قلق أمريكى من سعى القاعدة لإعادة تنظيم صفوفها فى أفغانستان

السبت، 14 يونيو 2014 11:57 ص
قلق أمريكى من سعى القاعدة لإعادة تنظيم صفوفها فى أفغانستان تنظيم القاعدة ـ صورة أرشيفية
واشنطن(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقوم العنصر الارهابى الخطر فاروق القحطانى القطرى زعيم تنظيم القاعدة فى أفغانستان بجهود كبيرة الآن لتمهيد الأرض لإحياء تنظيمه الذى أنهكته الحرب وبث الروح فيه من جديد فور انسحاب الولايات المتحدة والقوات الدولية من أفغانستان اواخر العام الجارى، لا سيما فى حالة عدم توقيع الحكومة الأفغانية لاتفاق أمنى معهما .

وكانت التقديرات الأمنية الأمريكية تتوقع فيما مضى أن تقلل واشنطن تدريجيا عمليات مكافحة الإرهاب ومن بينها مثلا غارات طائرات الاستطلاع بدون طيار بعد تدمير شبكة القاعدة تاركين للقوات النظامية فى أفغانستان وباكستان مهمة تحييد الفلول ، بيد أن القاعدة لم يتم إضعافها بالقدر الكافى حتى الآن وأعلن مسئولون أمريكيون أن القوات الأفغانية غير المدربة ليست جاهزة لانجاز المهمة بمفردها. .

ويعكف فاروق القحطانى القطرى على تعزيز علاقاته محليا وجلب مجاهدين ذوى خبرة لتدريب جيل جديد من المقاتلين فى صفوف القاعدة ، ويشير مسئولون أمريكيون فى القوات المسلحة والمخابرات إلى أن واشنطن قامت بتكثيف الضربات الصاروخية للطائرات بدون طيار والمقاتلات ضد القحطانى القطرى وأتباعه فى الإقليميين الجبليين الشرقيين كونار ونوريستان بأفغانستان على أمل منع القطرى من إعادة بناء معسكرات التدريب الواسعة التى جذبت ذات يوم مئات الإتباع قبل بدء الحرب بقيادة الولايات المتحدة ضد القاعدة فى أفغانستان .

وتشير تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن أفغانستان سوف تتفتت بسبب الصراعات العرقية بعد انسحاب الأمريكيين لتبقى الحكومة المركزية مسيطرة على كابول وعدد من المدن الرئيسية ، وتود الإدارة الأمريكية الإبقاء على 10 آلاف جندى أمريكى فى أفغانستان بعد انتهاء العمليات القتالية فى ٣١ ديسمبر القادم لمواصلة تدريب القوات الأفغانية وتنفيذ مهام لمكافحة الإرهاب ، غير أنه بدون اتفاق يسمح للقوات الدولية بالبقاء فى أفغانستان سيقوم الرئيس الأمريكى أوباما بسحب كامل قواته من أفغانستان وسيحذو حلف شمالى الأطلنطى حذوه وهو الخيار صفر الذى يقول عنه الخبراء إنه غير مستبعد وقال بعضهم إنه فى أعقاب محادثة تليفونية أجراها الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع الرئيس الأفغانى حامد قرضاى مطلع الشهر الجارى أمر أوباما البنتاجون ببدء التخطيط للخيار صفر .

ويؤكد المسئولون العسكريون فى الإدارة الأمريكية انه إذا تعذر عليهم مواصلة غارات طائرات الاستطلاع بدون طيار والمقاتلات انطلاقا من احدى القواعد الجوية فى أفغانستان ولتكن باجرام فى الشمال أو جلال آباد فى الشرق سيصبح بوسع القحطانى ورجاله شن هجمات جديدة على أهداف أمريكية ، وإن كان الخبراء لا يعتبرونه احد اخطر قادة القاعدة .

ويحذر مسئولون أمريكيون من أن الحرب ضد الإرهاب يمكن أن تفشل بسبب انسحاب كامل القوات الامريكية والدولية من أفغانستان ، وصرح مايك روجرز( الجمهورى من ولاية ميتشيجان ) رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب الامريكى بان عدد أعضاء القاعدة فى أفغانستان زاد لكنه لم يصل الى المئات مثلما كان الحال فى الماضى حين قامت الولايات المتحدة بإحصائهم ، وأضاف : " اعتقد أن معظمهم ينتظر انسحاب كامل القوات الأمريكية بحلول نهاية عام ٢٠١٤ لكى يعاودوا ظهورهم ".

من جانبه .. يقول سيث جونس من مؤسسة راند كوربوريشن ومقرها واشنطن إن " هناك تدفقا لجماعات جهادية - ليست كبيرة العدد الآن فى أفغانستان ، وذكر جونس – الذى عمل لفترة لحساب قيادة العمليات الخاصة الأمريكية فى أفغانستان - أن اخطر هذه الجماعات هى القاعدة و طالبان باكستان وعسكر طيبة التى نفذت اعتداءات مومباى الإرهابية عام ٢٠٠٨ وحركة الجهاد الاسلامى ذات الصلات الوثيقة بالقاعدة ، وقال " إن رحيل القوات الأمريكية عن أفغانستان سيزيد هذه الجماعات قوة وسيؤثر سلبا على الأمن القومى الأمريكى .

وأفادت تقارير متابعة القحطانى من جانب الاستخبارات الأمريكية بأنه مازال حيا يرزق حتى الآن متبعا بعض قواعد الإخفاء والتضليل التى ساعدت بن لادن على تجنب الوقوع فى الأسر لسنوات طويلة ، فهو لا يستخدم الهاتف النقال أو اللاسلكى للإفلات من الأقمار الاصطناعيه للتجسس ورادارات الطائرات ويستعين بدلا من ذلك بالرسل أو الاجتماعات وجها لوجه ويظل فى حالة تنقل دائم من مكان لآخر، وعندما يرحل إلى مناطق كثيفة السكان يبقى وسط الأطفال والنساء لأنه يعلم أن واشنطن لن تضربهم بالطائرات .
ويقول خبراء الأمن فى سى أى إيه أن أفراد القبائل لا يساعدون الجهد الأمريكى وينطبق نفس القول على الأراضى الجبلية القاحلة حيث يمكن رصد الغزاة من على بعد اميال ، وصرح احد المسئولين الأمريكيين بانه عند " قدوم الطائرات الهليكوبتر يمكن سماع صفارات تنطلق من القرى ويتردد صداها فى الوديان لكى يبحث المقاتلون عن مخبـأ " ويؤكد المسئولون الأمريكيون أن القوات الخاصة الأمريكية لم تتخل أبدا عن اعتقال القحطانى القطرى واستبدلت غارات الهليكوبتر الخطيرة والعقيمة بضربات جوية عن طريق طائرات الاستطلاع بدون طيار والمقاتلات بمعدل من ثلاث الى خمس غارات أسبوعيا ، ويعتقدون إنهم لم يقتربوا ابدا من اعتقاله .

ومؤخرا ادلت كاتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى بتصريح إلى وكالة أنباء اسوشيتد برس جاء فيه أنه " مع تزايد إمكانية الانسحاب العسكرى الكامل من أفغانستان " فان الإدارة الأمريكية " تقوم باستعراض منهجى للتأثير السلبى الذى يمكن أن تتعرض له أى من القدرات الأمريكية ووضع استراتيجيات للحد من العواقب " ، وتضيف أن " الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة لمحاربة الإرهاب وحماية مصالحها ".

على الجانب الآخر يرى بعض المسئولين الأمريكيين أن القاعدة فى أفغانستان لم تعد تشكل تهديدا مثلما كان الحال عند بداية الحرب ويقدر عدد رجالها ببضعة مئات مضطرين للاختباء فى المناطق النائية من أفغانستان ، ويؤكد بعضهم أن القحطانى القطرى غير ذى قيمة تقريبا مقارنة بتنظيم القاعدة الأكبر الذى صار معزولا للغاية ومضطرا للاعتماد على طالبان لتزويده بالمال والسلاح بعكس ما كان حالى القاعدة عليه فى السابق ، لكن أصحاب هذا الاعتقاد لا يخفون قلقهم بدرجة اكبر من تواجد مقاتلين تابعين للقاعدة فى خضم الحرب الاهليه الدائرة الآن فى سوريا.

ويرى دوجلاس اوليفانت المستشار العسكرى الأمريكى السابق فى شرقى أفغانستان انه :" من الصعب حقا الوصول إلى نيويورك انطلاقا من كونار أو نوريستان الجنوبية " حيث يتمركز القحطانى ." نحن لا نريد أن يظل رجاله متمركزين هناك لان القوات الافغانيه ليست قادرة على الوصول إلى هذين المكانين ومحاربتهم لكنها قادرة على احتوائهم ، بينما يعتبر خبراء آخرون أن القحطانى وأمثاله هم سبب رئيسى للعمل على الإبقاء على الحد الأدنى من القوات الأمريكية والدولية فى أفغانستان .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة