تألمنا جميعًا لحادث التحرش الجماعى الممنهج والمبيت بليل بهيم حتى يفسد على المصريين فرحتهم فى يوم تنصيب رئيسهم الذى استدعوه واستنصروه على الإرهاب وأزمة الأخلاق، التى نعيشها بعد ثورتين ضحى من أجلها الشرفاء وركبها الجبناء، وكثر الحديث عما تتعرض له النساء فى المجتمعات الشرقية من عنف جسدى ومعنوى مقارنة بما يتعامل به المجتمع الغربى مع نسائه، وراح البعض يطالب بسن القوانين واتخاذ الاجراءات التى تحمى المرأة فى مجتمعنا، مع إننا إذا عدنا إلى ما أوصانا به ديننا الإسلامى الحنيف شريطة أن نأخذه من شيوخ الأزهر الأجلاء أصحاب الورع والوسطية، لوجدنا فيه الغناء ولما أضعنا الوقت فى الجدل العقيم.
فالإسلام اهتم اهتمامًا خاصًا بالمرأة طفلة وفتاة وزوجة وأمًا، وأول ما جاء به هو تحريمه لجريمة وأد البنات التى كانت سائدة فى الجاهلية، "وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت" ثم حث على حسن رعايتهن وتربيتهن فقال رسول الله (ص) من كانت له ثلاث بنات فآواهن، ورعاهن، وكفلهن، كن له حجاباً من النار" قالوا واثنتان يا رسول الله ؟ قال :" واثنتان.. من ابتلى من هذه البنات بشىء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار" متفق عليه عن عائشة رضى الله عنها رواه البخارى ومسلم.
واهتمام الإسلام بالفتاة، جاء حفاظًا على كرامتها وصونًا لعفتها والبعد بها عن استخدام جسدها المخلوق لله فى الإغراء الجنسى الممقوت، فأمرها إن هى بلغت المحيض ان تستر جسمها وألا تظهر منه إلا الوجه والكفين، وأمر أن يكون لباسها لباس عفاف لا يشف ولا يصف وألا تخضع بالقول لكى لا يطمع فيها ذوو القلوب المريضة وأمر باستئذانها عند الزواج وأعطاها الحق فى القبول أو الرفض، فقال (ص) :" تستأذن البكر، وإذنها صمتها، وتستأمر الثيب." البخارى عن عائشة. ثم اهتم بها زوجة فأوصى الرسول بهن خيراً فى خطبة الوداع فقال (ص) :" ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم – أى أسيرات – استحللتم فروجهن بكلمة الله وسنة رسوله، لا تضربوا الوجه ولا تقبحوه.." وإذا كان الله تبارك وتعالى قد أوصى بالأسير من الأعداء وأثنى على المحسنين عليه، فقال "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرًا" الإنسان 8.
فكيف إذا كان الأسير حبيبة وزوجة وأماً للأولاد، وعنى الإسلام بتغذية الرجل لزوجته تغذية جسدية وروحية وعاطفية، فنجد الرسول (ص) يقول "إن اللقمة يضعها أحدكم فى فى – فم – زوجته، يكتب له بها صدقة". البخارى ومسلم عن سعد بن أبى وقاص وتغذية الروح بالكلام الجميل الطيب، لدرجة أن أباح الكذب عليها كسباً لمودتها، وحث على إعفافها فقال "إن فى بضع احدكم لصدقة" فقالوا يارسول الله أفيأتى أحدنا امرأته شهوة فيكتب له بها صدقة ؟ فقال الرسول (ص) ترى لو وضعها فى حرام ألا يكون عليه وزر ؟ وقد سن لنا الرسول النوم معًا فى فراش واحد (هكذا كان يفعل النبى مع زوجاته) وليس فى فراشين أو غرفتين منفصلتين كما يفعل الكثيرون من الغربيين.
قال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون." الروم 21، ويقول النبى (ص) "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله."الترمذى عن أبى هريرة. وأوصى بها أماً فقد جاء رجل إلى النبى (ص) فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال :"أمك " وكررها ثلاثاً ثم قال :" ثم أبيك " وكذلك حث من يرتادون الطرقات على حماية الأعراض وكف الأذى عن المارة فقال: إياكم والجلوس بالطرقات فقالوا مالنا من ذلك بد يا رسول الله فقال: إذا أبيتم إلا أن تفعلوا فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق قال (ص): رد السلام وغض البصر وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. وفى رواية، وإعانة الضعيف وإغاثة الملهوف. صدق رسول الله (ص) والأحاديث والآيات والمواقف التى تدل على احترام الاسلام وتكريمه للمرأة كثيرة تضيق عنها مساحة بحث قصير كهذا فقط كل ما نرجوه أن نطبق جوهر ديننا ولا نقف عند القشور التى لن تغنينا عند الله شيئًا يوم الوقوف بين يديه للحساب يوم القيامة.
د.سمير البهواشى يكتب: الإسلام كرم المرأة ونحن نتحرش بها
الأحد، 15 يونيو 2014 06:33 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت البلد
كيف؟