فى إشارات المرور بالعاصمة الأوغندية "كمبالا"، لفت نظرى غياب العلم المصرى وسط مجموعة الأعلام التى وقف صبية يعرضونها على أصحاب السيارات والمارة، بينما حضر العلم الإسرائيلى وسط أعلام الدول الأفريقية، وعنما ناديت على أحدهم أسأله عن العلم المصرى، اعتذر قائلا: "لا يوجد معى علم مصر" سألته لماذا؟ أجاب لا أحد يطلبه للشراء عدد المصريين هنا محدود.
وكان هذا الموقف موضوع مناقشة مع عدد من أفراد الجالية المصرية بأوغندا، الذين تحدثوا عن التواجد الإسرائيلى فى أوغندا، من رصف وإقامة الطرق حتى التدريبات العسكرية.
موقف العلم "المصرى" الغائب و"الإسرائيلى" الحاضر مضى عليه أكثر من عام، استدعيت الموقف من ذاكرتى وأنا أقرأ خبرًا بعدد جريدة الأهرام الصادرة الأربعاء 11 يونيه، عنوان الخبر" وزير خارجية إسرائيل: نسعى للانضمام للاتحاد الأفريقى كمراقب" جاء التصريح بالسعى للانضمام للاتحاد الأفريقى أثناء قيام وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بجولة لعدد من الدول الأفريقية" رواندا وكينيا وإثيوبيا وغانا وساحل العاج".
الجولة شملت ثلاث دول من حوض النيل، رواندا وكينيا وإثيوبيا، واصطحب معه ممثلثين عن 50 شركة، الدبلوماسية فى خدمة الاقتصاد.
حرصت "إسرائيل" على التغلغل فى أفريقيا، أكثر من 40% من البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية بالخارج داخل أفريقيا، بحسب دراسة صادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات، ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع 45 دولة أفريقية.
وأولت "إسرائيل "دول حوض نهر النيل خاصة دول المنبع اهتمام خاص، فكانت إثيوبيا أول دولة أفريقية تقيم معها "إسرائيل" علاقات دبلوماسية، وتعتبر "إسرائيل" بالنسبة لإثيوبيا حليفًا استراتيجيًا، حيث توجد علاقات اقتصادية وعسكرية ترجع إلى عام 1971 لم تنقطع، رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عقب حرب اكتوبر 1973، ويعتبر ملف "تهجير يهود الفلاشا إلى إسرائيل" من أهم الملفات فى العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية، حيث يعتبر الإثيوبيون أنفسهم من سلالة النبى سليمان ويرتبطون روحيًا بالأماكن المقدسة.
"إسرائيل" حاضرة فى إثيوبيا فى شتى مناحى الحياة تدريب على صناعات الألبان، التى لا تعرفها أغلب دول أفريقيا، واستثمار الزهور الإثيوبية واحتكار تصديرها للأسواق الأوربية لتصنيع العطور، وإقامة مشروعات مياه الشرب.
وما يهمنا فى مصر هو دعم "إسرائيل" لإقامة السدود وترمى إسرائيل من وراء ذلك إلى الضغط على مصر والسودان، والتحكم فى حصتهما من مياه النيل، بحيث تسيطر هى على "محبس" المياه فى إثيوبيا، حيث ترد 80% من حصة مصر من مياه النيل، التى تشكل 90% من الموارد المائية فى مصر.
ولا تكتفى "إسرائيل بإقامة السدود وإنما تسهم فى إنشاء مشروعات زراعية وكهربائية".
و"إسرائيل" ليست بعيدة عن التعنت الإثيوبى فى مواصفات إنشاء "سد الألفية".
لا نلوم دولة تسعى لنحقيق مصالحها فى إقليم بعيد عنها جغرافيًا، وإنما اللوم يستحقه من خاصموا أفريقيا فى السابق وهى عمقهم الحيوى.
ظهور علم مصر فى إشارة مرور "أفريقيا" سيتحقق عندما نتواجد على الأرض فى علاقات اقتصادية، وتبادل تجارى تتوفر له كل أسباب النجاح.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. سامي الامام
هل من مجيب؟
عدد الردود 0
بواسطة:
امانى شكرى
كلام مظبوط
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوى
الحل فى تعيين 3 وزراء دوله لشئون افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبيه