عندما يسرق طفل فذلك يصيب الوالدين بالقلق، وينصب قلقهم على السبب الذى جعل ابنهم يسرق ويتساءلون هل ابنهم أو ابنتهم "إنسان غير سوى"، وتقول دكتورة مى مدحت رمزى أخصائية العلاج النفسى والسلوكى للأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة للطب النفسى، ومن الطبيعى لأى طفل صغير أن يأخذ الشىء الذى يجذب انتباهه، وينبغى ألا يؤخذ هذا السلوك على أنه سرقة حتى يكبر الطفل الصغير، ويصل ما بين الثالثة حتى الخامسة من عمره، حتى يفهموا أن أخذ شىء ما مملوك للغير أمر خطأ، وينبغى على الوالدين أن يعلموا أطفالهم حقوق الملكية لأنفسهم وللآخرين.
وأضافت مى، أن الآباء فى هذه الحالة يجب أن يكونوا قدوة أمام أبنائهم، فإذا أتيت إلى البيت بأدوات مكتبية أو أقلام المكتب أو أى شىء يخص العمل أو استفدت من خطأ الآلة الحاسبة فى السوق، فدروسك فى الأمانة لأطفالك ستكون من الصعب عليهم أن يدركوها.
وتابعت أخصائية العلاج النفسى والسلوكى، أن السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة، ويجب لذلك أن نفهم الدوافع فى كل حالة وأن نفهم الغاية التى تحققها السرقة فى حياة كل طفل حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة.
ويلجأ بعض الأطفال أو المراهقين إلى السرقة لعدة أسباب على الرغم من علمهم بأن السرقة خطأ:
- فقد يسرق الصغير بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهى نوعا من الأكل لأنه جائع.
- وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء.
- وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء فى المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل، أو لأنه نشأ فى بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات، وهذا السلوك ينطوى على سلوك إجرامى فى الكبر لأن البيئة أصلا بيئة غير سوية.
- كذلك فقد يسرق الصغير لكى يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.
- وفى بعض الأحيان، يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء، أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه، أو لكى يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه.
- وقد يبدأ الأطفال فى السرقة بدافع الخوف من عدم القدرة على الاستقلال، فهم لا يريدون الاعتماد على أى شخص، لذا يلجئون إلى أخذ ما يريدونه عن طريق السرقة.
- كذلك قد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسى أو عقلى أو بسبب كونه يعانى من الضعف العقلى وانخفاض الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد أكبر منه قد يوجهونه نحو السرقة.
وأوضحت مى أنه ينبغى على الآباء أن يدركوا سبب سرقة الطفل، هل الطفل سرق بدافع الحاجة لمزيد من الاهتمام والرعاية؟ وفى هذه الحالة، قد يعبر الطفل على غضبه أو يحاول أن يتساوى مع والديه، وقد يصبح المسروق بديلا للحب والعاطفة، وهنا ينبغى على الوالدين أن يبذلوا جهدهم لإعطاء مزيد من الاهتمام للطفل على اعتبار أنه عضو مهم فى الأسرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة