تيمور فاروق المغازى يكتب: هواجس الذات

الأربعاء، 18 يونيو 2014 10:26 ص
تيمور فاروق المغازى يكتب: هواجس الذات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الذات شى عظيم عند المغرورين المتكبرين، فتجد أكثرهم لا يعيشون وسط الزحام.

تدركهم الأبصار بأنهم مرضى يحتاجون إلى المساعدة، وعندما تتركهم تجدهم مجانين الحياة.

إن الذات شىء عميق بداخل الإنسان له هواجس يظهرها صاحبها من وقت إلى آخر.

وعندما نبحر فى قواميس العرب، لنجد تعريفًا خاصًا بهذه الكلمة، فتجد أنها هى مؤنث كلمة ذو أى صاحب، ولذلك تكون معناها هى (صاحبة) وذكرت فى القرآن، فقال الله تعالى:
( والسماء ذات البروج) أى صاحبة البروج. وكذلك قوله تعالى: (وحملناه على ذات ألواح ودسر) وقوله تعالى: (غير ذات الشوكة) وقوله تعالى: (وتضع كل ذات حمل حملها) إلى غير ذلك.

كما تأتى كلمة (ذات) بمعنى الظرف، كما قال تعالى: (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) وكما تقول: (رأيت فلاناً ذات يومٍ).

فهذا أصل الكلمة فى اللغة.

ولكننى أبحر فى معنى آخر عن الذات، أجدها فى أناس يحبون أنفسهم، وهنا تنفجر معنى حب الذات فى النفس.
صورتك الذاتية عن نفسك هى التى تكون شخصيتك فهى تحمل رأيك عن نفسك وتقديرك لذاتك أو كراهيتك لها كما تحمل ما فى أعماقك من مشاعر الحب نحو الغير، وحب الغير لك وإحساستك بالأمن والأمان والثقة بالنفس.

يبحث كل إنسان عن ذاته ويتوق لأن يعرف نفسه فيكون صورة عن شخصيته، فهو يرى نفسه ذكيًا مجتهدًا أمينًا محبًا رقيق المشاعر أو يرى فى نفسه الكسل. الفشل. .التردد أو الحماقة.

فمتى قل اعتبار الإنسان لنفسه عالجه إما بإظهار ذلك أو بمحاولة إخفائه. والناس فى العادة، يخفون احتقارهم لذواتهم أو كراهيتهم لنفوسهم، يظهرون بمظهر الواثق فى النفس يدعم ذلك شعورهم بعدم الأمن نتيجة عدم احترامهم لذواتهم.
ولكن سرعان ما تجد هواجس الذات فى الإنسان مترددة، فتجدها محبة للنفاق لشخصه وتجدها مضادة لذلك.

ولذلك عندما تبحث فى شخصية الإنسان، الذى ينتمى إلى حب الذات تجده جذابًا فى كلامه عميقًا فى أفكاره يبحث دائمًا عن لفت الأنظار لتجده مختلفًا عمن حوله.

يستخدم ألفاظًا ليدافع عن ذاته بذاته، فيخرج بأشياء ليدل أن لديه ما ليس عند الآخر، وعندما تأتى إليه الفرصة ينفجر بشخصيته، التى تدل عن فقرة لحب الغير.

إن محبة الإنسان لنفسه شىء طبيعى، فإن حب الذات شىء أصيل فى طبيعة الإنسان، ولكن عندما تزداد عن خطوطها الحمراء تجدها سلاحًا مدمرًا يدمر كل شىء من حوله وعلاقته بالآخرين.

أيتها الذات لا تنكسرى، ولكن لابد أن تدخلى مساكنك ولا تخرجى.

إنكى تبحثين عن عالم آخر غير موجود. وعندما يجد الإنسان نفسه ناقصة، فهنا يشعره بقلة ذاته فيبحث عن الكمال فى جرح الآخرين، ويظهر وكأنه بطل يطل علينا بما ليس لدينا.

وعندما يوضح لنا علم الفلسفة، أن الإنسان عندما يحب ذاته فيصبح عبدًا لها، وهنا يفقد عقله ويصبح أسيرًا لا حرًا.

أيها الإخوه اتركوا هواجس الذات، وابحثوا عن حب الناس وسط ركام من الأحقاد والنفاق والكذب،
حب نفسك ولكن بقدر ذلك حب الآخرين، اترك كل شىء يبنى بينك وبين الآخرين سورًا لا تستطيع أن تهدمه.

صحح صورتك الذاتية عن نفسك:

لقد خلقك الله شخصًا منفردًا لك ذاتيتك وشخصيتك ومواهبك وقدراتك. اجلس مع نفسك وحاول أن تسجل على ورق ما تشعر بأنك منفرد به. ارجع إلى هذه الورقة أكثر من مرة على مدى أيام، وستكتشف من حولك سواء فى أسرتك أو أصدقائك.

تجنب حب السلبية وارفض مشاعر الفشل وافعل الأشياء التى تجعلك أفضل وتضمن أنها تنجح. فنمو الشخص أمر يحدث يوميًا. فالنمو حلقات متتابعة وعمليات متعاقبة ترفع الإنسان إلى النضج وتعمق الثقة بالنفس.

اترك تجريح أخيك بما ليس فيه لعلو ذاتك وعندما لا تستطيع ان تحصل على ما تبحث عنه لا تنتقم من الآخرين ولكن كن لهم عونًا وانتقد هم بكل احترام لا تسير عبدًا لهواجسك الذاتية للانتقام من الآخرين.

كن مسامحًا تكن محبوبًا، كن بناء ليبنى لك الآخرون أمجادك.

اجلس مع نفسك وتذكر جرحك للآخرين، وابحث عن طريق لتجد حلا لمسامحتهم لك.

اترك كل شىء وانهض للعمل والبناء، واطلب من الآخرين التسامح.

وأخيرًا كن حذرًا من هواجس الذات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة