من التفسيرات الرائجة لانتخاب السيسى رئيسا، أن المصريين انحازوا لرجل الدولة الذى تربى فى دولابها ففهم شفرتها، وجاء هذا الانحياز بعد أن فشلت ثورة 25 يناير فى إقناع الناخبين بغير ذلك، سواء كان الثوار هم المسؤولون، أم أطراف أخرى أرادت ذلك بخبث، لكن هل تسرى هذه القاعدة على الانتخابات البرلمانية؟، وبمعنى أوضح، هل سيندفع الناخبون إلى تأييد قائمة يقودها شخصيات مثل عمرو موسى، واللواء أحمد جمال الدين، واللواء مراد موافى لمجرد أن الثلاثة كانوا فى دولاب الدولة؟.
اندفع الثلاثة فور نجاح السيسى إلى عقد الاجتماعات من أجل تكوين تحالفهم الانتخابى بزعم تكوين أغلبية برلمانية تساند الرئيس المنتخب، وتقوم بإصدار التشريعات الواجبة دون عوائق، صدرت الاجتماعات حالة من الغرور بأن هذا التحالف وحده سيكون جواز المرور لمرشحيه إلى البرلمان.
ارتكب المشاركون فى هذا الأمر أخطاء عديدة، أبرزها تصديرهم للمصريين بأنهم وحدهم الذين يحتكرون الحديث باسم «السيسى»، ووحدهم الذين يؤيدونه ومهمومون بتنفيذ برنامجه الانتخابى، فعلوا ذلك متناسين أن «السيسى» نفسه قال أثناء دعايته الانتخابية بأنه ليس مديونا لأحد، وهذا أمر لو فهمه هؤلاء لما أقدموا على أفعال بدا منها أنهم يصدرون للناس معانى عكس التى قالها «السيسى».
لم يحتج المضى فى هذا التحالف جهدا للوصول إلى أنه يسعى أولا وأخيرا إلى تقسيم التورتة، لتشمل عمر موسى رئيسا لمجلس الشعب، ومراد موافى رئيسا للحكومة، وفى بعض التقديرات يكون اللواء أحمد جمال الدين زعيما للأغلبية، وهكذا يبدو أن «التحالف الثلاثى» يحجز مكانه الرئيسى إلى جوار «السيسى» ليرسم هندسة المستقبل، غافلا أن هذا الرسم الهندسى من بقايا رسوم هندسية كانت تتم أثناء حكم مبارك، وأن تكرار نفس الأساليب القديمة يسىء للرئيس أكثر ما يفيده، فـ«الرئيس» يحتاج إلى «اللحمة الوطنية» لإنجاح برنامجه الانتخابى الذى ينتظره المصريون بشغف كبير.
لو نزل هؤلاء إلى الشارع لسمعوا الناس يقولون لهم مباشرة: «انتم بتقسموها»، توصل الناس إلى هذا بسرعة البرق مزودين بخبرة الماضى القريب، وبتصرفات مغرورة من أحزاب أعلنت مبكرا أنها فى هذا التحالف، مثل حزب المؤتمر القائم على بقايا الحزب الوطنى المنحل، والذى يجهز قوائمه الانتخابية من نواب وقيادات كانت فى «المنحل».
هل يملك «الثلاثة» قواعد حقيقية على الأرض تمدهم بالعون للوصول إلى تنفيذ طموحهم؟، هم مسؤولون سابقون فى الدولة، لكن هذا شىء، والانتخابات شىء آخر، وليس كل مسؤول فى الدولة قادر على النجاح فى الانتخابات، وفى تراثنا الانتخابى، هناك من كان وزيرا لكنه فشل فى الانتخابات أمام مرشح يعيش تحت جلد أبناء دائرته.
حزب الوفد ورئيسه الدكتور السيد البدوى فهموا هذه المسألة، وحسبوها جيدا، فإذا كان الحزب لديه مرشحوه وكوادره، وقواعده، ومقراته فى المحافظات، فلماذا لا يكون هو المستفيد الأكبر؟، لماذا لا يطمح هو فى أن يكون حزب الأغلبية ضمن تحالف يقوده؟، لماذا يكون بهذا الوضع مجرد رقم فى تحالف يقوده موسى، بدلا من أن يكون موسى رقما فى تحالفه هو؟، الوفد قال لنفسه: «لماذا نعطيها بيضة مقشرة لموسى وموافى وجمال الدين؟.. هى شطارة من «الوفد».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
تحالف الوفد مع الاخوان والشيطان لن ننساه....
الوفد فقد نفسه عندما تحالف مع الاخوان ايام مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
الحياه السياسيه الأفتراضيه
التحالف الثلاثى موضع ثقه و نتائج السيسى سوف تتكرر مع هذا التحالف و الأيام بيننا
عدد الردود 0
بواسطة:
atif
هذه البلد حقيقى تحتاج لناس يحبوها !
عدد الردود 0
بواسطة:
Marwan
الوفد ام يتحالف مع الاخون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ماهر
الديمقراطية لمر يعصب للمصرييين الوصول الية