ليكن لك دورًا وهدفًا فى الحياة، فأنت لم تأت عبثًا ولم تأت لملء فراغ بعينه أو تسد العجز فى شىء ما، أو لتكون ظلاً لشخص آخر، فأنت أيضًا لم تأت لتكون نسخة بالكربون من شخص آخر.
جئت للحياة لأن لك دورًا عظيمًا، حاول أن تبحث عنه وتجده، فكل من حولك مختلف وإن تشابه معك فى شىء، فالآخر يفكر بطريقة مختلفة وله هدف مختلف وله أسلوب مختلف وفى نفس الوقت كلنا نتأثر بمن حولنا، لأننا فى كون واحد، نحن مترابطون كوننا جزءًا من عالم واحد وإن كنا نبدو متفرقين نتيجة أشياء عديدة، ولكن فى النهاية أنت الوحيد المسئول عن قراراتك وما يخص حياتك.
فالإنسان بدون هدف تجده يسير بلا خطة ولا رؤية واضحة، لذلك أنت محرك ذاتك بما تفكر فيه، فكل منا لا يولد على شاكلة بعينها، عبقرى أو غبى أو غنى أو فقير، ولكن الناجحين يفعلون كل ما يقدرون عليه وكل ما بوسعهم لتحقيق أهدافهم، فأنت كذلك ما يجعلك سعيدًا أو تعيسًا هو ما تفكر فيه، فالبعض يحاول تغيير حالته للأفضل، والبعض يسعى إلى فعل أشياء تعرقل حياته وأمور تزعجه نتيجة أنه يفكر بطريقة خاطئة فتبدو حياته تعيسة.
حتى عواطفك ومشاعرك شىء يخضع لك، ومن السهل التحكم فيها وتغيير الحالة المزاجية لك فى أى وقت تشاء، مع أن هذا شىء صعب جدًا، لأن كثيرا ما تتغلب علينا عواطفنا فى أمور كثيرة وقد تفسد الكثير من العلاقات، ولكن أنت قادر بالمجاهدة والتدريب من أن تجعل عواطفك تحت السيطرة الكاملة، فلو تصرفت كشخص متشائم وانهزامى سوف تجد كل شىء يسير بهذا الشكل والمنطق، وكذلك من السهل أن تحفز نفسك لو فكرت بطريقة إيجابية.
لابد أن تعرف ما تريد وتضع له استراتيجية واضحة ومحددة، فالإنسان الناجح لا يعيش ناجح تلو الآخر بسهولة, وإنما يتعرض لأزمات وصدمات متلاحقة أحياناً، ولكنه يميل إلى البحث عن طرق وأساليب تضىء له الطريق ويتغلب على عثراته، بل تجده قد يتعرض لخسارة فادحة فى أى وقت، بل وقد يعلن إفلاسه، نتيجة أشياء خارجة عن إرادته كالحروب والأزمات الاقتصادية وتجده يحاول أن يبدأ من جديد، هذا هو الفرق المحاولة وعدم اليأس واليقين بالله هو من يفتح لك أبواب الخير والنجاح والسعادة، وعلى العكس تجد الإنسان الهش يبحث عن أسباب وهمية تزيده كآبة وهم وحزن.
كلنا معرضون لنفس الأزمات ونعيش تجارب حياتية قد تكون متشابهة، بل ومتماثلة، ولكن طريقة تفكيرنا هى من تتحكم فى كل خطوة نخطوها، والحياة تعشق من يريدون اكتشافها، وتنجذب لهم، وتستجيب لهم قوى الطبيعة بأمر الله، فكن واثق بما تفكر وحاول دائماً أن تكون شيئاً عظيماً.
فليس من الضرورى أن تكون فائزًا أو ناجحًا فى كل مرة، فإخفاقك قد يكون سبب اكتشاف أشياء عظيمة لك، سوف تكتشفها فى محاولاتك التالية، وفى معرفة ودراسة أسباب ذلك الإخفاق، وضع فى اعتبارك أن أهدافك يجب أن تكون منسجمة مع بعضها البعض وأخلق بينها حالة من التناغم، لكى تسير فى اتجاه واحد، فلو تضاربت أهدافك فإن حياتك لن تسير على ما يرام.
لابد من تناسق أهدافك كى تؤدى إلى استنتاجات ايجابية، تؤدى فى النهاية إلى تحقيق أحلامك.
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة