الصحف الأمريكية :المستقبل القريب يحمل ما لا يحمد عقباه للعراق

السبت، 14 يونيو 2014 11:08 ص
الصحف الأمريكية :المستقبل القريب يحمل ما لا يحمد عقباه للعراق جانب من أحداث العراق ـ صورة أرشيفية
واشنطن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم السبت بالمستجدات على الساحة العراقية؛ حيث رأت أن المستقبل القريب ربما يحمل للعراق ما لا يحمد عقباه ويُنبىء بحرب طائفية شاملة سواء تدخلت الولايات المتحدة هناك أو لم تتدخل.

فمن جانبها، رجحت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن يتمخض أى تدخل عسكرى أمريكى فى العراق لإيقاف تقدم مقاتلى تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق وبلاد الشام، أو ما يعرف اختصارا باسم "داعش" عن حرب طائفية شاملة، لا سيما إن تم تفسير هذا التدخل بمحاولة أمريكية لإبقاء حكومة رئيس الوزراء نورى المالكى، المؤلفة من أغلبية شيعية، فى السلطة بدون أى تنازلات لتضميد جراح الأقلية السنية فى العراق.

ورأت الصحيفة –فى تقرير لها بثته على موقعها الألكترونى اليوم - أن فشل التدخل فى العراق ربما يؤدى إلى ذات النتيجة فى حال قامت الأغلبية الشيعية بتنشيط الميليشيات الراديكالية الخاصة بها وهبت لحماية الحكومة.

ونسبت الصحيفة إلى مسئول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية قوله:" إن ما يحدث بالعراق ينذر بإشعال حريق طائفي"، مشيرة إلى إلى استبعاد واشنطن لاحتمال إرسال قوات برية إلى العراق وتلميحها بإمكانية القيام بضربة جوية لإلحاق الخسائر بتنظيم "داعش".

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان محاولات الإدارة الأمريكية، طيلة السنوات الماضية، للضغط على المالكى وغيره من القادة السياسيين لاستيعاب مصالح السنة والأكراد و الأقليات الأخرى، ولكن دون جدوى، بل على العكس تعمقت الانقسامات الطائفية فى العراق لا سيما مع قيام المالكى وحلفائه بالسيطرة على نصيب أكبر من الحكومة المركزية وتأجيل كافة مبادرات اقتسام السلطة.

ولفتت إلى ترحيب العديد من المواطنين السنة فى مدينة الموصل، التى فرضت داعش سيطرتها بالكامل عليها قبل أيام، بقدوم مقاتلى داعش، خاصة عقب فرار قوات الأمن والجيش من هناك.

بدروها، وصفت صحيفة (يو اس ايه توداي) الأمريكية ما يجرى بالعراق بأنه "اسوأ كابوس لواشنطن"، وقالت:" إن بغداد أُغرقت فى آتون فوضى عارمة عقب ثلاثة أعوام من رحيل القوات الأمريكية من هناك، لتقع البلاد فى قبضة الميليشيات الإسلامية التى تسعى للزحف صوب العاصمة وتقف على شفا حرب أهلية".
وقدمت الصحيفة –فى تقريرها الذى نشر على موقعها الألكتروني- إجابات لخمسة أسئلة طرحتها فى محاولة منها لتفسير حقيقة ما يجرى فى العراق؛ أولها عن كيفية تطور الأمور إلى ما وصلت عليه اليوم؟!، فقالت إن الحكومة الشيعية للمالكى لم تفعل شيئا حيال التنسيق وإبرام التسوية مع الأقليات العرقية والدينية فى العراق، لا سيما السنة.

ونقلت الصحيفة عن بيتر منصور، وهو جندى متقاعد، قوله:"إن نورى المالكى أقام حكومة استبداية ونظاما طائفيا حتى فقد ثقة الأطياف الأخرى التى تُشكل الدولة العراقية"، وأوضحت أن الجيش العراقى، الذى كان يوما رمزا للقوة الوطنية، بات يُرى كمجرد ميليشيا مخصصة لحماية النظام، وليس الشعب، خاصة بعد أن أنهار أمام تهديد المتمردين، مشيرة إلى أن المالكى قام بتعيين المقربين منه فى مناصب قيادية داخل القوات المسلحة وتقويض الكفاءة المهنية للعسكريين، عقب رحيل القوات الأمريكية.
ثانيا، تساءلت الصحيفة عن إمكانية تجنب المزيد من الفوضى فى العراق، وقالت:" إن بعض الأصوات المعارضة داخل واشنطن رأت أن ترك بعض القوات الأمريكية هناك عقب الرحيل فى عام 2011 كان من شأنه أن يسهم فى تقوية عزم القوات العراقية ومراقبة سلوك المالكى.

من جانبه، قال رئيس مجلس النواب الأمريكى، جون بوينر، إن فشل إدارة أوباما فى التوصل إلى اتفاق مع المالكى حول الاحتفاظ بقوات أمريكية فى العراق يمضى فى أحداث تداعياته الخطيرة على العراق ومصالح الولايات المتحدة فى المنطقة.

وثالثا، تساءلت الصحيفة الأمريكية عن هوية المتمردين، واختصت بالذكر تنظيم "داعش" وكيفية تكوينه عقب الغزو الأمريكى حتى أصبح تنظيما يحارب القوات الأمريكية وحلفاءها العراقيين، حتى تطور تكوينه ليصبح متصلا بتنظيم القاعدة، ثم وسعت هذه الجماعات الإسلامية من نطاق عملياتها إلى سوريا حيث تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد.

وحول ما يمكن أن يقدمه العراق المستقر إلى المصالح الأمريكية، أجابت الصحيفة على سؤالها الرابع فى هذا الصدد بذكر أن العراق يعد بلدا كبيرا منتجا للنفط ويتشارك الحدود مع سوريا وإيران، فيما تحتفظ الولايات المتحدة ببعثة دبلوماسية كبيرة فى هذا البلد فى وقت نجح فيه العراق فى جذب كم لا بأس به من الاستثمارات الأجنبية، وقالت:" إن انتشار الفوضى فى العراق سوف يؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية ويسهم فى انتشار موجة عدم الاستقرار فى المنطقة برمتها".

واختتمت (يو اس ايه توداى) تقريرها بالتساؤل عما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لمساعدة العراق، وقالت:" إن تلميح الإدارة الأمريكية بشن ضربات جوية ضد المتمردين يحمل العديد من المخاطر فى طياته، فلو لجأ هؤلاء المتمردون إلى أن يندسوا وسط المدنيين فستؤدى هذه الضربات إلى حصد أرواح أبرياء، ودعت إلى إرسال فرق أمريكية إلى العراق للمساعدة فى توجيه هذه الضربات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة