تناول بعض الخبراء الروس من خلال وسائل الإعلام الروسية، المشاكل التى ستواجه الرئيس المصرى الجديد المشير "عبد الفتاح السيسى" ومن رأيهم أنه من أهم المشاكل التى ستواجه الرئيس هى "تقسيم المجتمع والأزمة الاقتصادية" وهذه اثنين من التحديات الرئيسية التى تواجه الرئيس المنتخب لمصر، حيث إنه وفقا للتقديرات الأولية أيد ترشيحه فى الانتخابات الأخيرة أكثر من 90% من الناخبين، وأن وزير الدفاع السابق تم إعطاؤه تفويضا، لضمان الاستقرار والأمن فى البلاد.
وأشار الخبير الروسى فى معهد الدراسات الشرقية فلاديمير بيلكوف، إلى أن شعب مصر يعيش ويعمل ويأمل فى أن يكون غدا أفضل وأنهم لن يموتوا من الجوع على الرغم من ارتفاع الأسعار ولكن هذه الأزمة لا نلاحظها فى الشعب لأنه يعمل ويعيش مع الأمر.
وأضاف الخبير الروسى أن هذا الأمل، قبل كل شىء، وتم ربطه مع الانتخابات الرئاسية والمشير عبد الفتاح السيسى سيصبح الرئيس لمصر مع مميزات كبيرة، حيث إنه يثق فيه الكثيرون فى مصر، لأنه شخص عازم يمكن استعادة النظام وحكم البلاد.
وقال الخبير الروسى إن المهمة الأولية للزعيم الجديد هى توحيد المجتمع وتحقيق الاستقرار، والاستقرار فقط يكون من الناحية الأمنية، حيث إنه على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية كانت البلد ضعيفة.
وفى نفس السياق، قالت الخبيرة الروسية فى جامعة وزارة الخارجية الروسية مارينا سابرونوفا، إن الحكومة المصرية الجديدة من الواضح أنها على استعداد وفعالية جيدة جدا وهذا يتضح فى عملية الانتخابات الرئاسية، ومن ثم البرلمان على عكس ما تسمى بالفترة الأولى، عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسى يحكم مصر، عندما تم اختياره كرئيس أولا، ثم قامت الانتخابات البرلمانية، ثم تبنى دستورا جديدا، والذى لم يعترف به نصف المصريين بسبب السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولكن السلطات المصرية الجديدة استفادت من التجربة الأولية، واتخذت طريقا آخر وتم بناء العملية السياسية بطريقة عكسية، حيث تمت الموافقة على الاستفتاء على الدستور أولا.
وقالت الخبيرة الروسية "إنه على الرغم من كل المشاكل فى الاقتصاد، ولكن الناس لا يزالوا يركزون على بناء " الأساس القانونى لمواصلة العملية السياسية"، وهذا ما يضخ الأمل والتفاؤل بشأن مستقبل البلاد.
وأكد الخبير الروسى فلاديمير ايساييف، أستاذ فى معهد جامعة موسكو للعلوم الإنسانية والدراسات الآسيوية والإفريقية أن حالة الاقتصاد المصرى صعبة للغاية، حيث إن مصر أصيبت بجروح خطيرة فى الاقتصاد نتيجة "الربيع العربى" والأزمة المالية العالمية.
وقال الخبير الروسى "إن الوضع الاقتصادى كان سيئا جدا فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، والآن يستند هيكل الاقتصاد على وجود نسبة كبيرة من الفقراء للغاية ونسبة كبيرة من الناتج المحلى الإجمالى فى أيدى الجيش ولذلك ستضطر الحكومة الجديدة لزيادة الدعم وتوفير السلع الأخرى".
وأشار الخبير الروسى إلى أنه قبل كل شىء يجب أن نوضح أنه مع الرئيس الجديد ستتحسن الحياة فى مصر، ولكن يجب على الجيش المصر أن يقاوم الإرهابيين فى شبه جزيرة سيناء، والحدود المصرية الليبية، حيث يوجد الوضع خطير، ويحتاج الجيش إلى تعزيز قوته.
وأكد الخبير الروسى أنه فى المستقبل القريب، يمكن أن يكون هناك مشاكل مع الجيران فى الجنوب، حيث ستبدأ "المواجهة" بين مصر وبعض الدول الإفريقية الواقعة على منابع النيل، والتى تستعد لإعادة توزيع الموارد المائية.
ويعتقد فلاديمير بيلكوف، أنه فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ستكون علاقات مصر وروسيا جيدة جدا، حيث تغير الوضع فى مصر وفى خلال الفترة الماضية، وخلال الأشهر القليلة الماضية أصبح من الواضح أن روسيا يمكن أن تؤثر التطورات فى مصر، وأن هذا يعطى الفرصة للقاهرة لتحقيق التوازن بين سياستها الخارجية، مشيرا إلى أن العلاقات الرسمية الدافئة بين مصر وموسكو من المرجح أن تعكس الرغبة فى تحقيق التوازن فى السياسة تجاه الولايات المتحدة.
وقال المحلل الروسى المتخصص فى شئون الشرق الأوسط اناتولى نيسميين "إنه بعد تولى المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر، ستكون لدى روسيا فرصة جيدة لتعزيز النفوذ الجيوسياسى فى المنطقة"، مشيرا إلى أنه بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، أصبح واضحا أن السلطات المصرية ستكون أقل تركيزا على الولايات المتحدة.
وأشار المحلل الروسى فى حوار مع موقع "سفابودنيا بريسا" الروسى أن السيسى سيحاول إقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا، ولكن ستكون علاقات مصر مع الصيع حذرة، لأن بكين مهتمة للغاية فى مشاركة مصر فى السيطرة على قناة السويس، وسيكون هناك رد من الولايات المتحدة الأمريكية إذا تدخلت الصين فى المنطقة على نطاق أوسع، والمجتمع المصرى لا يريد أن تصبح بلادهم ساحة حرب بين الصين والولايات المتحدة وستضع مصر روسيا والمملكة العربية السعودية فى قائمة أهم الشركاء.
و أوضح المحلل الروسى أن روسيا ستنطلق الى منطقة الشرق الأوسط وان روسيا ستحاول بنشاط أن تحل محل الولايات المتحدة فى مجال نقل الأسلحة بالاضافة الى أن موسكو الآن يمكنها أن تتعاون بنشاط فى قطاع الطاقة، وفى مجال التكنولوجيا وهناك اهتمام كبير لدول الشرق الأوسط فى هذه المجالات خاصة الطاقة النووية.
وأضاف المحلل الروسى أنه على الأرجح، ستكون روسيا قادرة على التعاون فى الفضاء وستنافس موسكو فرنسا، فى مجال إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية ووضعها فى المدار حول الأرض ولكن فى الأول ستعمل روسيا على الحصول على موطئ قدم فى المنطقة من خلال توريد الأسلحة وسيتم تطوير العلاقات فى المجالات الآخرى فى وقت لاحق.
خبراء روس: الأزمة الاقتصادية أولى المشاكل المواجه لـ"السيسى".. والشعب المصرى سيتغلب على الأزمات بالعمل .. والسياسة الخارجية للرئيس الجديد ستكون متوازنة.. وروسيا والسعودية أهم الدول المتعاونة مع مصر
الإثنين، 02 يونيو 2014 03:49 م