شكراً نبيل فهمى

الأربعاء، 18 يونيو 2014 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفاجأ كثيرون برحيل الوزير النشيط نبيل فهمى عن حقيبة الخارجية واختيار السفير سامح شكرى بديلا له.. حتى من لديه اعتراض على سياسات وتوجهات فهمى، لم يكن يتوقع هذا التغيير المفاجئ، خاصة وأن الوزارة كانت تعيش هذه الفترة انتعاشة دبلوماسية، كانت ستكلل بإلغاء قرار مجلس السلم والأمن الأفريقى بتجميد عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، لكن فهمى سيكون مضطرا لكى يرى ثمرة جهده وجهد معاونيه فى الخارجية يتحقق وهو فى منزله.

بالطبع هناك من كانت لديهم اعتراضات على طريقة عمل فهمى فى وزارة الخارجية، وهذا من حقهم، لكن فى المجمل علينا الاعتراف بأن الرجل وصل لكرسى الوزارة فى وقت عصيب، وكانت مصر شبه منعزلة دوليا بسبب الحملة القذرة التى قادتها جماعة الإخوان فى الخارج، باستخدام مخاطبات رسمية لمؤسسات دولية وعواصم أجنبية، عملت على تصوير ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب عسكرى.. امتلك فهمى جرأة العمل واقترح آليات دبلوماسية جديدة كانت تهدف إلى دفع مسيرة العمل الدبلوماسى المصرى وتنشيط سياستنا الخارجية، وفتح قنوات تواصل مستمرة مع العديد من عواصم العالم، كما لا ننسى أنه من أسهم بقوة فى تفعيل مبدأ تنويع الخيارات أمام صانع القرار المصرى، بعدما تحرك إلى روسيا والصين والهند واليابان ودولا أخرى، حتى لا يكون الاعتماد فقط فى علاقاتنا الخارجية على العاصمة الأمريكية واشنطن، كما لا ننسى أنه والمشير عبدالفتاح السيسى كانا صاحبى الفضل فى تأسيس ما يسمى بآلية 2+2 مع الدب الروسى، وشهدت القاهرة وموسكو اجتماعات متتالية بين وزيرى دفاع وخارجية البلدين، كان لها بالغ الأثر فى تغيير واشنطن سياستها تجاه مصر. تحرك الرجل بأمانة وجد، وعاونه دبلوماسيون مجتهدون ولديهم غيرة على الوطن، فحققوا اختراقات يشهد لها الجميع. اليوم خرج الرجل من الوزارة ولا يعلم السبب فى ذلك، لكنه يؤمن بأنه أدى ما عليه فى وقت كانت مصر فى مرمى النيران، فهو استقل بالخارجية لتحقيق خططه وربما يكون ذلك هو السبب فى تغييره لأن هناك بعض المؤسسات التى لم ترض عن ذلك، وكانت تأمل أن تبقى الخارجية رهينة لإشارة منها. ترك نبيل فهمى الخارجية ولا أملك إلا أن أقول له شكرا على ما قدمته لمصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة