ما نحتاج جميعا أن نستوعبه كشعوب عربية من درس العراق الماثل أمامنا، أننا لسنا بعيدين عن المخطط ونفس الحال، إن لم نحم بلادنا بالوحدة ومساندة الجيش.
الكل يتحدث عن الانهيار السريع للجيش العراقى أمام إرهابى داعش، والحقيقة أن الجيش العراقى يحارب منذ حربه الغاشمة على الكويت 1990، ويتم تفكيكه منذ احتلال العراق تحت مسميات هيكلة الجيش والشرطة العراقية، وتم عمل ميلشيات طائفية عرقية مهدت لحروب طائفية على مدار سنوات طويلة.
فمن يريد محاربة جيش قوى لا يذهب لمواجهته دفعة واحدة، بل يذهب لتفكيكه من الداخل وخلق مواجهات شعبية معه حتى ينكسر داخليا، ويكون جاهزا تماما للإيقاع به، وتأخذ تلك النوعيات من الحروب سنوات طويلة أو حتى عقود، ولو لاحظنا الحالة فى العراق وطول السنوات قبل الوصول للتقسيم الكامل وفقا لمخطط برنارد لويس 1980، نجدهم لم يكلوا عن الوصول لهدفهم حتى وصلنا عام 2014 لبداية تحقيق الهدف.
وإن كانت سوريا وليبيا واليمن تموج بالاضطرابات على أسس طائفية، فإن ذلك كله هو استمرار لنفس السيناريو العراقى.
فالجماعات المتطرفة والإرهابيون هم أداة وورقة من أوراق اللعبة الحقيرة، لتدمير الدول العربية والوصول لمخطط الشرق الأوسط الجديد، ثم يأتى الاحتلال ليجهز على كل آمال الشعوب فى حياة كريمة وتضيع الأوطان باسم الحرية ونشر الديمقراطية، فلن يحرر الوطن عدوا ولا خائنا ولا طامعا بل سيستنزفونه وينهبون ثرواته ويقطعون أوصاله ويبيعونه لمن يدفع أكثر.
