الخيبة العربية

الأحد، 15 يونيو 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة أخرى يرتكب العرب نفس الخطأ بتركهم العراق فريسة لصراع أمريكى إيرانى، سينتهى حتما إلى تقسيمها وفقا لما سينتهى إليه الحوار والاتفاق بين واشنطن وطهران.

أقول ذلك بمناسبة ما قاله الرئيس الإيرانى حسن روحانى أمس السبت بأن بلاده يمكن أن تفكر فى التعاون مع الولايات المتحدة لإعادة الأمن للعراق إذا واجهت واشنطن «جماعات إرهابية فى العراق وفى أماكن أخرى»، مع تأكيده بأنه «علينا كلنا مواجهة الجماعات الإرهابية قولا وفعلا»، وضمير الجمع فى «علينا» هنا يعود إلى إيران والولايات المتحدة، وهو ما يكشف إلى أى مدى تخطط إيران لتستفيد مما يحدث فى العراق حاليا لتحقق ما تريده، ويتلاقى هذا الهدف مع الرغبة الأمريكية فى أن تنهى الملف العراقى بأى ثمن حتى ولو كان الثمن هو التحالف مع إيران، وهذا التحالف ليس بجديد رغم ما يظهر على السطح من خلافات وعداوة، لكن تحت الترابيزة عقدت صفقات عدة بين البلدين حول العراق وأفغانستان.

يحدث ذلك بينما العرب مازالوا ينظرون إلى أنفسهم دون أن يحددوا ماذا يريدون، وإلى أى جهة ينوون التحرك، غالبية العرب مازالوا فى انتظار التصرف الأمريكى مثلما فعلوا مع الحالة السورية، حينما رهنوا كل مشروعاتهم بالموقف الأمريكى، فانتهى الأمر إلى لا شىء.

لم نسمع من العواصم العربية حتى أمس إلا تصريحات مستهلكة تدور كلها فى فلك الرغبة فى أن تبقى العراق موحدة، ورفض التقسيم، لكن دون أن يكون لديهم خطة واضحة لوقف تقدم الميليشيات المسلحة تجاه بقية المدن العراقية وصولا إلى العاصمة بغداد، حتى حينما أكرم الله عليهم بالتفكير انتهوا إلى الفتات بالدعوة إلى عقد اجتماع اليوم الأحد على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الأزمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة