إنها المجنونة المستديرة التى توحد البشر حولها، فلا يمكن أن تفرق فى المعاملة بين كل الطبقات، هى لغة يتحدثها الكل، والامتاع أيضاً من خلالها للكل.
فريدة هى كرة القدم.. توقف الزمن عندما أعلن توقيت بلاد السامبا بالبرازيل عن حفل الافتتاح ومن ثم بدأ مشوار متابعة ومشاهدة المونديال الكروى 2014.
"كايرو كورة" بوابة اليوم السابع، يرصد لكم طقوس الفرجة بالطريقة المصرية وبكل طبقات هذا الشعب الذى يبحث عن نقطة سعادة تدفعه لتحمل مخاض ما بعد ثورتين.. وربما مع بدء الطمأنينة عقب انتخابات الرئاسة وتحقق حلم الأغلبية بتولى المشير عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم فى مصر الجديدة.
المونديال حولك فى كل مكان ..فى الشارع المصرى والحارة والأزقة والعشوائيات.
مولد "سيدى المونديال" موجود وكأنه حفل كبير تعيشه المحروسة بكل مستوياتها المادية وطبقاته الاجتماعية، الكل يبحث عن المتعة والإثارة مع الساحرة المجنونة المستديرة.
المونديال فى بلاد السامبا شكل تانى.. وكما تابعتم معنا خلال فترة ما قبل انطلاق البطولة فإن استعدادات الجماهير كانت تسير جنباً إلى جنب مع استعدادات أصحاب بيزنس مشاهدة كرة القدم.. أيضاً بكل الطبقات والمستويات المادية.
"احجز مكانك" عبارة تنطبق على كل الأماكن، فربما تكن مستعداً بتكاليف الفرجة فى تجمع بدلاً من الفرجة المنزلية المتوفرة أيضاَ، سواء عن طريق الديكودر أو عن طريق الشبكات الشعبية التى تلعب دور الوسيط بين شركة تحتكر المتعة الكروية وشعب لا يمكن للأغلبية المطلقة منه أن تشترى بهذه الأسعار الاحتكارية!.
لكن العادة فى مولد "سيدى المونديال" أن تكتمل متعة المشاهدة فى تجمعات جماهيرية.
البسطاء والطبقة الوسطى حجزوا أماكنهم فى مقاهى.. أو كافيهات "الحى" الذى نطلق عليه جغرافياً كلمة المنطقة.
الأسعارفى مولد سيدى المونديال تناسب كل مستويات الدخل، ففى الأحياء الشعبية وما أكثرها تبدأ "التذكرة" .. أو المكان بـ"5" جنيهات "أنتريه".. أو دخول يصرف معها حجرين صغار جداً "معسل"، ثم تطلب مشروباً فى كل شوط، وبالتالى لن تزيد فاتورة المشاهد علي "10" جنيهات.. وأحيانا إذا كنت من أهل "المنطقة" أو الحى يمكن أن يتم التغاضى عن رسم الدخول فى المباراة التالية شريطة أن تتواصل على الأقل طلب المشروبات 4 طلبات فى المباراة، رسم الدخول لا يتم التغاضى عنه فى كل مباراة.
"كايرو كورة" بوابة "اليوم السابع" الرياضية، كان فى جولة سريعة مع بدء منافسات الدور الأول "المجموعات" فى مناطق منشية ناصر بجوار مقابر "الغفير".. وأيضا فى أحياء شعبية أخرى مثل الأميرية.. وأخرى عشوائية رُفض التصوير فيها مثل مناطق بالجيزة.. وأماكن أخرى حرصاً على طلب أهالينا فيها خلال الجولة لن نذكرها تحديداً.. فى مقهى "دبس" الشهير بأحد هذه المناطق، حيث قال المعلم فارس: أحاول أن أضغط التكاليف حتى لا أرفع الأسعار!، وهو الكلام نفسه الذى أكده زبائن هذه النوعية من المقاهى، بل إنهم هتفوا ونحن نلتقط صوراً بالفيديو: "يا جزيرة، الوصلة هى الحل .. مش ها نغلب .. الأسعار نار محدش معاه 2500 جنيه يشترى الجهاز.. المقهى يكلفنا جنيهات على آد الحال"!.
بعض أصحاب المقاهى أكدو أنهم لا يمكن أن يقبضوا ثمن "الكرسى" وحده.. وبالتالى يطلب من الزبون "ابن الحتة" ثمن المشاريب فقط، وتلك هى الحالة شبه الموحدة فى المناطق الشعبية المصرية.
أما على الجانب الآخر.. فهناك المشاهدة المختلفة لمولد "سيدى المونديال".. حيث كافيهات الـ"خمس نجوم".. سواء فى الفنادق.. أو فى أحياء مصر الجديدة، ومدينة نصر.. والمهندسين والمعادى.. وبعض كافيهات وسط البلد "المكيفة".
الحد الأدنى.. أو "المينممتشارج" يبدأ من 150 جنيها دخول ومعه تطلب فى حدود الرقم.. لكن حجر الشيشة.. أو بمعنى أدق تطلب شيشة من الأنواع الفاخرة.. تفاح .. عنب .. بطيخ .. و فواكه أخرى كثيرة .. أو المعسل المتعارف عليه "سلوم" و"زغلول" .. يحضر لك بها "الشياش".. رجل الشيشة يعنى كما يناديه زبائنه ومعه حجرين بسعر 45 جنيها.
أما إذا طلبت عشاء حسب "المنيو".. فالقائمة تشمل إما لحوم وعجائن "مكرونات" أو سندوتشات حسب الطلب، وفى هذه الحالة سيرتفع الشيك، أو الحساب الخاص بك إلى قرابة 300 إلى 350 حنيها، لاحظ أنها مقابل مباراتى العاشرة مساء والواحدة صباحا.. أو مباراتى السابعة والعاشرة مساء فقط!.
مولد "سيدى المونديال" يجمع كل الطبقات.. لدرجة أن هناك شاشات أيضا فى بعض الأماكن المخصصة للمزيكا.. والتى لا ترقى لأن تكون "مرقص" أو "ديسكو" بالمعنى المعروف وهو ما يطلق عليه "بب" وهو مخصص لأصحاب "الفرجة" مع مزيكا هادئة وأضواء خافتة وربما بدون تعليق!
أما شريحة الأثرياء.. فهناك طريقة أخرى يتعاملون بها مع مولد سيدى المونديال، خاصة مع حرارة الجو المرتفعة!
هذه الشريحة تقيم ليالى مولد "سيدى المونديال" بطريقة مختلفة.. فهناك دعوات للأصدقاء على ظهر يخوت سواء رأسيه أو متحركة.. أغلبها فى الساحل الشمالى والجونة وشرم الشيخ.. وبعضها فى النيل ما بين شيراتون القاهرة ومنطقة ما بعد المعادى.. هؤلاء يمثلون مجموعات من رجال الأعمال وأصدقائهم.. وتصبح السهرة الكروية.. مواكبة لبحث كل الشئون سواء فى العمل، أو فى الأمانى الطيبة لمصر الجديدة .
"مولد سيدى المونديال" سنظل نرصد "الطرق" المصرية للاستمتاع بهذا المولد، الذى جاء فى وقته تماما بالنسبة للمصريين سواء كما ذكرنا لأنه فى وطن الساحرة المجنونة بالبرازيل، أو لدخول مصر حزام الأمان بتولى المشير مقاليد الحكم وبدء تحقيق حلم مصر الجديدة.. ليعوضنا بعض الشىء عن الأخفاق فى الوصول بفريقنا إلى المونديال.
