وأضاف المعلمون لـ"اليوم السابع"، أن المياه المتوفرة بالمدارس لا تصلح للشرب أو الطعام، الأمر الذى دفعهم إلى انتظار عامل التروسيكل المتجول الذى يبيع لهم "جركن" المياه بجنيه واحد، لافتين أن كل خمسة أفراد منهم يحتاجون إلى جيركنين يوميا، بحجم 20 لترا، لأغراض الشرب والطعام فقط، موضحين أنهم فى حال عدم مرور العامل بالمياه لا يجدون وسيلة إلا تأجير بعض السيارات للحصول على مياه للشرب من أقرب "ماسورة" من مسكنهم متواجدة بأحد الشوارع بمنطقة "الغراب".
وأعرب المعلمون عن غضبهم حيال إهمال المسئولين بالإدارة التعليمية، وعدم إجراء مديرها لأية زيارات لمتابعة مشاكلهم منذ وصولهم للمحافظة مع بداية الامتحانات، لافتين أن الاستراحات خالية من أى عناصر لتأمين المقمين بها، وأشاروا أنهم قلقون حيال تعرض بعضهم إلى التعدى من قبل الأهالى، خاصة عقب علمهم بتعرض زملائهم إلى مضايقات من قبل الأهالى بمحافظة سوهاج، مُطالبين بوجود تأمينات لهم، ومتابعة دورية.
وفى سياق مُتصل، طالب عبد الناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، بتوفير تأمين مناسب للمعلمين خلال تأدية أعمالهم داخل اللجان، خاصة عقب تعرض الكثير منهم للتهديد للسماح للطلاب بالغش خلال السنوات الماضية، واصفا الأجواء وظروف العمل بالسيئة التى تعجز كل القوات المتواجدة أمام بوابات المدارس والتى تؤمن ورقة الامتحان أن تؤمن المعلم خارج اللجان إن لم يكن داخلها أحياناً.
وأضاف: "وبالتالى يشعر المعلم بأنه لا حول له ولا قوة فى مواجهة أعمال العنف والغش داخل هذه اللجان، مما يجعل حياتهم مهددة طوال فترة الامتحانات"، مشيرا إلى أن حياة المعلم مسئولية وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم، لأن هذا يساعده على القيام بواجبه ومن ثم ضمان تكافؤ الفرص بين جميع طلاب الثانوية العامة.
وتابع إسماعيل: "يضاف إلى هذا إصرار وزارة التربية والتعليم على شحن المعلمين للمراقبة خارج محافظاتهم، وهو ما ينتج عنه وفاة العديد من المعلمين على الطرق السريعة، وهم فى طريقهم للجان الامتحانات، ناهيك عن الاستراحات التى غالباً ما تكون دون الحد الأدنى لإقامة المعلمين، وهو ما ينتقص من كرامة المعلم بعد أن تنتقص العملية الامتحانية برمتها من حياته".
من جانبه، أكد محمد محمود وكيل أول نقابة المهن التعليمية، لـ"اليوم السابع"، أن غرفة العمليات المركزية الخاصة بمتابعة امتحانات الثانوية العامة، تتسلم بشكل يومى شكاوى من قبل المعلمين المشاركين بأعمال المراقبة باللجان، من معظم المحافظات والتى تؤكد سوء حالة الاستراحات، ووصفها المعلمون بغير الآدمية، حيث إنها فى الغالب عبارة عن غرفتين متهالكتين الأثاث ولا تكفى لجميع المعلمين مما يجعل الكثير منهم يفترشون الأرض إلى جانب أن معظمها لا يوجد به مراوح أو ثلاجات فى ظل درجات الحرارة المرتفعة خاصة فى محافظات الصعيد.
وأشار محمود، إلى أن المعلمين عبروا عن ضيقهم من انتشار الناموس والحشرات بالفصول المخصصة للمبيت لعدم اهتمام المحافظة أو المديرية برش الاستراحات قبل بدء الامتحانات أو توفير أى طرق خاص للقضاء على "الناموس" الذى ينتشر بكل الاستراحات مع بداية ساعات الليل وهو ما يعرض المعلمين للأمراض خاصة كبار السن منهم.
وأضاف وكيل أول نقابة المهن التعليمية، لليوم السابع، أنهم تلقوا شكاوى مريرة من سوء حالة دورات المياه التى لا تصلح للاستخدام الآدمى وتؤرق إقامة المعلمين بشكل كبير إلى جانب انقطاع الماء عنها بشكل مستمر وهو ما يجعل مراقبة الامتحانات أشبه بالتعذيب للمعلم.

