تلقى حزب الوسط أمس الاثنين ضربة كبرى بعد استقالة 3 من أعضاء بالمكتب السياسى للحزب، وقال بلال سيد بلال، المتحدث الرسمى لحزب الوسط، إن الحزب تلقى صباح الاثنين 16 يونيو 2014 استقالة المهندس "علاء البحيرى" عضو المكتب السياسى للحزب، واستقالة كل من الدكتور "حسين زايد" والمهندس "طارق الملط" عضوى الحزب وعضوى المكتب السياسى سابقا، مشيرا إلى أن تلك الاستقالات سيتم عرضها على اللجان المنوطة بمناقشتها وفقا للائحة.
وأكدّ فى بيان للحزب أنّ الحزب يكن لهم كل التقدير والاحترام، وأنّ الحزب حريص على تماسك مؤسساته وأعضائه، والاستمرار فى النضال من أجل الحرية والديموقراطية.
وكان المهندس طارق الملط قد أعلن استقالته أمس من حزب الوسط، معللا ذلك بافتقاد الحزب للقيادات التى تحمل رؤية وخبرات سياسية وحقيقة واقعية وليس شعارات حنجورية.
وقال الملط فى نص استقالته المسببة: "بقلب يعتصره الألم وبمشاعر فياضة بالحزن والحسرة على ما صارت إليه الأمور داخل حزب الوسط من انحراف تام عن منهج وبرنامج ومبادئ الحزب، التى عبر عنها فى برامجه طوال 16عاما منذ محاولة تأسيسه الأولى فى عام 1996، والتى يأتى على رأسها تقديم المصلحة الوطنية على أى مصلحة أخرى، قبول الآخر المختلف مع أفكارى والتأكيد على التعددية السياسية، وضرورة فتح قنوات الحوار والتواصل مع الآخر وبناء الجسور بين التيارات السياسية المختلفة، والإيمان بضرورة وحتمية المشاركة للجميع وعدم الإقصاء من أجل مصلحة المجموع".
وأضاف: "حزب الوسط كان مثالا للمشروع الحضارى الإسلامى فى نسخته السياسية البحتة التى أكدت على فصل الوظيفة الدعوية عن الوظيفة السياسية، وعلى رفض العمل السرى والإصرار على الحصول على ترخيص للحزب من الجهات الرسمية رغم فسادها واستبدادها حينها، ولكنها كانت رسالة حزب الوسط للجميع نحن سنعمل بشكل سياسى احترافى من خلال القنوات الرسمية بمنتهى الشفافية عن قناعة بضرورة التعامل مع الواقع، كما هو لا كما نود أن يكون".
واستطرد فى بيانه: "وظل حزب الوسط هو البوتقة الجامعة لكل التيارات السياسية المعارضة لنظام حكم مبارك، بدءا من تأسيس حركة كفاية فى منزل أبو العلا ماضى، مرورا بكتابة عصام سلطان لبيان تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بجوار الدكتور محمد البرادعى وصولا لشرف المشاركة فى ثورة 25 يناير 2011 والتى نجحت فى إزاحة رئيس الدولة الذى جثم على صدر مصر 30 عاما فى 11فبراير 2011".
وتابع: "لم يكن الوسط يوما من الأيام تابعا لأحد ولا لكيان أو تنظيم بل كان دائما مستقلا فى قراراته وفق قناعاته ومبادئه، ولم تكن الأمور تدار داخل الوسط إلا بطريقة شفافة من خلال هياكله التنظيمية المختلفة، وكانت بوصلة الوسط دائما عند الاختلافات بين الآراء هى المصلحة الوطنية فقط وأى الآراء والمواقف هو الأقرب لتحقيقها كان يحظى بموافقة الأغلبية فى الهيئة العليا ويتم تنفيذه".
وأردف: "لكن وللأسف بعد تغييب رئيس الحزب ونائبه للشئون السياسية بدأت أزمة الحزب تتضح بجلاء، وهى افتقاده للقيادات التى تحمل رؤية وخبرات سياسية حقيقية واقعية، وليس شعارات حنجورية، وبالتالى بدأت الاختلافات فى وجهات النظر تتسع بين أعضاء الهيئة العليا بل وبين أعضاء المكتب السياسى، فانقسموا إلى فريقين أحدهما يحاول قراءة الواقع بشكل واقعى ويريد أن يبادر بطرح رؤى سياسية ويفتح قنوات للحوار والتواصل مع الأطراف الأخرى ممثلة فى السلطة أو مؤيديها للوصول إلى حلول سياسية من شأنها حقن دماء المصريين جميعا (متظاهرين أو أفراد جيش وشرطة) وإحداث التهدئة والعودة للمشاركة فى العملية السياسية، وفريق آخر يرى مصلحته فى بقاء الحزب كجنين ملتصق بجماعة الإخوان المسلمين من خلال تواجده فى تحالف دعم الجماعة، وهذا الفريق رفض كل محاولات الفريق الآخر لإعادة تقييم موقف التحالف وإدارته للأزمة من 3يوليو وحتى فض الاعتصامات وما بعدها للوقوف على الفرص والتحديات وأماكن القوة والضعف فى أداء التحالف لاتخاذ قرار الاستمرار فى التحالف أم تركه، ثم قام هذا الفريق المرتمى فى أحضان التحالف والأشبه بالتنظيم الحديدى داخل حزب الوسط بإدارة الحزب وفقا لأهواء قلة من قياداته التى لها مصالح شخصية فى الارتماء فى أحضان الإخوان طمعا فى أن يحملوهم إلى البرلمان القادم، وقاموا بإقصاء أعضاء الفريق الذى يحمل مبادئ ومشروع الوسط الحقيقى، لأنهم لم يرضخوا لهم، وفى سبيل ذلك قاموا بالعديد من المخالفات الإجرائية التى وصلت إلى اللعب فى محاضر الهيئة العليا، والإدعاء بأمور لم تحدث، وتشويه ممنهج لسمعة زملائهم بالباطل لدى شباب الحزب الذين هم ثروته الحقيقية ومستقبله، وصولا لإقصائهم بقرارات باطلة مطعون عليها من قانونيين زملاء فى الهيئة العليا للحزب ورفض التماسهم لتصحيح الخطأ ومراجعة القرارات الظالمة".
واختتم الملط استقالته قائلا: بناء على ما سبق وغيره كثير لا أود الخوض فيه فقد تيقن لدىّ أن هذه القلة من القيادات تصر على الانحراف بالحزب تجاه اليمين المتشدد بديلا لموقعه الإستراتيجى التاريخى للوسط الذى كان الجسر بين التيارات السياسية جميعا، وكان انحيازه لمصر وشعبها فقط، وكان دائما محافظا على الدولة الوطنية ومؤسساتها، فإنى أتقدم لحضراتكم باستقالتى المسببة من حزب الوسط وأعتقد أنها الاستقالة الواجبة على أن أظل حاملا كفرد مشروعى السياسى المشروع الحضارى الإسلامى.
كما تقدم الدكتور حسين زايد عضو حزب الوسط بمحافظة بورسعيد، باستقالته من الحزب فى ساعة مبكرة من فجر الاثنين، لافتًا إلى أن عدد المستقيلين من عضوية "الوسط" وصل إلى 5 أعضاء من الهيئة العليا للحزب.
وقال "زايد"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إنه أرسل استقالته عبر البريد الإلكترونى إلى الأمين العام للحزب، ونشرها على صفحته الشخصية فجر اليوم، وبذلك يكون قد وصل عدد المستقيلين إلى 5 أعضاء، إضافة إلى أن هناك أعضاء آخرين سوف يتقدموا باستقالاتهم اليوم.
وأوضح زايد، أنه استقال بسبب بُعد الحزب عن الوسطية والمنهج الوسطى واتخاذ قرارات أعطت صورة ذهنية للمواطن المصرى أن الوسط حزب يمينى لا وسطى، إضافة إلى مخالفة اللائحة أكثر من مرة، وعدم الاستجابة لكل محاولات عدم التعدى على اللائحة وعدم وجود مؤسسيه فى إدارة الحزب، حيث تقلصت إدارة الحزب فى يد شخصين واستبدال مؤسسات الحزب "مكتب أمين عام، مكتب سياسى، وهيئة عليا" بمجموعة مؤيدة لهما فى قراراتهما.
وأشار زايد، إلى أن الحزب يقصى أصحاب وجهة النظر الوسطية منه ومحاولة تشويه صورتهم عند القواعد، لافتًا إلى حرص الأمين العام وتصميمه على تحويل من يخالفه فى الرأى للجنة القيم، حيث قام بإضافة فقرة إلى محضر جلسة الهيئة العليا دون موافقة الهيئة، ليتمكن من استصدار "قرار بتحويلنا للجنة القيم فى جلسة أخرى".
كما استقال المهندس "علاء البحيرى" عضو المكتب السياسى للحزب أمس، حسبما أشار بيان الحزب.
لعنة الإخوان تفجر "الوسط" بعد استقالة ثلاثة من قياداته.. طارق الملط: الحزب ارتمى فى أحضان الجماعة طمعا فى الوصول للبرلمان.. حسين زايد: القرار سببه البُعد عن الوسطية.. والحزب: حريصون على التماسك
الثلاثاء، 17 يونيو 2014 03:15 ص
المهندس طارق الملط القيادى المستقيل من حزب الوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة