نقلا عن العدد اليومى:
-الأهالى: عصابات المتسللين تنهب مصر.. والحكومة "محلك سر"
-السودانيون يعتمدون على أجهزة حديثة تسمى "فيشر جولد بيج" لها ذراع منحنية تثبت على يد العامل وفيها شاشة تظهر نسب المعادن بباطن الأرض
-مواطنون: إحنا مش "عصابات" "عايزين تعيين فى منجم السكرى ياريس"
-"المطحونون" يطاردون الثراء بين الصخور.. ويعودون بالملاريا
بامتداد جبال أسوان، وساحل البحر الأحمر، ووسط شمس حارقة، لم تفَرِّق بين مصرى يعيش تحت حرارتها، وسودانى جاء إليها بطرق غير شرعية، اجتمع الآلاف بحثا عن الذهب، الذى يمثل لهم قيمة كبيرة، من أجله يتعرض السودانيون للموت، ويعرضون غيرهم من المصريين للإصابة بأمراض خطيرة على رأسها الملاريا.
البحث لا يتوقف بين الصخر والرمل، رجال وأطفال يقضون وقتهم كله من أجل العثور على قطعة ولو صغيرة من المعدن النفيس، لا أجهزة أو إمكانيات ضخمة أو جهود مُنَظَمة تُستَغل فى جمعه، لا أدوية تقيهم أمراضا اشتهر بنقلها السودانيون على رأسها الملاريا، فقط كثير من الخبرة وقليل من الأجهزة إلى جانب «أجنة وشاكوش» تكفى لحل لغز التنقيب عن الذهب، والذى بسببه يسلك أبناء السودان طرقا وعرة، يغيب فيها التواجد الأمنى غيابا تاما للوصول إلى جبال الذهب والآثار.
فى مخاطرة عاشتها «اليوم السابع» مع أباطرة الباحثين عن الذهب والبسطاء منهم.. أبناء السودان الواردون إلى جبال مصر لمشاركة أهل بلادها فى الذهب والعناء، بطول جبال أسوان وصولا للبحر الأحمر، وهى المنطقة التى جالت بها سيارة «اليوم السابع» عبر الجبال والمدقات غير الممهدة لتكتشف خلالها حجم الآثار المنهوبة والمهملة، والثروة الذهبية المهدرة، وكيف يعيش المرضى السودانيون الحاملون لمرض الملاريا مع المصريين الذين تمثل لهم تلك الجبال قيمة اجتماعية واقتصادية كبيرة، فمنها يقتاتون رزقهم ذهبا ويذهبون به إلى أسواق المدينة يبيعون منه ويبتاعون.
المهاجرون غير الشرعيين يأخذون الذهب ويتركون «الأقراص»
من أين أتت الملاريا؟ ولماذا محافظة أسوان تحديدا، خاصة أن مستنقعاتها ما هى إلا وسائل تساعد أنثى بعوض الأنوفيلس على التكاثر لا السبب الرئيسى فى المرض؟
سؤال جال بأذهاننا أثناء التواجد بالمحافظة، ليحسم الأهالى الأمر بقولهم أو بالأحرى استغاثتهم «من المتسللين من السودان اللى جايين يبحثوا عن الذهب بيعدونا ويسرقوا دهب مصر لبلادهم».
معلومة خطيرة وجب التقصى عنها، وتطلب هذا الذهاب إلى كبار قرية «العدوة» التابعين للشيخ «عبدالسلام» - الرجل الأشهر على حسب وصف العامة. رفض تام قابل طلب الذهاب إلى الصحراء الشرقية لمعايشة السودانيين والمصريين المنقبين، والسبب المباشر فى نقل العدوى أيضا، ليس فقط خوفا من الإصابة، ولكن للمخاطرة الشديدة التى يقتضيها السير وسط صحراء مئات الكيلو مترات، دون دليل أو تواجد أمنى، مليئة بعصابات التنقيب عن الآثار، والأسر الباحثة عن الذهب، وأغراب قادهم حلم الثراء إلى هناك. جلسة عرفية استمرت ساعات، أجواء مشحونة بحمية الشباب وخوفهم علينا، وحكمة الشيوخ فى مواجهة إصرارنا على الذهاب، ليُحسم الأمر فى النهاية بالموافقة شريطة مرافقة رجلين وسيارة يعلم سكان الصحراء لمن تتبع.
فى تمام الخامسة صباحا تحركت السيارة من «إدفو» إلى الصحراء الشرقية، قاطعة مئات الكيلو مترات على الطريق السريع، التقت خلالها بثلاثة أكمنة للشرطة، متخطية آخر حدود «أسوان» لتكمل مسيرتها بمحافظة «البحر الأحمر»، إلى أن حدث ما لم يكن بالخطة التى أخبرانى بها مرافقى، فكما نشاهد فى أفلام «الأكشن» حادت السيارة عن الطريق السريع شمالا مسرعة فى خفة بين جبال شاهقة، متخذة من «مدق» - طريق جبلى غير ممهد - طريقا لها.
على سرعة 20 كيلو مترا خاضت السيارة معركتها مع الصخور المنثورة بطول المدق، وعلى غير المتوقع كانت المفاجأة، وقوف سيارة نصف نقل بعرض الطريق، جفت الدماء بعروقنا للظن بأنهم قطاع طرق، ليتضح الأمر بعدها ويخبرونا أنهم دليل الرحلة إلى أعماق الصحراء حيث التنقيب.
حقيقة تهريب 300 كيلو جرام من «الذهب المصرى» إلى السودان
بين الوديان والجبال الوعرة والصحارى، استمرت السيارتان فى المسير لنصادف على شمال المدق ويمينه بمعدات ضخمة - تختلف عن المعدات التى يستخدمها المُنقّبون المصريون - ورجال بزى سودانى متوسطى القامة، تبدو على وجوههم علامات الاستغراب والاستهجان معا، لمجرد رؤية المجموعة.
كيف يعيشون ولماذا يُتركون هكذا دون ملاحقة أمنية، وإلى أين تذهب الكنوز المستخرجة من باطن الأرض يوميا..؟ أفكار متواترة يقطعها «ش» مرافقنا قائلا «مرحبا بكِ أنتِ الآن فى أغنى بقاع الأرض وأفقر شعوبها الباحثين عن الثراء بين ثنايا الضخور». على بُعد بضعة أمتار يقف الدليل «ش» مع السودانيين «لإقناعهم بالحديث، إلا أن الرفض القاطع كان ردهم على كلامه»، فيما لخص شاب معنا الأمر قائلا: «يرفضون الحديث مع الإعلام لأنهم أتوا بطريقة غير شرعية عبر الجبال الوعرة من حلايب وشلاتين، الخالية من الأمن، ويخافون الإعلان عن هويتهم». وأضاف: يختلف السودانيون فى تنقيبهم عن المصريين، من حيث الأدوات والطرق التى يسلكونها، حيث يعتمدون على أجهزة حديثة تسمى «فيشر جولد بيج» وهو جهاز ذو تقنية عالية عبارة عن ذراع طويلة تبدأ بانحناء تثبت عليه يد العامل، يليها شاشة يكتب بها أرقام نسب المعادن التى يجدها الجهاز، فما فوق الـ50 يكون حديدا ومعادن أخرى، بينما يسجل الذهب دون هذه الأرقام، فيما تنتهى الذراع بدائرة حديدية مفرغة توضع على الأرض.
سيارات كثيرة و«لودر» وخيام، نثرت هنا وهناك على جوانب بناء مربع أشبه ما يكون بمنزل له ساحة كبيرة، أدوات وأجهزة تبين حجم المكاسب التى يجنونها، والتى مكنتهم من إحضار هذه المعدات وتلك الأعداد من العمال.
شائعات تداولها العمال عن الـ 300 كيلو جرام من الذهب التى وردها السودانيون إلى بلادهم عن طريق المدقات، وكميات أخرى باعوها لتجار بلادهم مقابل أموال مزورة.. إشاعة يرويها بفرحة كعقاب لهم على أخذهم ما ليس لهم.
وعن عدوى الملاريا التى أصابت أكثر من خمسة عشر فردا من أبناء قريته، قال «هـ. خ» أحد المخالطين للسودانيين فى التنقيب «بما أن الهجرة غير شرعية فلا يخضعون لفحوصات تمنع المصابين منهم، فيأتون محملين بالفيروسات، التى تكيفت أجسادهم معها فأصبحوا لا تمرضهم مثلما تفعل مع المصريين، وهذا ما أدى إلى حدوث إصابات الأسبوع الماضى بقرية العدوة، لأن معظم سكانها من الباحثين عن الذهب».
يأخذنا الدليل فى جولة حول المكان ويشير بيده إلى مدق بين الجبال أخطر من الذى سلكناه، قائلا: «ذاك الطريق الذى يأتون منه غير ممهد وغير آمن، لكنه بلا حراسة حكومية يخشون منها، موضحا «لأنهم يأتون بطرق غير شرعية فإنهم يسارعون فى التخلص من أوراقهم الرسمية وكل ما يدل على هويتهم، بل إنهم يفعلون ما هو أكبر من ذلك وهو محاولة الزواج من مصريات لتوطيد العلاقة، ولإزالة أى خطورة تتعلق بعملية التنقيب.
الأهالى: نعمل شهراً كاملاً من أجل جرامات قليلة
الأمر برمته مختلف عما تثيره وسائل الإعلام، فمن يتم تصويرهم على أنهم لصوص ينقبون عن الذهب ويسرقون منه أطنانا هى ملك للدولة، ما هم إلا أسر مصرية أضناها الفقر فخرجت تصارع الصخور لكسب قوت يومها بجرامات معدودة، قد يستمر البحث عنها أسابيع عدة، وكثيرا ما يرجعون دون ذهب وبين عروقهم تسكن «الملاريا».
أحد عشر رجلا وطفلان، عايشتهم «اليوم السابع» لكل منهم أسرة يكفلها، حلم حياته العمل بمنجم «السكرى» الكائن فى محافظته بدلا من آخرين يأتون من محافظات بعيدة.
«أجنة وشاكوش»، وسيارة نصف، وخيمة مهترئة و«حصيرة» هى كل ما يستعد به هؤلاء لجمع حبيبات الذهب من بين الصخور، جالسناهم أثناء التنقيب، وعن عملية استكشاف الذهب قال كبيرهم «الشاذلى»: تتم بنوعين وهو ما يسمى بعرق «المرو» المرئى بالعين المجردة أو عن طريق الأجهزة، أو الذهب المخلوط بالكوارتز ويعد التنقيب عن الذهب مصدر رزقنا الوحيد، وبسببه لا توجد بطالة فى قرانا «مش أفضل ما نسرق وإلا نقعد جنب الحريم «إن الحفر بناء على الأماكن التى تبحث عنها». ويشرح الشاذلى طريقتهم فى التقصى عن أماكن الذهب فيقول «نختار مكانا قريبا من الأماكن التى تعمل فيها الشركات لاحتمال وجود الذهب بنسبة أكبر، وربما حفرنا أسبوعا أو شهرا دون أن نجد شيئا وكله رزق ربنا».
وعن أكبر كمية عثروا عليها قال «كانت 440 جراما منذ عام تقريبا، وما عدا ذلك لا نجد إلا جرامات قليلة طيلة أيام، وبتلقائية يخرج من جعبته كيسا بلاستيكيا عقده مرات عدة، ليضع أمامنا حبيبات صخرية بحجم الحمصة، مرددا قولوا «بسم الله» وبعد أن يقول الجميع بشغف «بسم الله» يواصل: دا بقى الدهب بس مخلوط بالحجارة، والصافى منه يعمل 15 جراما، هى مجهود 15 يوما سيتم توزيعها علينا جميعا بعد خصم إيجار السيارة والطعام والشراب وخلافه.
وعن كيفية استخراج الذهب من الحجارة أوضح الشاذلى: غالبا ما تتم فى القرية، بوضعها فى ماكينة كبيرة - صورناها فيما بعد -عبارة عن قمع بشكل مثلث مقلوب توضع فيه الحجارة المختلطة بالذهب، وتخرج من أسفله بودرة ناعمة توضع فى ماء مختلط بالزئبق لعزل الذهب وفى النهاية نجمع حبيبات الذهب ونبيعها للصاغة بسعر الجرام العادى.
المطالبة بزيادة عدد قوات حرس الحدود لتأمين البلاد
«الناس بيخوفونا منك بس أملنا فيك كبير، إحنا انتخبناك وعايزينك تعينا فى منجم السكرى» بتلك الكلمات بدأ «عابد. هـ» أحد الباحثين عن الذهب، حاملا آمالا عريضة بسرعة استجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمطالبهم وأولها سرعة تعيينهم فى منجم السكرى، أو تقنين أوضاعهم، حتى يتسنى لهم البحث بأمان.
ويتابع عابد «الإخوان والناس جميعا تخوفنا على قوت يومنا، ولكننا نحتاج وظائف، أنا مثلا معايا زوجتى وخمسة أولاد أكبرهم عمره 8 سنوات، وأبوى وأمى، وبفحت فى الصخر، إحنا خايفين جدا جدا، لكن واثقين إنك هتساعدنا يا سيادة الرئيس»، وأضاف آخر «الإعلام بيقول علينا عصابات، فيه مذيعة فى التلفزيون قالت علينا البلطجية اللى بينهبوا دهب مصر، دى أموال المصريين، إحنا بنساهم فى اقتصاد الدولة ولازم تساعدنا، إحنا مش لاقيين ناكل، المعدات لها تكاليف كتيرة، تأجير اللودر فى الساعة بـ150 جنيه، أجيبهم منين؟! ممكن يوم أكسب خمسين جنيه، ويومين مافيش».
معاناة يعيشها الشباب الباحثون عن الذهب، فعلى خلاف ما تعارف عليه من زواجهم دون السن القانونية إلا أن قصر ذات اليد غير تلك العادات، وفى ذلك يقول الشاذلى محمد، أحد المنقبين: «عندى 36 سنة وعلى خلاف عادة القرى لم أتزوج إلى الآن بسبب الحالة الاقتصادية، لا أستطيع إحضار كل متطلبات الزواج، خاصة أن لى أخا توأما، خطبت له من سنة ومش عارف أجوزه وأنا لست موظفا، بل أرزقى لابد أن أتزوج فى سن صغيرة حتى أستطيع تربية أبنائى.
وفى نبرة رجاء يساهم الجميع فى تحديد مطالبهم من الحكومة مبادرين: لا يمكن للحكومة منع البحث عن الذهب، لكن يمكنها تقنينه، مشيرين إلى أن المساحة التى ينقبون بها صغيرة، مقارنة بما كان مرخصا للشركات الأجنبية فى منطقتى منجم السكرى وحبش التابعتين لحدود محافظة البحر الأحمر، والتى كانت رخصت لهم هيئة الثروة المعدنية حوالى 5 آلاف كيلو متر مربع.
وتابع بعضهم «يتعرض للمساءلة القانونية كل من يتواجد بحوزته أجهزة التنقيب، لذلك اقترحنا التنقيب بعلم الأمن وبأجهزة مرخصة لها أرقام تكون تحت سيطرة مشايخ القبائل ومظلة قانونية سواء شركات أو جمعيات، مع تحديد ضريبة سنوية على هذه الأجهزة، للتنقيب بطريقة شرعية ما يساهم فى الحد من نسبة البطالة بالمحافظة».
كما طالب الباحثون عن الذهب بوجود قوات حرس الحدود لتأمين البلاد، خاصة أن السودانيين ينهبون ثروات البلاد وينقلونها إلى بلادهم، ويجب على قوات حرس الحدود تأمين البلاد مع ضرورة وضع آلية تخدمهم وتخدم الاقتصاد وأضافوا: الذهب الموجود جنوب شرق أسوان هو أجود أنواع الذهب فى العالم، ويباع للصاغة ليضاف إليه معادن أخرى أقل سعرا ويكون جيدا أيضا.
ينهبون ثرواتنا المعدنية لكنهم يصلون ويزكون ويتصدقون
هنا صحراء أسوان والبحر الأحمر، حيث درجة الحرارة تتجاوز الـ45 فى الظل، شمس حارقة، صحراء شاسعة خالية من كل شىء سوى الحجارة والصخر، أناس ينقبون عن ذهب ندر وجوده، بعدما تعاقب التنقيب سنين عديدة.. حياة بسيطة مليئة بالمتناقضات لا شىء من الأثاث سوى بعض من خيام نصبت هنا وهناك، بعضها أُعد للراحة، وأخرى متسخة مهترئة بها «شعلة نار» متصلة بـ«أنبوب» غاز صغير، فيما تبعثرت بعض الأوانى الفارغة وأكياس الأرز وزجاجات الزيت، فى منظر يوحى بأن الخيمة مطبخ يطهون فيه وجباتهم اليومية.
وفى مشهد ربما يوحى بالتناقض رصت بعض «سجاجيد الصلاة» بشكل منظم لتشكل مسجدا، ففى الوقت الذى يعتبرهم البعض ناهبين لثروات البلاد يحافظ الباحثون عن الذهب على صلواتهم الخمس، يعلمون أمور دينهم من صلاة وتيمم، بل ويخرجون زكاة ما يجدونه من ذهب باعتباره كنوزا مدفونة أوجب الحق إخراج خمسها للفقراء.
وتكتمل الصورة المعيشية لهؤلاء بالخيمة الكبرى - هكذا أطلقوا عليها - والمعدة سلفا للراحة وتناول الوجبات، و«الجَبَنَة» نوع من القهوة ضمن طقوسها».
الحسن الشاذلى «صاحب الطريقة الشاذلية الصوفية، والتى تعكس كيف أن الحياة العملية السريعة لم تعرف هؤلاء بعد، فمن طقوس هؤلاء اليومية، شرب «الجَبَنَة» بطريقة لم يعتد عليها القاهرى، كما لم يعرفها القروى المصرى، بل إن ساكنى مدن أسوان نفسها لم يعتادوا شربها.
وتتلخص هذه الطقوس فى إشعال نار، وإحضار حبوب «قهوة» خضراء ووضعها فى إناء صغير، ثم تحميصها فيما يتجاوز العشر دقائق، بينما يحضر آخرون «صلاية» - هون - لصحن الحبوب، فيما توضع «الكنكة» على نار هادئة لمدة عشر دقائق أخرى، بعدها يوزع بالتساوى على جميعهم الأكبر فالأصغر ثم الأصغر منه وهكذا.
مساعد وزير الداخلية السابق: سودانيون يتسللون عبر مدقات ويطبق عليهم القانون الجنائى
تضامن صفوت عبدالبارى رئيس شعبة الرخام باتحاد الصناعات مع الباحثين عن الذهب، وأكد ضرورة إيجاد بدائل حتى يستطيعوا العيش، وتقنين أوضاعهم كما تفعل الدول الأخرى، خاصة أن هناك نوعا من الاستفادة الاقتصادية مما يفعله هؤلاء مقترحا على الحكومة تخصيص مساحة محددة يتاح لهم البحث فيها ومنح التراخيص لهم مجانا لمساعدتهم على الالتزام، حيث المنطقة صحراوية خالية من فرص العمل مقابل أخذ الذهب بسعر اليوم.
ويشرح عبدالبارى مميزات التنقيب العشوائى قائلا «التكلفة رخيصة، فهى لا تزيد على 150 إلى 200 دولار، كما أن الباحثين عن الذهب لا يكلفون الدولة أموالا، وعلى الحكومة ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، منع تهريب الذهب والتنقيب عنه، وإيجاد فرص عمل أو تقنين أوضاعهم، حتى تضمن الدولة ولاءهم لها.
وعن خطورة التنقيب العشوائى قال عبدالبارى «يؤثر على مخزون المعدن فى الأراضى المصرية، خاصة أنه استخراج سطحى، إلا أن الدولة بيدها تحويل الاستخراج العشوائى إلى علمى، لأن الأدوات الغاشمة تطمس معالم كل ما يمكننا الاستفادة منه، مضيفا: ينتشر الذهب فى المسافة من خط الكيلو 22 «مرسى مطروح» إلى حدود السودان، على مسافة 600 كيلو، يعيش عليه عشرات الآلاف، من أبناء القرى والقبائل. وقال اللواء محمد عبدالفتاح عمر مساعد أول وزير الداخلية سابقا «أى تسلل أجنبى عربى للأراضى المصرية ممنوع قانونا ويعد اختراقا للأمن القومى، لأن من يدخل وطن الغير بدون تأشيرة يشكل خطرا على الأمن، ويخضع مع من يساعده للقانون الجنائى، ولو ضبط بفعل غير مرخص كالبحث عن الذهب أو حيازة سلاح يخضع لقضايا أمن الدولة، مؤكدا أننا نعانى إلى جانب التهريب، من دخول السلاح ونقله إلى أرض سيناء حيث الإرهابيين.
وأوضح أن الطرق التى يتم بها البحث عن الذهب بدائية وتضر بالثروة، فهناك محاجر مهجورة يمنع البحث بها، وما هو موجود حاليا ليس بكميات كبيرة بحيث تعلن مصر عن فتح الباب لمحاجر تشارك فيها الشركات الخاصة.
ويؤكد مساعد وزير الداخلية السابق أن حالات الملاريا التى ظهرت بأسوان حتما نقلت عن طريق السودانيين المتسللين إليها، متابعا: الأمن القومى المصرى من اختصاص الجيش ممثلا فى سلاح حرس الحدود والشرطة، وفى الفترة السابقة انشغلت بعض الأجهزة بالأمن الداخلى، ومن الآن فصاعدا ستضبط كل هذه الأمور. وبدوره علق الخبير الأمنى مجدى شاهين «المناطق الحدودية الجنوبية خطيرة ووعرة، ولذا يوجد تنسيق أمنى بين وزارة الدفاع ممثلة فى حرس الحدود، ووزارة الداخلية ممثلة فى مديريتى أمن أسوان وقنا، وإدارة الطرق والمنافذ، غير مراكز الشرطة، الموجودة بشكل دائم، مع وجود خط ربط بين غرفة العمليات فى مديرية أسوان بالإدارة العامة للمنافذ والطرق، وجميع ما يتم تهريبه تحت الرصد الأمنى ومتابع بالقمر الصناعى، لكنهم يدخلون عن طريق المدقات الوعرة، ولأنها مساحات غير عادية يصعب مراقبتها.
وعن عدد ضبطيات المتسللين إلى البلاد قال شاهين: «ليس هناك إحصائيات معلنة بعدد الضبطيات، وأعتقد ما يتم ضبطه لا يزيد على 5 إلى %10 ممن يدخلون بطرق غير شرعية».
مراكز وقرى التنقيب عن الذهب
كوم أمبو ومركز دراو
يعتبر مركز كوم أمبو من أكثر المراكز التى يمتهن أهلها البحث عن الذهب.
ويبعد عن شمال مدينة أسوان بمسافة حوالى 40 كيلو مترا وتمتد على ضفاف نهر النيل بمساحة 20 كيلو مترا مربعا.
كما يحدها من الشمال «مركز كلابشة» ومن الشرق مركز نصر النوبة ومن الغرب الصحراء الغربية ومن الجنوب مركز دراو.
انتشر التنقيب بالمركز، خاصة بعد الكساد الذى تعرضت له السياحة فى السنوات الأخيرة عقب الانفلات الأمنى، حيث يوجد فيه معبد كوم أمبو، كما يحوى مصنع السكر لتصنيع السكر والعسل الأسود والخشب الحبيبى وبعض الصناعات العضوية.
أما مركز دراو فنظرا لاحتوائه على سوق للإبل بين مصر والسودان فقد تمكن سكانه من معرفة المدقات الصحراوية الوعرة ما ساعدهم فى التنقيب عن الذهب. ويبلغ إجمالى سكان المركز 89 ألفا و145 نسمة وتتبعه 4 وحدات قروية هى «الجعافرة - المنصورية - بنبان - الشطب» وتصل مساحة المركز إلى حوالى 2845 فدانا.
مركز إدفو
من أكبر مراكز أسوان ثالث أكبر مركز على مستوى الجمهورية من حيث عدد السكان والمساحة والمدن التى تتبعه كما يتبعه خمس مدن رئيسية و13 وحدة محلية قروية و30 قرية رئيسية و239 «كفر ونجع»، ويضم مركز إدفو قرية «العدوة»، التى ظهر فيها مرض الملاريا مؤخرا، ويمتهن الكثير من سكانها التنقيب عن الذهب ويبعد عن مدينة أسوان حوالى 100 كيلو متر شمالا ويتبعه أكبر الوحدات المحلية على مستوى المحافظة.
قرية الريديسية
هى ثالث أكبر قرى مركز إدفو وتبعد عن مدينة إدفو حوال 3 كيلو مترات وتقع على الطريق السريع القاهرة - أسوان وتمتد على حوالى 10 كيلو مترات وتقع شرق النيل، ويبلغ عدد سكانها 40 ألفا و135 نسمة ومعظم سكانها من قبائل العبابدة المشتهرة بامتهان التنقيب عن الذهب، وترجع أصولهم إلى عبدالله بن الزبير بن العوام رضى الله عنهم وهى من أعرق قبائل العرب والجزء الآخر من قبائل الجعافرة وهم قلة مقارنة بقبائل العبابدة.
وادى خريط وقرية البحيرة
يتبع وادى خريط مركز نصر النوبة ويعد من أكثر الأماكن التى يعمل أهلها بالتنقيب عن الذهب.
ويطالب الأهالى هناك بتخصيص الأراضى الزراعية لهم داخل الوادى وإدخال الصرف الصحى لقرابة 10 آلاف نسمة ينتمى معظمهم إلى قبيلة الجعافرة المعروفة على مستوى الصعيد.
وترتفع نسبة الفقر فى وادى خريطة مما يستلزم سرعة تدخل الدولة لتقنين عمليات التنقيب أو إيجاد فرص عمل فى أنشطة أخرى بما يستوعب نسبة البطالة المرتفعة.
أما قرية البحيرة فتبعد نحو 5 كيلو مترات عن مركز إدفو من الناحية القبلية لشرق النيل على طريق القاهرة ــ أسوان.
وتمتد أصول السكان إلى قبائل الجعافرة والعبابدة العربية، وتعد قبيلة الجعافرة الأكثر والأشهر فى مجال التنقيب عن المعدن الأصفر.
وكما وادى خريط ترتفع نسبة البطالة بين الشباب هناك، الأمر الذى يستلزم خططا تنموية عاجلة لتحرير المنطقة من قبضة الفقر القاسية.
قرية الكلح
على الضفة الشرقية لنهر النيل وتحتل المركز الأول بين القرى العشر من حيث المساحة والسكان وتبعد عن مدينة إدفو حوالى 5 كيلو مترات وعدد سكانها 53 ألفا و598 نسمة وتضم نجع المفالسة الذى يحوى ساحة الإمام محمد أبوالفتوح العربى - ونجوع الدومارية والشيخ على والدقاديق والشهيد والكيال والحقنة والدومة وأبوعرفة.
قرية الحبارى وقرية الرمادى
تقع قرية الحبارى على الجانب الغربى من نهر النيل وتمثل المدخل الشمالى لمدينة إدفو التى تبعد عنها بحوالى 5 كيلو مترات.
ويبلغ عدد سكانها 41 ألف نسمة ومن أشهر القرى المتاخمة لها الغنيمية والنخل والفقرا والحصايا والمريناب والعكارمية ونجع حسب الله والحازماب.
ويحترف عدد من شباب القرية التنقيب غير الشرعى عن الذهب فى ظل قلة فرص العمل هناك.
أما قرية الرمادى فتقع غرب النيل وهى آخر قرى إدفو من الناحية الجنوبية وتبعد عنها حوالى 15 كيلو مترا وتمتد بطول 25 كيلو مترا.
وتضم القرية 14 نجعا من أشهرها الزنيقة والرحماب ومشالى وأبوابنى وأبوصادق وهارون والكرابلة تحت والكرابلة فوق والعقابية والغوالية.
كما تضم القرية نجوع الرقيقين والحوش والحمام التى تحوى مجموعة مهمة من الآثار الفرعونية ويزيد عدد سكانها على 35 ألف نسمة.
"أسوان" ثلاثية الذهب والفقر والمرض.. "هجرة الملاريا" مع المتسللين فى رحلة "نهب المعدن الأصفر".. و"اليوم السابع" يكشف أسرار "مافيا التنقيب".. حلايب وشلاتين بوابة دخول العصابات.. والأهالى يستغيثون
السبت، 14 يونيو 2014 08:56 ص
اهالى اسوان مع محرره اليوم السابع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد شعبان
خيرنا لغيرنا
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين الصادق
ندبج الاغاني في حبكم وترمونا بكل قبيح
عدد الردود 0
بواسطة:
عبده
شلة الحرامية
زي ما انت شايف
عدد الردود 0
بواسطة:
عبده
انا قصدي كلهم حرامية بالمصريين بالنوبيين بالسودانيين بمنجم السكري كل بيسرق البلد
الحكاية عايزة ضبط وشدة البلد مش ناقصة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
زمن عجيب
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
تنويه
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد
الحقوووووووووووووونا