اسدل الستار.. على عرض أجمع مقدموه على أنه ملحمة تستحق أن يتوقف عندها تاريخ مصر، بيد أن الجمهور لم يكن على ذات الدرجة من الوفاق، فبين مؤكد على الحشد العظيم ومصور بأنها كانت خاوية على عروشها، لكن مشهدا أخر جمع كل هؤلاء الفرقاء فسلموا به، ثم اختلفوا فى تفسير أسبابه.
"الأصوات الباطلة" لم يستطع أحد أن ينكر عددها الكبير الذى تعدى المليون باثنين وعشرين ألفا واثنين وسبعين صوتا متعدية أصوات المرشح الآخر حمدين صباحى والذى حصل على ما يربوا عن سبعمائة واثنين وخمسين ألفا بثلاثمائة صوت، وانحسرت نظرة المتابعين للماراثون الانتخابى فى هذين العددين محاولين تفسيرهما، ومتجاهلين نسبة المرشح الأول عبد الفتاح السيسى الحائز على أصوات ثلاث وعشرين مليون ومائتى أربعين وستين ألف ثلاثة وأربعين، باعتبار أن حصول المشير السيسى عليها كان متوقعا، بينما لم يكن متوقعا أن تكون نسبة حمدين متدنية هكذا، أو تكون نسبة الباطل أعلى من حمدين.
لن أزعم أن الأمر ليس مستغربا أو أنه شابه – كما يحدث غالبا – أخطاء الإعلام الفادحة من حيث التهويل والتضخيم وعدم التعقل أو الموضوعية أو بذل قليل من الجهد فى النظر والبحث إلا من رحم ربى وقليل ما هم، دعونا فقط ننظر بنظرة أكثر شمولية، إذا وضعنا فى اعتبارنا أن ثمة مرشحين أحدهما – بحسب الشارع – بطل مغوار أنقذ البلاد من مستنقع الإخوان وجنبها النزول فى بحور من الدماء، فى حين أن الآخر – مع احترام الجميع له – يعيد تكرار نفسه وتكرار أفكاره، بل بعض الإعلام "الأهوج" يصدر عنه صورة مفاده أنه يعكر صفو التأييد والتهليل الشعبى للبطل السيسى، ثم ضع بجانب الشعبية الضخمة للمشير فى مقابل صباحى صورة أخرى وهى الحملات التى تعمل على الأرض حملة المشير والأحزاب المؤيدة له، والتى كان أبرزها حزب النور، حيث قوة الحشد على الأرض، بخلاف المرشح الأخر وبالتالى يفتقد صباحى إلى الشعبية والحشد، ثم فى النهاية انظر إلى الأرقام بشىء من البحث والتدقيق، فحقيقة الأمر تنبئك من قاطع ولماذا خرجت الأصوات الباطلة بهذا الشكل، حيث فى محافظتى التى أعلم طبيعتها المؤيدة للدكتور محمد مرسى جيدا وما "دلجا" عنا ببعيد، "المنيا" حيث تصدرت محافظات الصعيد بـ57 ألف صوت باطل، بينما تصدر محافظات الوجه البحرى فى الأصوات الباطلة مسقط رأس الدكتور محمد مرسى بـ "66" ألف صوتا باطلا، لا يتوقف الأمر عند ذلك فإن نسبة الأصوات الباطلة فى انتخابات الرئاسة فى جولتها الثانية عندما علت نسبة المشاركة عن الجولة الأولى كانت بلغت 3.2% بواقع 843.252 ألف صوت وكان أيضا هناك تحفظ لدى البعض من المرشحين، عند النظر إلى كل ذلك يسعنى – أنا على الأقل – أن لا استرسل فى السؤال والتحليل وعمل التقارير والتحقيقات لمعرفة هوية من أبطل صوته، ويبطل – لدى أيضا – أن تكون "الأصوات الباطلة" مشكلة من الأساس.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة