الثقة فى النفس، لا تأتى من فراغ، وإنما من عوامل عدة منها الالتزام، والصبر، والعزيمة التي لا يهدأ لها بال.
لذلك فى حدود ما تملكه من طاقات وما تجيده من قدرات، ومع إشراقة يوم جديد، ثق في نفسك، وجدد من طاقاتك وطور من قدراتك فى حدود الممكن والمتاح لك، وتذكر دائمًا أن إخفاقك فيما تنجزه من عمل ليس سوى نتيجة نقص في المعرفة والإدراك وليس عجز منك فقط، صحح خطأك وأعد التجربة من جديد بفكر ورؤى مختلفة.
لا تظهر إخفاقك للآخرين مما لا يجيدون فن الارتقاء بك، حتى لا ينعكس ذلك عليك بصورة سلبية وحتى تتجنب الكثير من الكلمات الهدامة، وامح من قاموسك كلمة الفشل فقط، استمر فى خطواتك، وكن يقظاً من فيروس اليأس عندما يحاول بخ سمومه وأفكاره الهدامة بداخلك، فاستعن بالله واطلب العون دائمًا، واشغل نفسك بما يرتقي بفكرك وعقلك، مع التزامك وتنظيم وقتك.
فى نفس الوقت، اعشق ما تقوم به من عمل، وسخر كل ما تملك لإنجازه من قدرات وطاقات، ولا تضع فى اعتبارك أنك مراقب من الآخرين حتى لا ينتابك الارتباك والضغط، والذى قد يلازمك كظلك، وقد يكون من عوامل إخفاقك، لذلك لا تعط لإخفاقك أمرًا أكبر من حجمه، بأنك عير صالح لأى شىء، ولا تعلق سبب عدم نجاحك على أنك مضطهد ومظلوم، بل ابحث عن الأسباب الحقيقية وعاود التجربة، وابتعد عن فكرة العداوة والانتقام حتى لا تدخل متاهة الهذيان، وقد يكون صعب الخروج منها بسهولة فقط، ركز أنك صاحب حلم وهدف ورسالة واعتز بذلك فمع مرور الوقت سوف تكتسب الخبرة التي تجعلك تقف على أرض صلبة، ولا تلفت لتوافه الأشياء، حتى لا تشل تفكيرك وتخدر طاقاتك وتعطل قدراتك.
احرص دائمًا على ما ينفعك ويفيدك ويرتقي بك، والزم الدعاء وكن مع الله وبيقينك فأنت قوة لا يستهان بها ما دمت تؤدى فرائض الله وتستشعر عظمته ورحمته فى كل خطوة تخطوها.
لا تستهن بأحلامك وأهدافك مهما كانت صغيرة، تحمل المسئولية تجاهها وكن على قدر القيام بها، حدث نفسك بأنك جدير بالنجاح وأنك قادر على فعلها، واقهر الخوف والفشل بداخلك، وكن محاورًا جيدًا لها وبما تؤمن به ولا تخجل ولا تتردد ما دمت تعرف وتعى ما تقول وما تقوم به من عمل.
بمرور الوقت سوف تكتسب الثقة بالنفس، وباستغلال الفرص المتاحة لك والقدرة على التصرف بحنكة ومهارة في أمور حياتك، ومواجهة المخاطر ما دمت تأخذ بالأسباب وتسعى إلى تطوير مهاراتك وقدراتك اللازمة لسد أى نقص في مهمتك فى الحياة فالثقة بالنفس تكتسب وتزداد بسعيك الدؤوب واليقين بما تؤمن به.
حاول أن تكون قارئًا جيدًا لنفسك، واستمر فى تعديل سلوكك ومعرفة نقاط ضعفك وقوتك، ولا تترد فى تصحيح مسارك لو ضللت الطريق، ولا تنظر إلى من حولك لأنك فى كل خطوة تخطوها سوف يظهر لك أعداء، ثق أنهم سوف يكونون الحافز الرهيب لك فى إثبات قوتك وشجاعتك فى معركتك كونك محاربًا شرسًا ولا تستسلم بسهولة، لأنك تعى وتدرك حقيقة مهمتك فى الحياة والمسئولية، التى تقع على عاتقك، فلا تضع فى اعتبارك أنك أقل من الآخرين، ولا تقارن نفسك بأحد، فكل منا يعمل على قدر طاقته وبما يؤمن به، فأنت لست أقل منهم فى شىء.
وحتى لا تصاب بخيبة الأمل نتيجة بعض العراقيل التى قد تصادفك، دع أهدافك تتطور مع مرور الزمن ومع ظروفك الحياتية، وفقاً لأولوياتك ومواردك المتغيرة، مما يجعلك تشعر بالثقة واليقين كونك تسير بعقلانية وبخطى واثقة وثابتة نحو هدفك.
