اختطف الموت فجأة الكاتب الصحفى «عبدالله كمال» بعد حياة حافلة رغم قصرها بالمعارك الصحفية والملاسنات السياسية والصدام الدائم مع الكثيرين حوله، ولقد عانيت شخصياً من حملاته ضدى فى عصر الرئيس الأسبق «مبارك»، فلقد خصص لى رحمه الله فقرة دائمة ضمن مساحته اليومية للهجاء المستمر بعنوان «جدول الضرب» وطلب من مصورى صحيفته الحصول على لقطات لى من جلسات «مجلس الشعب» وأنا أغفو لدقائق محدودة، تعودت عليها للحصول على قوة دفع جديدة لاستكمال نهارى وصورة أخرى وأنا أهمس فى أذن أحد الوزراء، لتبدو وكأنها محاولة لتقبيل يديه، ولم يكن أمامى فى ذلك الوقت إلا أن أشكو إلى الله من ذلك.
ورغم كل هذه التحاملات، إلا أننى ظللت أحمل للكاتب الراحل تقديراً لكفاءته الصحفية وإمكاناته المتميزة فى الكتابة والتمرس الذى بلغ حداً يثير الإعجاب، فهو صحفى بارع وكاتب متميز نختلف معه، ولكن لا نختلف عليه، ولقد حرص كلانا على الاحتفاظ بمساحة من التعامل الإنسانى حتى سعى إليَّ فى مكتبى وسط العاصمة منذ شهور قليلة، يتساءل عن أسلوب تعامل الرئيس الأسبق «مبارك» والسيدة قرينته مع العاملين فى مؤسسة الرئاسة لكى يستكمل بعض فصول كتابه الذى كان يزمع إصداره عن تلك المرحلة من تاريخنا الحديث، ولقد كان احتفائى به يومها شديداً على نحو أدهشه، وقد أكبرت فيه يومها تمسكه بمواقفه ودفاعه القوى عن الرئيس الأسبق وعصره بينما تلون الآخرون، وتغير الناس، وخرجوا عن الموضوعية، ولكن «عبدالله كمال» ظل قابضاً على ما آمن به ودافع عنه حتى كان رحيله المبكر صدمة لى ولكل من تعامل معه واحترم موهبته الصحفية النادرة.
د. مصطفى الفقى يكتب: الموت اختطف عبد الله كمال بعد حياة حافلة بالمعارك الصحفية.. عانيت شخصيا من حملاته ضدى فى عهد مبارك.. وأحمل للراحل تقديرا كبيرا
الثلاثاء، 17 يونيو 2014 08:21 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة