لماذا لا يعم السلام العالم؟ قد يبدو هذا التساؤل غريبًا بعض الشىء فى أيامنا المعاشة حاليًا، فلعلنا لا نجد مكانًا فى العالم الآن يخلو من صراعات عرقية أو إثنية أو مذهبية.
وهذه الصراعات قد تمتد لعقود طويلة لا لشىء إلا لرغبة كل طرف فى إبادة الطرف الآخر، واجتثاث أى أثر له من الوجود.
ولعله من غرائب الأمور أن المجتمع الدولى قد فشل فشلاً ذريعاً فى إخماد شرر الحروب فى أرجاء العالم، ففى أعقاب الحرب العالمية الأولى ظهرت عصبة الأمم فى محاولة لإيجاد حل للنزاعات الدولية، لكن باءت تلك الجهود بالفشل الذريع، وتجلى ذلك فى نشوب الحرب العالمية الثانية فى الفترة من عام 1939م وحتى عام 1945م ؛ وبعد هذه الحرب الضروس التى زُهقت فيها أرواح الملايين من الأبرياء من المدنيين فى أرجاء العالم أجمع من أجل أهداف واهية لا قيمة لها؛ ظهرت الأمم المتحدة كمنظمة عالمية جامعة لدول العالم، وذلك للعمل على الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية فى محاولة للوصول لهذا الغرض النبيل كاتفاقيات جنيف الأربع وغيرها، إلا أن كل هذه الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ذهبت أدراج الرياح وأدى ذلك إلى فقدان الثقة فى هذه المنظمة العريقة، نظرًا لضعف دورها فى حماية المدنيين فى حروب الإبادة التى يتعرضون لها واكتفائها فقط بتقديم الغوث والإعانات الغذائية والدوائية دون الوصول لحلول حقيقية، من شأنها إنهاء النزاعات فى بلاد العالم أجمع.
إن العالم الآن بحاجة ماسة إلى تفعيل دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الأقليمية كجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى وغيرها من أجل إرساء قيم السلام ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والحروب العبثية التى تخلف ضحايا لا ذنب لهم إلا وجودهم فى عالم خال من قيم الإنسانية.
واختتم كلامى بهذه الدعوة التى وجهها الحق سبحانه وتعالى لشعوب العالم أجمع فى كتابه الكريم بسورة الحجرات بالآية 13( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .
المستشار علاء الدين إبراهيم محمود يكتب: صراعات الفناء
الثلاثاء، 17 يونيو 2014 08:03 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة