إصابة.. ألم.. إعاقة.. إيمان.. أمل
كلمات قليلة معبرة مؤلمة قد تكون تلخيصًا لحال يعيش عليه الوطن منذ ثلاثة أعوام، فصول رواية اكتملت مؤخرًا، حملت فى طياتها الكثير من المعاناة والألم.
أكتب الآن ليس تنمرًا على جهة أو متصيدة لأخطاء فصيل سياسى، ولا لألقى اتهامات على أشخاص بعينهم، ولكن بصفتى الأساسية: مواطنة مصرية.
أصابتنى أخبار العجز الجسدى الذى أصاب بلدى فجأة بسكتة كلامية، لم أستطع أن أبكى وفقدت الرغبة فى الكتابة والكلام، ولم أشأ حتى الصراخ، وحاولت إخفاء الألم.
ولكن الحقيقة كل الحقيقة تكمن فى التفاصيل، فقد كان تقصيرنا فى حق أنفسنا ووطننا كبيرًا..كان الجزء الأكبر من العلاج يتمثل فى التكاتف والعمل والبناء، وبدلا من ذلك آذينا بعضنا البعض لفظا وعملا وإهانة وتجريحًا بل وقتلا حتى أصبنا بهذا العجز الجسدى العبقرى.
ادعوه عبقريًا لأنه تسلل إلى نفوسنا خلسة، وسكن بداخلنا دون استئذان، فقد كان هو الأذكى.
حالة من الإحباط الشديد تسللت إلى نفوس المصريين مدعومة بإضرابات واعتصامات ومظاهرات ومطالب ينوء كاهل الدولة عن حملها، وتفننت النخبة السياسية فى التراشق الإعلامى والصحفى، تاركة المجال لأزمات تطفو على السطح وتنمو وتكبر دون حلول، تلاحقت الأزمات واستمرت حتى استيقظنا من غفوتنا على كابوس الانهيار الأمنى والاقتصادى والاجتماعى، وكان الأسوأ على الإطلاق (الانهيار الأخلاقى).
والآن وقد بدأنا من جديد مرة أخرى، هل سنمسك بلجام الزمن؟
لا أعلم هل تخطيت مرحلة الأربعين ألف سنة ما بين اليأس والتحدى أم لا ؟
لا أعتقد أننى أصبت باليأس يوما، ولكن هل أستطيع الآن التحدى ؟
تعلمت أن الأيام لا يسمك لجامها رواد الفضائيات ولا طواحين الكلام فى الصحف والمؤتمرات ولا مروجى الأمنيات، بل يمسك زمامها أهل العزم. على قدر أهل العزم تأتى العزائم، وتأتى على قدر الكرام المكارم
وتعظم فى عين الصغير صغارها، وتصغر فى عين العظيم العظائم.
نعم، فليتحول الملايين من المصريين إلى بحارة يصنعون الشراع معا ويرفعونه إيذانًا ببدء معركة العمل، ولنكسر قرون عاصفة الخمول والكسل والتراجع واللامبالاة، ولنعاهد وطننا على استعادة الحلم.
أدعو الله سبحانه وتعالى كثيرًا ليهبنا هذه القوة لنعود بقوة ونبنى ما عجزنا عن بنائه وما تفننا فى تدميره خلال السنوات القليلة الماضية.
ما أشهى مذاق التحدى.
يا مصرنا الحبيبة: هل لك أن تستندى إلى يدى؟
د. داليا فؤاد تكتب: لنعاهد وطننا على استعادة الحلم
الأربعاء، 18 يونيو 2014 12:13 م