قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن العراق تمثل الآن التحدى الأكثر إلحاحا لأوليات الأمن القومى للرئيس الأمريكى باراك أوباما ولإرثه فى السياسة الخارجية، موضحة أن العراق ينهار وينهار معه اعتقاد المحافظين الجدد بأن الديكتاتورية الطائفية يمكن أن تتحول سريعا إلى ديمقراطية مستقلة، وكذلك نهج أوباما بعدم التدخل فى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الإسلاميين الذين يسيطرون الآن على مدن فى شمال العراق، قد صعدوا فى سوريا التى تجنب أوباما حربها الأهلية على الرغم من المخاطر الكبيرة التى تشكلها على الاستقرار الهش فى المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما، الذى تم انتخابه لإنهاء حربى الولايات المتحدة فى العراق وأفغانستان، يواجه مطالب فى واشنطن وبغداد بالانضمام مرة أخرى إلى هذه الحرب التى طالما انتقدها واعتقد أنها انتهت.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن شهدت جدلا على مدار الأيام الأخيرة حول كيفية إنهاء حروبها التى أعقبت هجمات سبتمبر الإرهابية، وظلت محددة للسياسة الخارجية الأمريكية على مدار 10 سنوات.
من ناحية أخرى، رأت الصحيفة أن انهيار الجيش العراقى يمثل فشل لرئيس الحكومة نورى المالكى الذى كافح من أجل معالجة مشكلة القيادة والمعنويات التى تهدد الآن قدرة الجيش على الدفاع عن البلاد. كما أنه يمثل فشلا أيضا للجيش الأمريكى الذى دربه.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه على الرغم من تفوق قوات المالكى عدديا على المسلحين وامتلاكها قوة سلاح أكبر، إلا أن تلك القوات قد فرت بالآلاف فى شمال البلاد، وسمحت لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا "داعش" بالسيطرة على الموصل، وبدء توجهها المشئوم ناحية بغداد.
ويلقى المسئولون الأمريكيون العسكريون السابقون الذين أشرفوا على تأسيس الجيش العراقى بالمسئولية على المالكى الذى طهر الجيش من بعض أمهر قادته، وقال ديريك هارفى، المسئول الأمريكى السابق بالعراق أن معضلة الجيش تبينت عندما اضطر الجنود لأن يسألوا أنفسهم وهم يواجهون الهجوم المفاجئ عما إذا كانوا مستعدين للموت من أجل المالكى.
من جانبها، قالت إيما سكاى، المستشارة الأبرز للجيش الأمريكى فى العراق خلال السنوات الأخيرة من الاحتلال، إن المالكى بدلا من أن يركز على تدريب وتسليح الجيش، فإنه استخدم كل وسائله لاستهداف خصومه السياسيين وسعى لتعزيز سلطته وحماية نظامه، فخشيه خصومه وفقدوا الثقة به.
واشنطن بوست: العراق التحدى الأكثر إلحاحا أمام سياسات أوباما الخارجية
الجمعة، 13 يونيو 2014 11:53 ص
أعمال العنف فى العراق - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة