلا قلة من شبابنا، ولكنها نتاج فساد تعليمى وثقافى ودينى، مثلهم مثل بقية التركة الفاسدة! ولكن بحمد الله فهناك على الجانب الآخر شريحة أعرض من شباب واعٍ مثقف أُحسنت تربيته وتوعيته، فأدرك جيداً خطورة اللحظة التاريخية، وانتبه إلى خطورة دعاوى المقاطعة والشائعات المغرضة فأضاء المشهد الانتخابى بمشاركته الإيجابية، بل وأشعل الاحتفالات الشعبية أمام اللجان، وهؤلاء بالمناسبة هم الثوار الحقيقيون وأمل مصر فى المستقبل. ما يزيد التفاؤل هو مشاركة المرأة المصرية الشابة . المرأة هى أم المستقبل، وهى الأجيال القادمة!! لا ننسى الملايين الذين لم يتمكنوا من التصويت بسبب إقامتهم فى محافظات أخرى، وشريحة تكاسلت عن أداء واجبها الانتخابى ظناً منها أن النتيجة محسومة مقدماً بسبب شعبية السيسى، وشريحة أخرى متحفظة على شخصى المرشحين، وإن كانت مع 30 يونيو، ولكن كل هؤلاء أضافوا وزنهم إلى وزن الإرهابية بوعى أو عدم وعى. أما الشريحة المخدوعة التى استجابت للمقاطعة فقد خسرت كثيراً. لم تخسر بنجاح الانتخابات رغم المقاطعة، لأننا كمصريين لسنا فى حالة حرب باردة، ثم دموية، كما تريدنا الإرهابية، لكنها خسرت بخروجها عن الصف! وأقول لهؤلاء إن العمل الحقيقى ، المعارضة ، أو حتى الثورة، لا تمثل إلا قوى للهدم إذا تمت خارج الصف الوطنى، تماماً كورقة الخريف المتساقطة، لا يمكن أن تنبت وحدها .التنوع مطلوب لكن يجب ألا يكون بعيداً عن جذع الشجرة المورقة! وإنه عليهم التعلم من التجربة واليقظة إذ وَضَعهم انتصار الوحدة الوطنية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما العودة إلى الصف الوطنى وممارسة دور المعارضة بيقظة وشرف، صامين الآذان عن دعاوى الإرهابية حتى لا يضيفوا وزنهم إلى وزن الإرهاب، أو الانزلاق مع الإرهابية فى سلة واحدة إلى مزبلة التاريخ ! فإرادة الوحدة الوطنية الصلبة غير قابلة للتجزئة وطالما هضمت من يحاول تفتيتها، وشكراً للانتخابات التى كشفت لنا وجوه الشياطين، كما أظهرت أن لمصر ملائكة حارسة تستطيع حمايتها بإذن الله، وأخيراً أقول هنيئاً للشعب المصرى بعبوره الجديد، هنيئاً لمن انتخب السيسى أو حمدين، وحتى من قاطع بسوء تقدير، أو من أبطل صوته اعتراضا على الشخص لا الوطن، ولازال للجميع فرصة حقيقية للانضمام إلى الصف الوطنى، إلى ملائكته الحارسة فأمامنا تحديات كبيرة تحتاج إلى الاصطفاف لا المفارقة والتفريق، ثورتنا هذه المرة يجب أن تكون فى البناء لا الهدم، وتحيا مصر ..
الثورة مستمرة !







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة