ذكر الكاتب الأمريكى ديفيد إجناتيوس، فى مقاله المنشور بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن واقع الشرق الأوسط يؤكد حقيقة تفتته وتحطم استقراره، فالعراق وسوريا قُسما بالفعل وفقا لأسس طائفية، بينما تقترب اليمن ولبنان من حافة التمزق.
وقال إجناتيوس – فى مقاله الذى أوردته واشنطن بوست على موقعها الإلكترونى - إننا يمكن أن نرى، فى هذه اللحظة مدى الفوضوية التى تعيشها المنطقة، انهيار نظامين فى وقت واحد تم تأسيسهما فى فترة ما بعد الاستعمار؛ وهما: النظام الحدودى للدول، والذى أرسته معاهدة فرساى عام 1919 ليحل محل الامبراطورية العثمانية، ثم النظام الذى أشرفت على وضعه الولايات المتحدة، والذى حافظ على الاستقرار النسبى للمنطقة لكنه انهار فى ضوء فشل الغزو الأمريكى على العراق.
وأضاف "أن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 لتقسيم المنطقة لدول نراها تنهار اليوم أمام أعيننا، إذ يأتى المتشددون الإسلاميون ليصبحوا المستفيدين الأكبر من هذا الأمر، فالمتشددون السنة ونظراؤهم من الشيعة فى حزب الله اللبنانى هم المستفيدون الرئيسيون من الحرب الطائفية التى مولتها ورعتها إيران والسعودية.
ورأى إجناتيوس أن ثمة خريطة جديدة باتت تفرض نفسها على المنطقة وهي؛ أن العراق انقسم إلى منطقة يسكنها السنة فى الشمال والغرب، فيما يقطن الأكراد المناطق الواقعة بشمال شرق البلاد، بينما يعيش الشيعة فى الجنوب بمساعدة الإيرانيين...وفى الجهة الأخرى، تلقى سوريا ذات المصير؛ حيث يسيطر العلويون على منطقة تصل بين دمشق حتى اللاذقية على ساحل البحر المتوسط، بينما ينتشر الدروز والأكراد فى مناطق صغيرة، ويقع الجزء الأكبر من بقية البلاد تحت سيطرة المقاتلين السنة.
وتساءل الكاتب الأمريكى عما يمكن أن تقدمه القوى الدولية إزاء هذه الفوضى وهل ينبغى عليهم دعم عالم ما بعد الحكم العثمانى الواقع فى المنطقة العربية وإعادة رسم حدوده من جديد؟! أم يجب عليهم بدلا من ذلك أن يدعوا هذه الدول تنقسم إلى دويلات صغيرة أو كما كان يسميها العثمانيون "ولايات".
وقال" إن التاريخ يخبرنا بأن هناك سبيلا وحيدا لإعادة استقرار هذه المنطقة ويتمثل فى لم شمل اللاعبين الرئيسيين حول طاولة المفاوضات والبدء فى صياغة هيكل أمنى جديد، وقد يشمل المشاركون دول السعودية وإيران والولايات المتحدة والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولى روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا...وكذلك تركيا ومصر نظرا لامتلاكهما جيوشا قوية من شأنهم أن يلعبوا دورا كبيرا فى إعادة الاستقرار.
وأردف إجناتيوس يقول" إننا لا نعلم ما إذا كانت حدود ما بعد عام 1919 قادرة على البقاء فى هذا النظام الجديد الذى يجتاح العالم العربى، أو كيفية استيعاب الأقليات العرقية المختلفة".. مشيرا إلى أن تفكك يوجوسلافيا يدل على إمكانية إنشاء اللامركزية، بيد أن تكلفة هذا الأمر ربما تكون باهظة ودموية".
كاتب أمريكى:واقع الشرق الأوسط يؤكد حقيقة تفتته وتحطم استقراره
الأربعاء، 18 يونيو 2014 06:00 م
جانب من العنف فى العراق - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة