طالب خبراء ومفكرون مصريون يمثلون المجتمع المدنى فى مصر، دول العالم بعقد مؤتمر عالمى للتوافق على تعريف الإرهاب ومواجهة التطرف السياسى والدينى، واللذان أصبحا ظاهرة متصاعدة تهدد السلم والأمن الاجتماعى فى بلدان الشرق الأوسط، ويهددان بالانتقال مستقبلا كظاهرة عابرة للقارات إلى بلدان أوروبا والغرب.
وأكد الخبراء والمفكرون المصريون، خلال منتدى "محاربة الإرهاب والتطرف السياسى فى الشرق الأوسط" المنعقد على هامش أعمال الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف، أن المجتمع الدولى أصبح بحاجة، وأكثر من أى وقت مضى، سواء على مستوى الحكومات أو منظمات المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية وكذلك الأمم المتحدة، إلى مواجهة المجموعات والأشخاص الذين يعملون على تهديد المجتمعات المدنية والمؤسسات الديمقراطية فى الغرب وفى الدول الإسلامية، وذلك لتحقيق أهداف سياسية وإقامة نظم غير ديمقراطية لا تحترم الحقوق.
وشدد ممثلو المجتمع المدنى المصرى على أن نجاح بعض المتطرفين دق ناقوس الخطر بشأن ما قد يهدد تمتع المجتمعات المدنية بالحقوق السياسية والمدنية والثقافية وكذلك الحريات الأساسية.
وفى هذا الاطار، أكد الكاتب الصحفى والمتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكى، أمام المنتدى أن الشعب المصرى حين طالب بانتخابات رئاسية مبكرة جاء ذلك بعد أن تأكد الشعب من فشل الإخوان المسلمين فى السلطة، مطالبًا المجتمع بألا تتم مواجهة هذا التنظيم بحلول أمنية فقط ولكن لابد من تغيير جذرى فى التعليم، إضافة إلى الحاجة إلى ثورة فى الثقافة وفى الخطاب الدينى وأيضًا فى التكنولوجيا.
على صعيد متصل، أكد الدكتور إيهاب يوسف، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وأمين عام جمعية الشرطة والشعب لمصر، أن المجتمع الدولى بحاجة اليوم إلى التعاون على كافة الأصعدة، للحفاظ على حقوق المجتمعات المدنية ولمواجهة من يحاولون فرض أيدلوجياتهم بالقوة عليها ولفت إلى أن الغرب عليه أن يدرك ان من يسمون اليوم بالمجاهدين إذا كانوا موجودين اليوم فى سوريا، فإنهم غدًا سيكونون غدًا فى بلدان الغرب، وقال يوسف، إن مصر وشمال أفريقيا والمجتمعات العربية بحاجة إلى دعم المجتمع الدولى والتعاون بين الجميع، قبل أن تعبر الظاهرة إلى الضفة الأخرى من المتوسط ودعا الأمم المتحدة إلى المسارعة بعقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب، ووضع تعريف له يضمن مواجهته وحماية الدول العربية وغيرها من البلدان مما تشهده من تصاعد هذة الظاهرة.
من جانبه، شدد الخبير الأمنى والاستراتيجى الدكتور أحمد عبد الحليم، على ضرورة محاربة الإرهاب والتطرف من خلال القوانين المحلية والقانون الدولى، وأن يتم ربط محاربة الإرهاب الذى تبذل مصر فيه جهودًا كبيرة عبر قواتها الأمنية والقوات المسلحة بالحرب على الإرهاب فى مختلف بلدان العالم، والنظر إلى الظاهرة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، وأكد عبد الحليم على، أن مصر مهتمة مبدئيًا بالتعاون مع دول الخليج السعودية والإمارات والكويت والبحرين لحمايتهم من أى تهديد، كما أن المجتمع الدولى عليه بذل كل الجهد للتعاون فى مواجهة تنامى تلك الظاهرة.