نقلا عن العدد اليومى:
وصف رئيس لجنة الخمسين، عمرو موسى، الاتهامات الموجهة إليه والمجموعة المؤسسة للتحالف الجديد لخوض الانتخابات البرلمانية بأنها «تعبر عن مرض». وقال فى حوار لـ«اليوم السابع» إن هذا التحالف يستهدف دعم برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسى، واحترام الدستور، وحماية النظام الديمقراطى، نافيًا أن يكون للرئيس السيسى علاقة بأى حال من الأحوال بهذا التحالف، أو أن يكون هو من دعا إلى إنشائه.
وأشار «موسى» إلى أنه لم يقرر بعد خوض الانتخابات البرلمانية، مضيفًا أنه إذا كانت هناك ضرورة لذلك فسيخوض هذه الانتخابات من خلال التحالف، فيما نفى وجود خلافات بينه وبين مدير المخابرات العامة الأسبق، اللواء مراد موافى، بشأن التحالف الجديد.. وإلى تفاصيل الحوار:
تقومون بجهود كبيرة لتشكيل تحالف مدنى لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فهل طلب منكم الرئيس إنشاء هذا التحالف؟
- ما يتردد عن طلب الرئيس السيسى ذلك غير صحيح على الإطلاق، والرئيس ليس له علاقة بالتحالف، وهذا التحالف هدفه هو احترام الدستور، وحماية النظام الديمقراطى، ودعم برنامج الرئيس السيسى، والعمل على إنجاح المشروع المصرى الجديد برئاسة السيسى بعد حدوث ما يشبه الإجماع الشعبى حوله، ولكن هذا التحالف لا علاقة له بالسلطة، ولا تؤيده أجهزة الدولة كما يردد البعض.
اتهم البعض مؤسسى التحالف بأنهم يسعون إلى الحصول على مناصب فى الدولة وتوزيعها فيما بينهم.. ما ردكم، وماذا تأمل أنت شخصيًا من التحالف؟
- الحقيقة أن الحديث بهذا الشكل مرض، ومن يردده يجب أن يعلم أنه ليس من الضرورى أن يكون هدف كل من يتعرض للعمل السياسى أو الوطنى هو البحث عن منصب، والتفكير بهذا الشكل خطأ، وهناك من يحاول «وقف حال» العمل السياسى فى مصر عن طريق الحديث عن توزيع المناصب، ويجب أن نشير هنا إلى أننا لم نتطرق على الإطلاق حتى الآن إلى أى مناصب، ولم نتحدث عن منصب رئيس الوزراء أو غيره حتى الآن، وحقيقة الأمر أنا لم أقرر حتى الآن خوض الانتخابات البرلمانية، وإذا قررت فلن يثنينى أبدًا أى حديث من هذا النوع.
أما عن أملى من هذا التحالف فهو التنسيق بين كل الأحزاب لخوض الانتخابات البرلمانية، وهو تحالف انتخابى فقط فيما بين هذه الأحزاب، وليس أى شىء آخر.
وهناك للأسف من يرى أن تأييد الرئيس السيسى يعنى تكرار تجارب سابقة، كالاتحاد الاشتراكى، أو الحزب الوطنى، وهذا يعبر عن ضيق أفق من هؤلاء، فنحن فى القرن الحادى والعشرين، ولدينا نظام دستورى مختلف، ونظام مدنى حر، كما أن البلاد تمر بحالة سيئة للغاية، وهذه الحالة تستدعى تضافر كل الجهود الوطنية، وما يجرى حاليًا بيننا هو عبارة عن تفاهم بين مجموعة من الناس تفتح أبوابها للآخرين، وليس لدينا حزب وطنى أو اتحاد قومى، فالحزب الوطنى انتهى، وفى الوقت نفسه لا يمكن لنا أن نقصى أحدًا.
وما موقف التحالف من ضم حزب النور؟
- لم يحدث إطلاقًا أن سعينا لضم «النور»، والحزب لم يطلب من الأساس أن ينضم، ولا أعتقد أنه سيطلب، فلماذا نفترض انضمامه، وهذا تيار للأحزاب والقوى المدنية، ومن يرغب فى الانضمام إليه على أساس أنه كيان مدنى، فسنبحث الأمر بعد ذلك.
وهل جرت اتصالات مع مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى بشأن الانضمام للتحالف؟
- لا.. لم يحدث، ولم نتصل به، ومن يرغب فى الاتصال بالتحالف سنبحث الأمر فى شأنه.
ومتى يتم تدشين التحالف رسميًا؟
- بدأنا الآن تشكيل مجموعات عمل، وأولها مجموعة عمل لوضع المعايير الخاصة بالترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقريبًا سيتم الإعلان رسميًا عن التحالف.
وهل يسعى التحالف لتشكيل الحكومة المقبلة؟
- ليس هذا هدفنا، إنما هدفنا الرئيسى هو ضبط أداء البرلمان المقبل، ولابد أن يكون هناك دعم لحزمة التشريعات المرتقب صدورها عن هذا البرلمان.
أحد القيادات الحزبية اتهمك بأنك تسببت فى إضعاف دور جبهة الإنقاذ من أجل تدشين هذا التحالف؟
- مثل هذا الكلام لا يستحق الرد، وعلى هذا الشخص أن يسأل رئيس حزبه: أين هى الجبهة الآن؟.
كان لافتًا عدم حضور أى امرأة اجتماعات التحالف حتى الآن.. ما تفسيركم لذلك؟
- الاجتماعات السابقة صحيح لم تحضر فيها أى امرأة، ولكن القوائم التى سيعدها التحالف ستكون فيها بالقطع مرشحات من دون شك فى ذلك.
ما دور مدير المخابرات الأسبق اللواء مراد موافى فى هذا التحالف؟ وما صحة ما يتردد عن وقوع خلافات بينك وبينه؟
- موافى أراد أن يكون شريكًا فى هذا التحالف كشخصية سياسية، وما تردد عن صفقة بينى وبينه كلام لا أساس له من الصحة، وأنا شخصيًا قرأته فى الصحف كأى فرد، وأما الحديث عن خلافات فليس هذا واردًا، ويأتى فى إطار حديث البعض عن «أفلام»، ونحن أناس أكبر من هذا الكلام التافه، ونسمع هذا الكلام ونتأسف لترديده، فليس هناك أى انقسامات فيما بيننا.
تعول أنت على البرلمان المقبل.. فما أهميته من وجهة نظركم؟
- البرلمان المقبل سيكون هدفه الرئيسى وضع التشريعات اللازمة لتنفيذ برنامج إعادة بناء مصر، واستعادة دوران عجلة الإنتاج، وفيما يخص تشكيل الحكومة فسيكون الخيار الأول لرئيس الجمهورية فى تسمية رئيس الوزراء المرشح، وإذا تم الاعتراض عليه ولم يتوافق البرلمان على تشكيل الحكومة فى ظرف 30 يومًا يعتبر البرلمان منحلًا بحلول اليوم الواحد والثلاثين، ومن الصعب أن يتم التوافق خلال 30 يومًا.
وما موقفك شخصيًا من الترشح فى الانتخابات المقبلة، وإذا قررت ذلك فهل تفكر فى خوض الانتخابات بالنظام الفردى أم ضمن قائمة؟
- حتى الآن لم أقرر موقفى فى هذا الشأن، وقرارى سيتم حسمه فى ضوء تحديد مدى ضرورة وجودى فى هذا البرلمان، ومدى ضرورة وجود شخصيات تمثل العمود الفقرى للبرلمان المقبل من عدمها، وإذا قررت فعليًا خوض الانتخابات، فمن الممكن أن أخوضها سواء ضمن قائمة أو بالفردى.
وهل تقبل أن تدخل ضمن نسبة تعيين النواب المخصصة لرئيس الجمهورية؟
- موضوع التعيين فى البرلمان خارج إطار تفكيرى أنا شخصيًا، وأنا بالأساس لم أقرر بعد خوض تجربة البرلمان من عدمه.
بعيدًا عن التحالف والبرلمان.. كيف ترى تهنئة رؤساء كل من أمريكا وتركيا وقطر للرئيس السيسى، وما توقعاتك لمستقبل العلاقات المصرية مع البلدان الثلاثة؟
- هذه التهنئة عمل فيه مجاملة محمودة، ووسيلة جيدة لبداية تطوير العلاقات مع هذه الدول، وأنا شخصيًا تلقيت بارتياح برقية الرئيس التركى، وكذلك برقيات التهنئة الأخرى، ومن الممكن أن يؤدى ذلك لإعادة النظر فى العلاقة بين مصر وهذه الدول، والانتقال بها إلى مرحلة إيجابية.
وكيف ترى ما يفعله تنظيم «داعش» فى العراق، والدور المطلوب من الجامعة العربية إزاء تطورات الأوضاع فى العراق؟
- بالطبع هذا جزء من عمل جامعة الدول العربية، وإذا اهتزت الأوضاع فى المنطقة فلابد من اتخاذ قرار حاسم، ومن الممكن أن يتم إرسال قوات لحفظ السلام، ولكن مثل هذا القرار متروك لمجلس الوزراء العرب مفوضًا من الجامعة نفسها، وما يحدث فى المنطقة يحتمل وجود كل الأبعاد المختلفة، بما فيها البعد الدينى.
تردد اسمك فى الفترة الأخيرة لتحل مكان الأخضر الإبراهيمى كمبعوث للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية.. ما موقفكم من ذلك؟
- هذا الأمر لم يطرح على رسميًا، وفى الحقيقة أنا شخصيًا لا أميل للعب هذا الدور.
عمرو موسى فى حواره لليوم السابع: من يتحدثون عن سعى «التحالف الجديد» لتوزيع المناصب مرضى.. رئيس «الخمسين»: «السيسى» لم يطلب إنشاء التحالف
الجمعة، 13 يونيو 2014 12:20 م