سعيد الشحات

حزب النور فى فقه التعطش الشعبى

الإثنين، 02 يونيو 2014 06:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما هى حظوظ حزب النور فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟، هل سيكون كسابق عهده فى الانتخابات الماضية؟

شق حزب النور طريقه بقوة فى الانتخابات الماضية، وكان القوة الثانية فى مجلس الشعب بعد جماعة الإخوان، وتعددت التفسيرات حول ذلك، خاصة وأنها كانت المرة الأولى التى تنزل فيها القوى السلفية إلى ملعب السياسة، وتقرر طرح نفسها انتخابياً.
هناك من رأى أن الفوز الكبير لـ«الحزب» فى الانتخابات عاد إلى قوة البنية التحتية للسلفيين، المتمثلة فى هيمنتهم على آلاف الجمعيات الخيرية، وسيطرتهم على مساجد فى محافظات مصر، ومع ضعف دور الدولة أثناء حكم مبارك فى تقديم الخدمات للطبقات الفقيرة، كان ذلك سبباً فى انصراف هؤلاء إلى من يقدم لهم القليل مما يعينهم على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، ووفر ذلك تربة خصبة لـ«السلفيين» و«الإخوان»، وحدث ذلك فى غياب القوى المدنية التى لم تضع على أجندتها الاقتراب الحياتى يوميا مع جموع الناس فى قراهم ونجوعهم، ومع الوضع فى الاعتبار قوة التنظيم المرتكزة على الالتزام الدينى لدى الأحزاب ذات الصبغة الدينية، يمكن فهم جانب آخر فى أسباب الصعود البرلمانى لحزب النور.

ومع مجمل الأسباب السابقة، يأتى ما أسميه بعامل «التعطش الشعبى» لكيان سياسى جديد، يختلف عما هو مطروح، ويدفع هذا العامل الناس إلى الاهتمام بالكيان الحزبى الجديد لعله يعوض حالة ضعف الكيانات القديمة، وهناك أمثلة دالة فى تاريخنا القريب، ففى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى حدث ذلك مع حزب التجمع بصيغته اليسارية برئاسة خالد محيى الدين، كما حدث مع حزب العمل الذى تأسس فى نهاية السبعينيات برئاسة المهندس إبراهيم شكرى، وكانت ولادته متزامنة مع ولادة الحزب الوطنى، وجاء ميلاد الاثنين بقرار من «السادات»، بحلم أن يكون فى مصر حزبان كبيران تدور المنافسة بينهما، كما هو فى دول الغرب، وخاصة الحزبين «الديمقراطى» و«الجمهورى» فى أمريكا.

كما تجسد عامل «التعطش الشعبى» فى تجربة حزب الوفد بعد عودته إلى الحياة فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى بزعامة فؤاد سراج الدين، ولم يكن الحزب الناصرى الذى ولد بحكم قضائى عام 1992 استثناء من ذلك.

حصدت هذه الأحزاب باستثناء الحزب الناصرى، قدراً معقولاً من المقاعد البرلمانية بعد ولادتها، ثم فقدتها تدريجياً، وأعتقد أن حزب النور ليس استثناء من ذلك، رغم الفروق الجوهرية فى مضمون الخطاب السياسى بينه وبين الأحزاب الأخرى، ومن اللافت مثلاً أننى وعبر شهادتى الانتخابية عن الانتخابات البرلمانية الماضية، وجدت شباباً وشيوخاً وسيدات يقبلون على التصويت لحزب النور ليس عن قناعة دنية وفقط، وإنما تمرداً على الأحزاب الأخرى، ولم ينشغل هؤلاء بالكثير مما كان يقال من رؤى نقدية حول جمود حزب النور الفكرى.

الأسباب السابقة يمكن القول أنها كانت سبباً فى صعود حزب النور وتواجده بقوة على الخريطة البرلمانية، وذلك بصرف النظر عما يراه البعض من أن هذا الصعود كان مقصوداً من حكم المجلس العسكرى بقيادة المشير «حسين طنطاوى»، لاستخدامه كورقة وقت اللزوم فى مواجهة جماعة الإخوان.. والسؤال الآن هل مازال حزب النور بنفس قوته التى ستجعله قوة برلمانية مؤثرة مستقبلاً؟.. غداً نستكمل.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو آلاء

مقال جيد

موضوعي ومنطق، شكرا لحضرتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة