حالة من الفوضى الأخلاقية تشهدها مصر فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، حتى إننا لا نصدق إننا نعيش فى مصر بلد الأخلاق والقيم. لقد تحولت شوارع مصر إلى مرتع لتحرش الشباب بالفتيات والنساء فى وضح النهار، وأصبحت أعراض الفتيات والنساء نصب أعين الذئاب البشرية اللعينة تنهشها دون رحمة على مرأى ومسمع المارة من الرجال! وا حسرتاه على النخوة والرجولة التى تاهت وسط الزحام!
من المؤسف إننا بالفعل نعيش حالة فوضى حقيقية، انتقلت عدوتها وطغت على كل مناحى الحياة فى مصر حتى إنها طالت كل شىء دون استثناء، وعلى رأسها الفوضى الأخلاقية التى عمت الشارع المصرى بشكل غير مسبوق .
لقد تعدت الفوضى الحد المسموح به، ووصلت إلى الخطوط الحمراء، بعد أن أصبح السلوك العدائى هو المسيطر على الأغلبية فى معظم أفعالهم وتعاملاتهم اليومية، كأنها فوضى منظمة وممنهجة! حتى إن التحرش أصبح ظاهرة مرضية خطيرة تهدد المجتمع وتهز أركانه. فهل يصدق أحدًا أن تحدث فى مصر حالات من التحرش الجماعى؟!
لقد أصبحت الفوضى تتتنامى فى مجتمعنا بشكل مرضٍ، مما قد ينتج عنها مخاطر وكوارث وخيمة، وتحاول الأجهزة الأمنية بشتى الطرق الحد من هذه الفوضى الأخلاقية التى أصبحت ظاهرة مرضية تعكر صفو المناخ فى بلادنا، خاصة بعد ظهور بلطجية جدد صنيعة المتغيرات السياسية والظروف الاقتصادية الخانقة التى تعيشها مصر الآن.
ما يحدث فى الشارع المصرى من تجاوزات وخروج عن الآداب العامة بشكل مقزز، يعكس مدى ما نشهده من انحدار أخلاقى يدفع ثمنه مجتمعنا الذى أصبح الضحية لكل ما يحدث من تلك السلوكيات المشينة. ونتساءل دائمًا "أين دور الوالدين فى التربية الصحيحة والتنشئة السليمة لأولادهم ؟"
إن نظامنا الاجتماعى قد تشوه، بسبب الممارسات المغلوطة التي يلجأ إليها الكثيرون، وأصبح الكذب والغش والاحتيال والسرقة والاعتداء على حرمات الآخرين أمورًا عادية. سلوكيات دخيلة على مجتمعنا، تنتشر كالسرطان فى جسد الأمة.
نحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا وسلوكنا وتصرفاتنا والعودة سريعًا إلى الأخلاق الحميدة التى نشأنا وتربينا عليها، والتى تنبذ كل هذه الأفعال الفوضوية التى تتنافى مع كل الأديان السماوية ومع جميع الأعراف والتقاليد التى تتسم بها مجتمعاتنا.
لذا يجب التصدى لكل الفئات التى تعمل على تغيير نمطنا السلوكى، خاصة فى هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد، ويجب أن نتذكر أن مكارم الأخلاق هى المعيار والأساس السليم فى تقدم أى مجتمع يريد أن يتطور نحو الأفضل.
ونحن على يقين بأننا قادرون بتكاتف جميع بدءً من البيوت مرورًا بالجهات الحكومية والأمنية والشعبية، للقضاء على ظاهرة الفوضى فى البلاد ومنها التحرش، لكى تعود مصر كما نعرفها ويعرفها العالم أجمع بلد الأمن والأمان. فمصر تحتاج إلى جهودنا جميعًا حتى تسترد عافيتها من جديد.
وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقى (إنْمَا الأُمَمُ الاخْلَاقُ مَا بَقيتْ فإنْ هُمُ ذهبتْ أخْلاقُهُمْ ذهبُوا) .
شباب يتحرشون بفتاة- أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة