الغزالى: الارتباك سببه تصاعد الصراع بين الإصلاحيين والتنظيميين
كشف البيان الأخير الذى أصدرته جماعة الإخوان تحت عنوان "الكلمة الأخيرة للشعوب" عن تحول واضح فى رؤية الجماعة للأوضاع فى العراق.
وحمل البيان تأييدًا لتحركات الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش"، والتحالف المحيط بها فى العراق، ووصفها بـ"الثورة" على عكس اللهجة التى استخدمتها الجماعة فى البيانات التى صدرت عنها أول أمس بشأن العراق، ثم حذفتها من على صفحتها الرسمية بشبكة "الفيس بوك"، وأكدت أنه تم نشرها عن طريق الخطأ.
واتهم بيان الجماعة الأخير، حكومة نورى المالكى، بممارسة استبداد عنصرى دموى طائفى، واعتبر أن ما يحدث فى العراق "ثورة شعبية عامة" تتعرض للتشويه بادعاء نسبتها إلى هذا الفصيل أو ذاك، وقال البيان نصا: "سكت العالم كثيرًا على الاستبداد العنصرى الدموى الذى مارسته الحكومة الطائفية، حتى هب الشعب ثائرًا لحريته ورافضًا لاستمرار سيل المظالم الواقعة عليه، وبدلا من مطالبة الظالم بكف ظلمه، والاستجابة لحقوق الشعب؛ تتعالى الأصوات بتشويه الثورة العراقية بادعاء نسبتها إلى هذا الفصيل أو ذاك، حتى يوجدوا مبررًا أخلاقيًا لمحاربتها بدعوى مواجهة الإرهاب، ويتداعى المفسدون من المستبدين فى الداخل العراقى والداعمين لهم فى الخارج لإثارة النعرات المذهبية لإضعاف الثورة الشعبية العامة".
فى المقابل فإن البيان الصادر عن الجماعة أول أمس وصف ما يحدث فى العراق بـ"الفتن الدهماء التى تدمر فيها الأوطان"، وحرص فى الوقت نفسه على إبراز رفضهم لعمليات القتل التى تنفذها "داعش"، دون أن تذكر اسمها صراحة، حيث قالت: "إن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، ومن هنا فإنه يجب على الجميع إعمال صوت العقل والحكمة وعدم الانجرار وراء دعاوى الفتنة والأفراق"، ووجهت فى نهاية البيان دعوة إلى كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، ومعها الأمم المتحدة، إلى المسارعة فى جمع الفرقاء على أرض العراق فى مؤتمر جامع لنزع فتيل الأزمة.
لكن الجماعة اضطرت لإدخال تعديلات طفيفة على ذلك البيان الذى حمل عنوان "بيان من جماعة الإخوان حول ما يجرى على أرض العراق الشقيق"، بسبب اعتراضات عدد من قيادات الجماعة واتهامات من كوادرها بدعم حكومة نورى المالكى، وكان أبرز المعترضين الدكتور جمال حشمت الذى كتب على صفحته الشخصية بموقع "الفيس بوك" للتواصل الاجتماعى قائلا: "إنه لا يعرف شيئًا عن بيان الجماعة حول العراق، ولا يعرف من أصدره، وأن هناك تحقيقات داخلية لمعرفة كيفية نشره على موقع الجماعة".
وخلال ساعات حذفت الجماعة بيانها الأصلى والمعدل، وقالت الصفحة الرسمية للجماعة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "نحيط حضراتكم علماً أنه تم حذف البيان الأخير "بخصوص العراق" من على الصفحة الرسمية نظراً لنشره بطريق الخطأ، وهو الخطأ الأول من نوعه منذ تدشين الصفحة ونعدكم باتخاذ كل ما يلزم لعدم تكراره"، ثم صدر البيان الذى حمل عنوان "الكلمة الأخيرة للشعوب"، وتضمن تأييدًا لتحركات داعش.
من ناحيته فسر أحمد ربيع الغزالى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، اختلاف البيانات، بصراع بين جبهتين داخل جماعة الإخوان، هما جبهة التيار الإصلاحى ويمثلون سياسيين داخل جماعة الإخوان، وعلى رأسهم محمد على بشر، وبين التيار القطبى أو تنظيم العشرات داخل الجماعة، ويترأسهم خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمد بديع.
وأضاف الغزالى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن دور السياسيين داخل جماعة الإخوان، بدأ يبرز بشكل قوى خلال الفترة الأخيرة، مرجحا أن يزيد الصراع بين الجبهتين خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن البيانات التى أصدرتها الجماعة عن أحداث العراق أججت الصراع بين جبهتى الإصلاح والقطبى حول تفسير كل منهما للأزمة.
الإخوان تحذف بياناتها عن العراق بسبب اتهامات بدعم المالكى.. أول بيان للجماعة: أحداث بغداد فتن دهماء تدمر الأوطان..وبيانها الثانى يدعم تحركات "داعش" ويصفها بالثورة الشعبية
الأربعاء، 18 يونيو 2014 01:32 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة