نسمع كثيرا عن العلماء الذين بهروا العالم باكتشافاتهم ولا زالوا يبهروننا بعبقريتهم وذكائهم، ولذلك تكرمهم الدول لما يقومون به من تحسين لحياة البشر وخدمة الإنسانية، ونراهم فى حفلات التكريم وهم يتسلمون أرفع الجوائز والأوسمة، ولكن متى سمعتم عن عالم يرفض جائزة لتكريمه ويرفض أيضا حضور الحفل المقام على شرفه؟! حسنا لا تندهشوا كثيرا أنه العالم (جريجورى بيرلمان) ولمن لا يعرفه فأنه عالم رياضيات روسى ولد عام 1966، ويعتبر من أهم علماء العصر نظرا لإيجاده حل لفرضية بوانكارية المعقدة، وهى إحدى سبع فرضيات هى الأكثر تعقيدا لم يتسلم بيرلمان حتى الآن غير جائزة واحدة تم ترشيحه لها من جامعة سانت بترسبرج، لتتوالى الجوائز بعدها ففى عام 2006 تم ترشيحه لجائزة فيلدز الشهيرة وهى بمثابة جائزة نوبل فى الرياضيات ليفاجئ الجميع برفضه لهذه الجائزة، لأنها لا تعنى له شيئا، ولأن الشهرة لا تهمه على حد قوله، ولم يكتف بذلك بل ظل يدهش العالم بآرائه وشخصيته الفريدة حين رفض جائزة مرموقة قدرها مليون دولار وذلك، لأن اللجنة المشرفة على الجائزة لم تكن محايدة وكانت متحيزة له وذلك لإعطائه الجائزة كلها وليست مناصفة مع عالم آخر كان قدم البداية لحل هذه الفرضية، وإلى هنا تنتهى قصة هذا العالم الذى أثار الإعجاب والدهشة معا بمبادئه وآرائه ليبقى التساؤل: أين ذهب الشغف العلمى فى بلادنا؟ ولماذا يتعامل طلابنا فى المدارس والجامعات مع العلم والتعلم على انه شىء كريه لابد منه وليسوا محبين له وهذا على الرغم من وصايا ديننا على العلم وأهميته ؟ والإجابة تكمن فى جملة واحدة وهى: فشل نظام التعليم فى مصر على جميع المستويات.
فإذا كنا نريد التنمية الحقيقية يجب أن نرتقى بمنظومة التعليم أولا لكى ننشئ جيلا يقدر قيمة العلم ويحترمه ونصبح فى النهاية من الأمم الراقية بأخلاقها وبحضارتها.
منى علاء الدين محمود تكتب: التعليم ثم التعليم شرط للتقدم المنشود
السبت، 14 يونيو 2014 02:07 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة