من أين أبدأ؟
من الريح التى مزّقت صدرى
وأدمنتها القصائد
أم من جرح الأسئلة
فى جعبة الوقت المتساقط
هذا حزن مندس تحت ذاكرة الندى
وأنا أنتفض فى غبارى
على أرصفة الشروق الممتد
نحو الشراع
أنا السّامق على بعد خسف وأحجار
فوق سطور الدهشة أقف وحيداً
أصرخ فى جوف الفراغ
فيتشظّى الوقت
ليتناسل غراس موحشة
كأنّ هذه الصرخات قديمة
كهذا الليل الموروث
وهناك كان فرحى مسجّى
بين قوافل الموت
واحتضار الأزهار
على كتف اللّيل أقف
وحيداً كسوسنة سوداء
والحوريات يراقصن خيوط الماء
تنسدل العتمة على وحدتى
هذا رماد الذاكرة
منثور فوق أجفان الخيبات
هذا العشب حكايات تحترق
وهذا السكون ريح
تنقل بياض الانشطار
أرتمى على وهج الشمع
فقاعات من تواشيح نازفة
وعند ساقية الفراغ
أقتلع ضفاف الدهشة
ربما ينبلج الصباح
شجر أسود
كان الحلم نائم على أجفان خائفة
لايقوى على الطعن
كان البحر ظمآن
والنوارس تغفو على مد وانكسار
يتآلف حزنى مع النهر المتكئ على قلبى
أن يغضب البحر
على أهداب الريح
كخفق العوسج فوق رابية الرحيق
المنسدل شرفة فى الظلام
جاء الموت
أيقظ جمر الحزن ورحل
وعرش الفراغ
تسلق نصف بياض
يرتّل مرايا اللوعة
عند مغيب الأمطار
تتكسّر الزوايا فى صراخى
وتتساقط الأمواج من رأسى
كساقية لاضفاف لها
مثل ماء ثَجّاج
يغرق الغبش غابة الصنوبر
تخلع الغابة تفاصيلها
ويعود العصفور مسبّل العينين
والقناديل عارية الصرير
وأوراق المطر حفيف على ظل الجدار
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة