الظاهرة التى لاحظتها ولاحظها غيرى أيضًا هى انتشار الضعف الجنسى عند الشباب، وقد اتسع هذا المرض أخيرًا، وإن لم يقل أحد بسبب الخجل والحياء والخوف من المجتمع.. كان من الشائع قبل سنوات أن تقدم السن هو السبب الأول والمباشر للضعف الجنسى عند الرجال، ولكن ثبت علميًا بعد ذلك أن السن برىء من هذه التهمة، ومن ثم أصبحت الظاهرة تبحث عن تفسير علمى لمعاناة الشباب من مرض لم يكن يصاب به إلا الشيوخ، وفى سن متأخرة. وثمة شواهد كثيرة على شيوع هذه الظاهرة، ليس فى مجتمعنا وحده، ولكن فى أرجاء واسعة من العالم. ومن هذه الشواهد انتشار «الفياجرا» بصورة مدهشة بين الشباب فى أوروبا وأمريكا وفى غيرها من الدول.. لابد أن الحاجة هى التى دفعت إلى اختراع هذا العلاج بعد أن أصبح الضعف الجنسى ظاهرة، أو يكاد يكون كذلك.
وقد استغل البعض هذا الأمر فأنشأوا مراكز طبية، وهى ليست طبية ولا يحزنون، وراحوا ينصبون على خلق الله بنشر إعلانات مكثفة عن علاج الضعف الجنسى، وعن تقديم الاستشارات التى تحول الحياة الزوجية إلى سعادة مطلقة.
ومن المؤسف أن أعدادًا كبيرة من الشباب وقعوا ضحية هذا النصب العلمى، والعلم منه براء.. والمؤسف أكثر أنهم استخدموا أدوية وعقاقير تضر أكثر ما تنفع، فأصيبوا بضعف أكثر، وربما بعجز كامل، لأنه لا أحد يعلم طبيعة هذه الأدوية والعلاجات المصنوعة فى بير السلم، والتى تعاطوها من غير الأطباء والعلماء والمتخصصين.
أما المتخصصون حقًا فيقولون إن البرود الجنسى أو الضعف ليس مرضًا مخيفًا، بل هو مرض بسيط سهل العلاج، لأنه ينتج فى معظم الحالات عن أمراض فى الأوعية الدموية بالجسم، ويستلزم الأمر اللجوء إلى الطبيب، ثم الكشف المبكر، ثم العلاج، ولابد فى كل الحالات أن يشفى المريض بإذن الله.
ويقول أطباء آخرون إن الضعف الجنسى قد يكون نتيجة لارتفاع ضغط الدم، واختلال بنسبة السكر فى الدم، أو زيادة نسبة الدهون، وهذا هو الثلاثى المدمر كما يصفه الأطباء، وهنا السؤال: هل يعانى الشباب من أمراض كهذه؟.. والاجابة هى نعم، فالجيل الجديد يمكن أن يصاب بهذه الأمراض كلها أو بعضها بسبب العادات الغذائية السيئة، والعادات الأكثر سوءًا.
وهناك فئة أخرى من الأطباء يقولون إن الحالة النفسية هى السبب بنسبة %80 فى انتشار هذه الظاهرة.
المهم أن هناك إجماعًا بين الأطباء على أن %70 ممن يعانون من الضعف الجنسى يمكن علاجهم وشفاؤهم تمامًا، بشرط استشارة طبيب مختص. وهم يطمئنون الجميع بأن هذا المرض يُشفى منه تمامًا، لكن المهم أن نتخلى عن الخوف والخجل، ونذهب إلى طبيب مختص لنعرض المشكلة.