اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بالتوترات التى تجرى على الساحة العراقية، وقالت إن المسلحين يتجهون سريعا نحو بغداد، ولا يواجهون سوى مقاومة بسيطة من القوات الأمنية العراقية المنهارة، ويوسعون نطاق سيطرتهم الذى يشمل مساحة واسعة من العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن السرعة المذهلة التى تقدم بها المسلحون فى شمال العراق أثارت شكوكًا عميقة بشأن كفاءة القوات الأمنية العراقية المدربة أمريكيًا، كما أشعلت المخاوف أيضا بشأن قبضة الحكومة على العاصمة نفسها.
وفى بلد تعانى بالفعل من التوتر الطائفى، وسقوط أجزاء بالفعل من غرب العراق فى يد المسلحين السنة، فإن المكاسب الأخيرة التى حققها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" قد أثارت صرخات تحذير متشائمة من قادة الأغلبية الشيعية، ويبدو أن المسلحين واجهوا مقاومة أكبر وهم يتحركون نحو الجنوب، حيث للشيعة العراقيين وجود أقوى، إلا أن العديد من الخبراء يقولون إنه من الخطأ افتراض أن بغداد الحصينة التى يشكل الشيعة أغلبية سكانها وتتركز بها قوات النخبة يمكن أن تدفع بسهولة هجوم داعش.
وفى افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن أوباما ظل لسنوات ينسب لنفسه الفضل فى إنهاء الحروب، والآن أصبح من الصعب الاستمرار فى هذا الزعم.
وأضافت الصحيفة أن العراق لو انضم إلى سوريا فى حرب أهلية، فإن الخطر الذى يواجه حلفاء أمريكا فى إسرائيل وتركيا والأردن وكردستان العراق وشيك، كما أن الملاجئ الآمنة للإرهابيين تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة.
وحسبما يقول مسئولون فى واشنطن، فقد صرح وزير الأمن الداخلى الأمريكى جيه جونسنون فى وقت مبكر من العام بأن هناك أشخاصًا من أوروبا وأمريكا وكندا يسافرون إلى سوريا للقتال، ويعيدونهم لبلدانهم الأصلية بمهمة متطرفة.
وتحدثت الصحيفة عن إخفاق أوباما فى الشرق الأوسط، وقالت إنه تجنب التواصل الفعال مع سوريا، فتحولت الحرب الأهلية لأزمة إنسانية أكثر كارثية منذ جيل.
وفى ليبيا، انضم إلى حملة الناتو للإطاحة بالقذافى ثم رفض تقديم مساعدات أمنية لليبيا، وها هى على حافة الحرب الأهلية.
وفى العراق، اختار أوباما ألا يترك أى قوة يمكن أن تساعد فى الحفاظ على السياسة، وأصر البيت الأبيض على عدم وجود ما يدعو للقلق، وحدث ما حدث.. والآن يطبق أوباما نفس السياسة فى أفغانستان بانسحاب كامل للقوات الأمريكية بحلول عام 2016، مهما كانت الظروف لكن الانسحاب الكامل يمكن أن يؤدى لتحديات مثل التى يواجهها العراق.
وتحتاج الإدارة الأمريكية، كما تقول الصحيفة، لقبول واقع الخطر المتزايد فى الشرق الأوسط وتضع استراتيجية تتجاوز شعار إنهاء الحرب.
واشنطن بوست: على الإدارة الأمريكية إدراك الخطر المتصاعد فى الشرق الأوسط
الخميس، 12 يونيو 2014 12:31 م