فى ظل الصراع الدائر والاختلاف بين الدعوة السلفية وجماعة الإخوان، قال الشيخ سيد العفانى، القيادى بالدعوة السلفية، إن حزب النور وكل مشايخ الدعوة السلفية لم يكن يرضيهم ما كان يقوم به الإخوان أثناء فترة حكمهم البلاد، ووجهوا لهم لومًا كثيرًا ونصائح عدة وتحذيرات شديدة اللهجة من انتفاضة الشعب وثورته على أفعالهم، موضحاً أن الدعوة السلفية قد دعتهم مراراً وتكرارًا لفض اعتصامهم برابعة فى أعقاب ثورة 30 يونيو، ولكنهم أصروا على عنادهم وكبرهم.
وأضاف العفانى، إن الإخوان هم من جنوا على أنفسهم ووصل بهم الحال إلى أن انتهى دورهم نهائيًا من المشهد السياسى، موضحاً أن الدعوة فى ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى مستقبلها سيكون أفضل.. وإلى نص الحوار.
- ما رؤيتك حول مستقبل الدعوة فى ظل حكم الرئيس السيسى؟
الدعوة إلى الله عز وجل هى وظيفة النبيين والمرسلين وخلفائهم، وهى أشرف مقامات التعبد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لذا فهى لا تتوقف أيًا كانت الظروف وأيًا كانت الأحوال.
- هل تتوقع حدوث محاولات قمع للملتحين فى ظل حالة الحذر الشديد تجاه التيارات الإسلامية؟
لا يستطيع أحد أن يوقف تيار الدعوة كائنًا من كان.. طالما كانت بالمنهج المشروع الذى أمرنا به الله فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
- هل ترى أن جماعة الإخوان أساءت إلى الدعوة والدعاة؟
الرد على هذا السؤال يجعلنا نسترجع ما حدث فى أعقاب ثورة 25 يناير.. ففى البداية دفع الإخوان بمحمد مرسى لانتخابات الرئاسة، وما حدث أنه لولا جهود أعضاء الدعوة السلفية ما فاز محمد مرسى فى جولة الإعادة – وهذا باعتراف مرشد الجماعة.
ولكن ما حدث من سياسة الإخوان الفاشلة وإخفاقهم فى إدارة شئون البلاد جعلنا نتنحى عنهم جانبًا، وظلت الدعوة السلفية تدعو قيادات الجماعة إلى تغيير سياستهم فى إدارة البلاد وتغيير الحكومة والمحافظين والنائب العام، وحاولنا محاولات كثيرة لردهم عن أفعالهم حتى الساعات الأخيرة قبيل قيام ثورة 30 يونيو، حيث حذرناهم من انتفاضة الشعب وثورته عليهم، وكان ردهم علينا أن يوم 30 يونيو لن يحدث فيه إلا تجمع لبضع آلاف من المعارضين القلة وظنوا أنهم سيسيطرون عليهم وينتهى الأمر.
وحتى بعد نجاح الثورة وانتزاع الشعب حريته من بين أيديهم، حذرتهم الدعوة السلفية من الدخول فى عناد وتحدٍ مع الشعب بأكمله ونصحناهم بفض اعتصامهم برابعة والنهضة كى لا يسأل القيادات فى دم من سيصيبه مكروه من أبناء الجماعة، الذين لا يعرفون إلا السمع والطاعة، ولكن أيضًا لم تكن هناك حياة لمن ننادى.
- من يتحمل مسئولية من ماتوا من الإخوان فى رابعة والنهضة؟
يتحملها قادة الجماعة الذين أمروا شبابهم بخوض معركة غير متكافئة، وأيضًا هم لم يستمعوا لنصائحنا لهم، بأنهم لن يستطيعوا محاربة شعب بأكمله، فأنا لا أرى إلا أن قيادات الجماعة هم المسئولون مسئولية كاملة عن المقتولين، و"دمهم فى رقابهم".
- هل تتوقع التوصل لمصالحة مع الإخوان فى ظل إصرارهم على عودة مرسى؟
أظن ذلك.. ولكن حلمهم بعودة مرسى لن يتحقق.. أتمنى أن يهديهم الله ويستمعوا لصوت العقل، والتمسك بحبل الله والسعى لوحدة المسلمين والكف عن إراقة الدماء، وإغواء الشباب والعبث فى عقولهم والزج بهم فى الزيف والضلال.
- ماذا تقول لمن يتهجم على كل المشايخ والدعاة الآن ويعتبر أن الإسلاميين كلهم سواء؟
أقول لهم إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. عليكم أن تحاسبوا أنفسكم أولاً، ولا تظلموا أحداً وتأخذوا الجميع بذنب قلة، حيث إن انتشار فكر التكفير والجهاد المسلح سيؤدى بنا إلى ظلمات لا يعلم مداها إلا الله، ويفقد الكثير من الناس الثقة فى رجال الدين وفى من يدعو إلى سبيل الله ويأمر بالمعروف، المشهد الذى نراه الآن فى العالم الإسلامى يقودنا إلى ضرورة الإنصات إلى صوت العقل والتفكر والتدبر فى أمورنا، والاقتداء بالعلماء والمشايخ، وليس بالضرورة أن يكون العالم شيخًا، حيث إنه لابد أن يكون الشباب علماءً يجتهدون اجتهادًا راشدًا لتعلم القيم والمبادئ، ليقودوا أمتنا وهم قادرون على الوصول بنا رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخًا إلى بر الأمان.
- هل تتوقع حل حزب النور فى الفترة المقبلة؟
نحن لا هدف لنا إلا الدعوة إلى سبيل الله عز وجل، وأظن أن هذا لا يحتاج إلى حزب سياسى أو مقر رسمى، هذا سيتم إن شاء الله فى أى وقت وفى أى مكان وبكل صورة ممكنة، سواء بحزب أو بمعهد دينى أو حتى فى "الكتاتيب".
- هل نزل حزب النور فعلاً بقواعده للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية؟
نعم شاركنا فى الانتخابات بصدق ونزاهة وبكل ما كان فى وسعنا.
- بم ترد على من يقولون إن حزب النور كان هدفه إبطال الأصوات؟
هذا الكلام كذب.. كذب.. لماذا نبطل الأصوات؟.. وما الهدف من ذلك؟.. هذا الافتراء يروجه من يسعون لإخفاء وجود التيار الإسلامى مطلقًا من على الساحة، وهذا لن يُمكنوا منه إن شاء الله.
بالفيديو.. القيادى السلفى سيد العفانى فى حواره لـ"اليوم السابع": مطمئن على مستقبل الدعوة فى حكم السيسى.. وشاركنا فى الانتخابات بنزاهة..ويؤكد: الإخوان شوهوا صورة الإسلاميين.. وقياداتهم مسئولة عن الدماء
الجمعة، 13 يونيو 2014 04:34 ص