أجلس على قارعة الرصيف..
أرقب قطارات رحلت مزدحمة بالأحداث..
المسافرون فيها مضوا بحقائب مملوءة بالذكريات..
وقت الانتظار يمضى متثاقلًا...
جلست مدهوشة أراقب من حولى..
شَاهَدتُ أحُدهم يحمل ميزانًا...
وضع فى إحدى كفتىّ الميزان أحلامه..
ووضع فى الكفة الأخرى "قلبه"..
أجَهَش بالبكاء عندما مَالتَ إحدى الكفتين..
ناولتهُ عجوز منديلًا قديمًا بعمر الزمن..
وأفهمته أن "الفرحة" أكذوبة كقصص الجنيّات!!
شَاهدت امرأة أخُرى بتقاطيع غجرية..
تجلس أمامها شابه بريئة الملامح..
أخرَجت الغجرية من جلبابها بعض "الوَدَع"..
همست الفتاة للوَدَع بأسرارِها..
ثم قرّبتَ أذنِها من المرأة تنتظر ردًا..
ردت عليها هذا الأخيرة بهزة كتف..
فتَساقطَت من عين الفتاة دمعتين !!
جَلسَت طفلة صغيرة على المقعد بجانبى..
ابتسمت لىِ بفم مُلطَخ بحلوى بلون الدماء..
بدأت تثرثر عن البالونات الملونة وهدايا العيد..
ثم انشَغلت عنى بمُرَاقبة فراشة مُلونة تَطير فى الأرجاء!!
سَرحَت مُتأمّلة.. ثم سَمعَت صافرة القطار يدخل المحطة..
كل من على الرصيف التَفَت مُنتصِبًا..
نهض الجميع بارتباك يُلمّلمّ حاجياته..
صَعَدت بعد طول تلكؤ وجَلسَت بجانب النافذة..
تنهدّت مُغمغِمة: "حانت لحظة الحقيقة"..
ثم انطلق قطارُنا بقوة مغادرًا هذه الحياة
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة